العنوان باختصار- أهل كوسوفا.. انتظروا ٩٠٠ سنة!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
مشاهدات 18
نشر في العدد 1317
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
لا تزال مأساة مسلمي كوسوفا تراوح مكانها، ورغم بشاعة الموقف، فإن الغرب يكتفي بإطلاق التصريحات، وحين قرر أخيراً أن يفعل شيئاً، انطبق عليه المثل القائل: تمخض الجبل فولد فارًا، فبالرغم من اعتراف جون شاتوك، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، بأن الصرب يمارسون عملية التدمير الشامل، وأن إقليم كوسوفا يعيش كارثة إنسانية، وأن هناك أدلة ملموسة على وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات لحقوق الإنسان، تستدعي أن تضع محكمة الجزاء الدولية يدها عليها، رغم كل ذلك، لم تفعل الدول الغربية شيئاً، لمعاقبة يوغوسلافيا، سوى بمنع هبوط طائراتها في المطارات الغربية.!
وهكذا يكرر الغرب موقفه المخزي الذي سبق أن مارسه مع البوسنة، ليؤكد لمن لا يريد أن يصدق، أن الحرب الصليبية ضد المسلمين لم تنته، فلو أن يهوديًا واحدًا تعرض للقتل، لهبت أمريكا والصهيونية العالمية، فأين العالم من شعوب تقتل وتشرد، ولم لا نسمع من العالم العربي والإسلامي عن النجدة التي يأمرنا بها الإسلام؟
وبينما يحدث ذلك في أوروبا، كانت مجموعة من الغربيين تجوب مدن الشرق لتقدم الاعتذار عن الفظائع التي اقترفها الصليبيون منذ غزوهم الشرق قبل ٩٠٠ سنة، والتي بلغت الذروة عند دخولهم بيت المقدس، حيث قتلوا سبعين ألفًا من المسلمين، ودنست خيولهم أرض المسجد الأقصى.
بشراكم أهل البوسنة وأهل كوسوفا، يمكنكم الانتظار ۹۰۰ سنة، حتى ترق لكم قلوب الغرب ويسمحوا لكم حينئذ بتطبيق حق تقرير المصير.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل