العنوان حطم القيود (٣١) .. قواعد التغيير (٣)
الكاتب د.عبدالحميد البلالي
تاريخ النشر السبت 27-نوفمبر-2004
مشاهدات 12
نشر في العدد 1628
نشر في الصفحة 44
 
                                    
                                السبت 27-نوفمبر-2004
تناولنا في الحلقتين السابقتين أربعة قواعد من قواعد التغيير. وفي هذه الحلقة نتناول بقية القواعد...
خامسًا: العلم والمعرفة مفتاح النجاح:
تحدثنا فيما مضى عن الاتصال الإيماني وما يتعلق به من الاتصال بالعلوم الشرعية، والتي يصل بعضها إلى فرض عين، وهو ما هو يتعين وجوبه على الشخص المسلم ومنه ما هو فرض كفاية، وهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام الدنيا كالطب والحساب وأصول الصناعات وغيرها من الأمور. ولا يمكن للإنسان أن يتغير ما لم يكن لديه قدر من العلم والمعرفة فيما هو واجب عليه، وفيما هو ليس بواجب، ولكنه مهم في تغيير حياته للأفضل، وليتحول من الحسن إلى الأحسن، ومن الضعف إلى القوة.
مع ابن القيم:
يقول الإمام ابن القيم: «العلم هاد، وهو تركة الأنبياء وتراثهم، وأهله عصبتهم ووارثوهم، وهو حياة القلوب، ونور البصائر، وشفاء الصدور ورياض العقول، ولذة الأرواح، وأنس المستوحشين ودليل المتحيرين، وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال، وهو الحاكم المفرق بين الشك واليقين، والغي والرشاد والهدى والضلال». (۱)
بقاؤه لما بعد الموت
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (۲)
فالعلم من الأعمال التي تسبب استمرار الأجر لصاحبها حتى بعد مماته. إذا كان هذا العلم مما ينتفع به، فما زلنا حتى هذه اللحظة نقرأ ونستشهد في كتاباتنا، ومحاضراتنا، وخطبنا، وجلساتنا بأقوال علماء تركوا لنا بعد موتهم علمًا نافعًا، كالإمام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والقرطبي، والفقهاء الأربعة، وغيرهم من العلماء القدماء، والمعاصرين.
وحتى في العلم الدنيوي الضروري فكم من الأجر يساق إلى مكتشف علم الجبر- جابر بن حيان، ومكتشف الدورة الدموية ابن النفيس، وبقية علماء المسلمين في الطب والفلك، وغيرها من علوم الدنيا...
طرق اكتساب العلم والمعرفة
لاكتساب العلم والمعرفة طرق متعددة منها" «القراءة، والتدبر، والاستماع للعلماء والمصاحبة.... وغيرها».
- القراءة:
لا شك أن القراءة أحد أبرز الأساليب لاكتشاف العلم والمعرفة، وهي من أقدم الطرق التي عرفها الإنسان منذ أن تعلم كيف يكتب ويقرأ، وكان دائمًا الذين يقرؤون هم المتميزون في كل مجتمع، ولكن بسبب كثرة الانشغالات، وازدحام الأعمال، وكثرة المعلومات التي تضخ لكل واحد منا عن طريق سلسلة كبيرة من النشرات والصحف والإنترنت والتقارير في العمل وخارج العمل، أصبح لزامًا على الإنسان أن يجد طريقة سهلة لمتابعة الكثير مما يكتب، وتقذف به المطابع، ومن ذلك ما يدرس في الكثير من المعاهد، وهو طرق القراءة السريعة؟
القراءة السريعة
أثبتت الأبحاث أن الشخص العادي يستطيع أن يحدث تحسنًا يتراوح ما بين ٥٠ إلى ١٠٠% في سرعته في القراءة دون أن يفقد شيئًا من فهمه للمعاني التي يقوم بقراءتها.
ومن أهم عناصر القراءة السريعة:
- احرص على إجبار نفسك على القراءة السريعة لن تفهم كل ما تقرأ، ولكن بالتمرن اليومي ستتعلم بسرعة كيف تلم أفكارك.
- احرص على قراءة العبارات والجمل ولا. تقرأ الكلمات، وفي هذا عليك ألا تحرك شفتيك أثناء القراءة، وتعلم أن تقفز من عبارة إلى أخرى ومن جملة إلى أخرى، واقرأ للوقوف على المعاني لا الكلمات.
- تعلم القفز في القراءة، وضع علامات على النقاط البارزة، فالكثير مما نقرأ إنما هو مكرر ويدور حول معنى واحد، ويكفيك أن تحصل على نبذة عامة، والأفكار الرئيسة.
- اختبر نفسك من حين إلى آخر لترى مدى ما أحرزته من تقدم في سرعة قراءتك.
- اقرأ أي عبارة في الصفحة، وفي منتصفها وآخر عبارة فيها، وعود نفسك على ذلك، وأحيانًا ابدأ في منتصف الصفحة. فغالبًا ما يكون ذلك كافيًة لتكوين صورة عما يوجد في الصفحة.
- المناشيتات والعناوين الجانبية تكون في كثير من الأحيان كافية عن الاسترسال في القراءة..
- مقدمة الكتاب والخاتمة، والفهرست أمور تعين على تكوين فكرة عن الكتاب.
ماذا نقرأ؟
ولا بد من تنويع القراءات فنقرأ في كتب التفسير، وكتب الحديث وشروحها، وكتب السيرة والتاريخ، وتراجم الرجال، والفقه وكذلك في كتب الإدارة وعلوم النفس، وكتب الأخلاق، وكتب التجارة والحرف المختلفة، ومذكرات المشهورين، وفي طب الأعشاب والرياضة، والأمور المختلفة التي تساعد في عملية التغيير.
- التدبر:
والقراءة من غير تدبر لا يمكن أن تؤتي أكلها. ذلك لأن التدبر يؤدي إلى تحليل المعلومات المقروءة ومن ثم إسقاطها على الواقع، وعلى حياتي الخاصة، وإمكانية الاستفادة في بعض التغييرات فلعل التغير يحدث من خلال كلمة، أو عبارة، أو حدث، أو آية، أو حديث في لحظة صفاء واستعداد للتغير.
- الاستماع:
والاستماع ينقسم إلى أربعة أقسام: إما مباشرة من الملقي أو العالم، أو عن طريق الأشرطة السمعية، أو عن طريق التلفزيون، أو عن طريق الإنترنت.. وكل قسم من هذه الأقسام يشكل ثروة كبيرة من المعلومات لو أننا أحسنا استغلالها في عملية التغيير.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل 
         
         
                 
        