الثلاثاء 23-يناير-1979
قال أحد وزراء سوريا في حديث له: إن حل مشكلة الشرق الأوسط أمر يبدو عسيرًا، ما لم تتأكد وحدة الصف العربي.. وحمل الوزير السوري.. مبادرة السلام.. مسئولية تفتيت وحدة الصف العرب... وبغض النظر عن شجبنا لمبادرة السلام المخزية ألا يحق لنا أن نوجه إلى الوزير السوري سؤالين؟
الأول: ما هو جهد سوريا في العمل من أجل وحدة الصف العربي من قبل؟ وهل كان تدخلها إلى لبنان لمساعدة القوى الصليبية الانعزالية ضد الفلسطينيين ومسلمي لبنان أحد جهودها من أجل وحدة الصف العربي؟
الثاني: هل وحدة الصف العربي قائمة ولها أثرها قبل مبادرة السلام؟ ولو فرض جدلًا أنها كانت قائمة؛ فلماذا لم تحل مشكلة الشرق الأوسط؟
منذ أن وجدت مشكلة فلسطين واقعًا ملموسًا منذ ثلاثين عامًا، ألم يكن يدرك زعماء العرب أن السبيل الوحيد لتخليص فلسطين من براثن الصهيونية الآثمة هي وحدة العرب ولا سبيل غيرها؟ إذن فلماذا لم يعملوا على وجود هذه الوحدة وتأكيدها؟
والإجابة عن هذا السؤال واضح البيان لا يحتاج إلى إجهاد ذهن؛ فمن ناحية، الخلافات الجذرية في الأيديولوجيات، واختلاف المصالح والمطامع تبعًا لهذه الخلافات. ومن ناحية أخرى أن الأنظمة الحاكمة بالحديد والنار، يرفض جميعها الالتزام بالإسلام؛ لأن هذه الأنظمة لا إرادة مستقلة لها، وإن كان لها إرادة يجب أن نعترف بها، فهي إرادتها في أن تظل إلى الأبد مجرد تابع لإحدى القوتين الكبيرتين اللتين تسيطران على العالم.. وهذه أصل المشكلة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
