العنوان باختصار (العدد 584)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1982
مشاهدات 18
نشر في العدد 584
نشر في الصفحة 3
الثلاثاء 24-أغسطس-1982
خواطر زعيم عربي
أخيرًا نسحب الفدائيين من بيروت.. أخيرًا انسحبوا.. والآن نستطيع أن نتنفس بارتياح.. لقد كانت تلك الأيام الماضية أيامًا عصيبة.. أيام قلق واضطراب وفزع.. اليهود يقتلون الفلسطينيين ونحن نتفرج.. ونحن تعلم أن شعوبنا تبتلع غيظها كما يبتلع المرجل أزيزه.. لقد كنا خائفين!
- خائفين من بقاء البندقية بيد الفلسطينيين.. فبقاءها بيدهم يعني استمرار التحدي لليهود وأعوان اليهود.. وأعوان أعوان اليهود.. أي إنه تحد لأعوان أعوان اليهود.. هل فهمتم ما أعني؟
- خائفين من غضب إسرائيل.. فغضبها هو غضب أمريكا وروسيا.. هل تدرون ما معنى غضب أمريكا وروسيا؟
نحن الزعماء ندري.. أنه يعني «تحمير» العيون علينا.. وهذا يعني أن المسألة قد تصل إلى قلب كراسينا.. نعم كراسينا..
- خائفين من شعوبنا.. ماذا نفعل؟ لقد ظللنا نعدهم طيلة خمس وثلاثين سنة بسحق إسرائيل والانتقام لدير ياسين.. وتسلقنا جميعًا على كراسي الحكم بحيال هذه الوعود.. واليوم تتكرر دير ياسين ألف مرة وفي ألف صورة.. ونحن نخدع شعوبنا ونقول: إننا عاكفون على دراسة الوضع الخطير.. ومازلنا عاكفين.. إننا نخاف من غضبة الشعوب ومن خروج الإسلامبولي برشاشه لينتقم منا جميعًا.. إن الشبح الذي يقض مضجعنا هو الإسلامبولي برشاشه وصيحاته: «الله أكبر.. الله أكبر..».
ولكننا الآن نتنفس بارتياح نوعًا ما.. فلقد نجحت جهودنا.. وحشية اليهود وتخاذلنا نحن وموت الضمير العالمي.. نجحنا في تليين دماغ الفدائي الناشف وإقناعه بالخروج من بيروت.. لقد خرجوا أخيرًا.. أو.. ما أحلاه من خبر.. لقد زال الهاجس والكابوس.. وتخلصنا منهم.. لقد كانوا بيننا كالطاهرة الوحيدة الباقية التي لم تفقد عفتها.. لقد قبلنا جميعًا الانصياع لمقررات السادة في «سايكس بيكو» وفي «بالطة» وفي «سالت».. إلا أنهم يريدون أن يشذوا عنا - كانوا يريدون أن يكونوا شرفاء.. وقد حاولنا أن نجعلهم مثلنا، ولكنهم أبوا.. فلم يبق لنا خيار سوى القضاء عليهم.. والآن نحن كلنا في «الهوا سوا»..
المطلوب الآن.. ألا تعود البندقية من جديد إلى يد الفلسطيني.. وكفانا تلك التجربة المريرة.. والمطلوب كذلك.. أن نجند الإعلام الرسمي وغير الرسمي لتحويل هذا الانسحاب إلى انتصار للفدائيين وهزيمة لإسرائيل..
والمطلوب وهو المهم تصفية الإسلاميين فهم رأس كل هذه البلاوي!!