; قراؤنا يكتبون (العدد 451) | مجلة المجتمع

العنوان قراؤنا يكتبون (العدد 451)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-يونيو-1979

مشاهدات 12

نشر في العدد 451

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 26-يونيو-1979

في كل يوم تحمل إلينا الأنباء أخبارًا مفرحة عن إخواننا المسلمين المجاهدين في أفغانستان الذين ينقلهم الله تعالى من نصر إلى نصر، ويقتربون من العاصمة «كابول» بإيمان راسخ وخطى ثابتة بعد أن قذف الله تعالى في قلوب طواغيت الكفر والماركسية من الطغمة الحاكمة في أفغانستان، أو من الخبراء والعسكريين الروس، فأرسلوا جميعًا أسرهم إلى موسكو، بعد أن أيقنوا حقيقة اندحارهم، وحتى يسهل عليهم الهرب بجلودهم عند إعلان الحكومة الإسلامية الأفغانية قريبًا بإذن الله.

وإننا لنتساءل: من كان يتوقع هذه الصحوة الإسلامية الأفغانية قبل مجيء الشيوعيين الحمر إلى السلطة في أفغانستان. الذي أحزننا كثيرًا أن هذه حقيقة تقوي إيماننا العظيم بالحكمة الإلهية المطلقة وبوجوب العمل بعيدًا عن اليأس مهما قوي العدو واشتدت الظلمات، وصدق الله تعالى حيث يقول في كتابه العزيز: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة: 21).

إبراهيم كمال المربي المسجون

إخوتنا في الله:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحية إليكم من قلوب تخفق ليل نهار لذلك اليوم يتحقق فيه وعد الله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ (النور: 55) وحينئذ يفرح المؤمنون، وثقتنا في الله كبيرة؛ فقد منحنا -والحمد لله- إرادة لن تخوننا. ‏ وسوف نرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ترفرف إن شاء الله متحدية، ﴿‎وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون﴾ لتمحي عن الخريطة الجغرافية الحدود المصطنعة التي خلفها الذين تعنيهم حرب الإسلام المتمثل في الإسلاميين الجادين.

وقد أصبح نصر الأخ ظالمًا أو مظلومًا واجبًا حتميًّا على كل مسلم تجاه إخوانه في الله في كل بقعة من هذه الدنيا قبل فوات الأوان..

إخوتنا في الله.. لقد اختار شباب المغرب طريق الله، ولن يعود إلى الارتكاس.‏ إن الجاهلية هي الجاهلية ولو عمت أهل الأرض جميعًا. وواقع الناس كله ليس بشيء ما لم يقم على دين الله الحق. وواجب صاحب الدعوة هو واجب لا تغيره كثرة الضلال ولا ضخامة الباطل، وكما بدأت الدعوة الأولى بتبليغ أهل الأرض أنهم ليسوا على شيء، كذلك ينبغي أن تستأنف، ولا تستأنف إلا أن يتجند أناس أداة لنصرة هذا الدين.‏ وقد تجند الأستاذ المجاهد كمال إبراهيم، فربى نخبة من خيرة شباب هذا البلد.. هذا الرجل الذي إذا لقيته بعث فيك الحماس.. الحماس لدين الله.

هذا الرجل الذي عرف عنه الإخلاص والثبات وصدق العزيمة على الوفاء بعهد الله الذي عاهد به، وما بدل تبديلًا.‏ إنه قضى ثلاث سنوات وما يزيد داخل زنزانته بالسجن المدني بالدار البيضاء،‏ فما عرف أنه وهن، أو‏ أن اليأس تسرب إليه؛ ولكن الذين يستفيدونه من غيابه عن حقل الدعوة الإسلامية أبوا إلا أن يستغلوا صلب عوده وطول صبره للوقيعة به، فحرموه من أبسط حق للإنسان؛ ألا وهو العلاج. فقد طال مرضه واشتد به هذا المرض المزمن حتى أنه لا يعرف الآن طعم النوم. ومع ذلك فإنك تلقاه بوجه بشوش وكأن الزائر هو السجين، والسجين هو الطليق، ولسان حاله يقول: «اللهم سامح من عذبني، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». وقد حرموه من حق المحاكمة. ونحن وأنتم والحركات الإسلامية في العالم أجمع كالجسد الواحد، نحمل المسئولية كل المسئولية إلى الذين يتمادون في غيهم وهم عن قضية إنصاف الأستاذ كمال معرضون. لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 17- 5- 79

 إخوانكم في الله

الدار البيضاء- المغرب

ردود خاصة

- الأخ الفاضل أبو عبد الله- إنجلترا:

شكر الله لك على رسالتك، فقد أفدنا مما احتوته من آراء وأضواء.

- الأخت الكريمة و. س. س- الكويت:

نشكرك على رسالتك، وإننا سندرس مقترحاتك إن شاء الله تعالى.

- الأخ الفاضل أحمد أبو يحيى- لبنان- طرابلس:

شكرًا على رسالتك الكريمة، وأما قصيدتك فقد حولناها إلى المسئول عن قسم الأدب، ونرجو أن تراها قريبًا على صفحات المجلة، إن شاء الله.

- الأخ الكريم أحمد العبد الله- السعودية- الرياض:

نرحب بك صديقًا للمجلة، ونشكرك الشكر الجزيل، وإننا نرجو أن تراجع ما ترسله إلينا ليكون أكثر تركيزًا، وإننا بانتظارك.

‏- الأخ الفاضل م. ف. ح‏- مغترب- السعودية:

وصلتنا رسالتك الكريمة، ولقد أفدنا منها وجزاك الله خيرًا.

إلى كل مسئول عن شباب هذه الأمة الإسلامية

﴿قال الله تعالى لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ (المائدة: 78، 79).

‎وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الذهبي في تفسيره عن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ (النساء: 59).

عن حذيفة وروي أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما: «وهو أنه لما وادع الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أمسك بيده حلقة من ثوب الكعبة بكى صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: أبكاني فراق الكعبة وتوديع المسلمين، ثم قال: ليبلغ الحاضر منكم الغائب، مثلكم كمثل شجرة لها ورق بلا شوك إلى تمام سبعمائة سنة، ثم تكون ورق وشوك إلى تمام ألف سنة، ثم تكون أمتي شوكًا بلا ورق لا ترى منهم عابدًا إلا

مرائيًا، ولا شيخًا إلا ظالمًا، ولا عالم إلا وراغب في المال، ولا شابًّا إلا فضيحًا، ولا فقير إلا كاذبًا، ولا صانعًا إلا خائنًا، ولا امرأة إلا ولا حياء لها. قالوا: وما علاقة ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا أكرم الشعراء وأهين العلماء، وشاوروا النساء، وخلطوا المال بالربا، وجعلوا الدنيا فوق رءوسهم، والعلم والقرآن وراء ظهرهم، وصار الغش فاكهتهم وغيبة الناس مجالسهم، وركبوا النساء السرج، وأعتق الأحرار عبيدهم، وأكلت المرأة بفرج ابنتها، يرفعون الأصوات في المساجد بحديث الدنيا، لا يرحم غنيهم فقيرهم ولا يوقر صغيرهم كبيرهم.‏ قالوا: يا رسول الله، أيصلون ويصومون ويقرءون القرآن؟ قال صلى الله عليه وسلم: يصلون ويقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم، قلوبهم مسودة بأعمالهم وخبيث سرائرهم. قالوا: زدنا من علاماتهم يا رسول الله، قال: يكون القاضي في ذلك الزمن كالذئب، والتاجر كالثعلب، والفاسق كالكلب، والأمير كالأسد، ثم بكى صلى الله عليه وسلم قال: يا لها من شاة بين أسد وذئب وكلب وثعلب». تم الحديث، والله ورسوله أعلم.

فهذا هو زماننا الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم، وها نحن نعيشه نراه بأعيننا ونلمسه بأيدينا، فالواجب على كل مسئول في هذه الأمة أن يتق الله في نفسه ويعمل في دنياه لآخرته، فإن بالله يمهل ولا يهمل.‏ إننا نرى المعاصي ترتكب أمام أعيننا فلا نحرك ساكنًا.. لقد عم الفساد، وهناك من يروج له من أعداء الإسلام الشيوعية والماسونية وغيرهم ممن دخلوا علينا واختلطوا بين مجتمعاتنا، ونحن غافلون عما يراد بنا، وها نحن نجد من يساعدهم على تحقيق أهدافهم.. من ذلك التلفاز. إن ما يعرض على شاشته نذير شؤم لنا ولأسرنا ولأولادنا وبناتنا في عقر دارهم. فهل من يخاف الله ويتقيه في شباب المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‎«كلكم راع، وكل راع مسئول عن رعيته»، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً﴾ (الأنفال: 25).

إن ما يحز في النفس ما نراه يتناقض مع مبادئ الإسلام وما ندعيه بأننا نسعى لرفع رايته، فكيف هذا والتلفزيون والإذاعة تقدم الجوائز الثمينة في برنامج فكر واربح وغيرها، والتي تبلغ ألف ريال لمن يجيب على أسئلة تافهة مثل: من ملحن هذه الأغنية؟ ومن مؤلفها؟ ومن مغنيها؟ وفي المقابل تقدم الجوائز البسيطة والتي لا تتجاوز الخمسمائة ريال للبراعم المسلمة التي تحفظ القرآن الكريم في برنامج في ظلال القرآن، مع العلم لا يتجاوز عددهم في كل حلقة أربعة أشخاص فقط، وهؤلاء الذين يجب إعطاؤهم أكبر الجوائز لدفعهم إلى الأمام. مع العلم أن مكافأة من يحفظ القرآن كاملًا في مدارس حفظ القرآن مبلغ ألف ريال بعد جهد استمر أربع سنوات، وأما من يقدم أغنية و يسجلها للتلفزيون أو الإذاعة من الأغاني المائعة، والتي لا تتجاوز الخمس دقائق، فيعطى مكافأة لا تقل عن ستة آلاف ريال.‏ وفي مسابقة القرآن التي عقدت في مكة المكرمة وعلى المستوى العالمي فوجئنا بأن الفائز الأول منح مكافأة عشرة آلاف ريال، مع العلم أن الفائز الأول في مسابقة الهجن أعطي مكافأة لا تخطر في بال؛ وهي سيارة تبلغ قيمتها أكثر من خمسين ألف ريال، وخنجر مذهب، ومبلغ خمسة وعشرين ألف ريال.

ألا ترون معي أنه تناقض عجيب أن هذا ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق إذا أكرم الشعراء وأهين العلماء، ولكن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.

أيها المسئولون، إنكم غدًا بين يدي الله موقوفون، وبأعمالكم محاسبون، وعلى تفريطكم نادمون، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون﴾ (الشعراء: 227).

هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم، وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الجمعة: 8).

‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   أخوكم في الله

عبد الرحمن بن ناصر

الطائف- السعودية

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

ركن الطلبة

نشر في العدد 3

39

الثلاثاء 31-مارس-1970

وقفه في.. ظلال شجرة في الطائف

نشر في العدد 35

18

الثلاثاء 10-نوفمبر-1970