; مشاهد لا يمحوها الزمن من ذاكرة المقدسيين | مجلة المجتمع

العنوان مشاهد لا يمحوها الزمن من ذاكرة المقدسيين

الكاتب مصطفى صبري

تاريخ النشر الجمعة 01-سبتمبر-2017

مشاهدات 12

نشر في العدد 2111

نشر في الصفحة 43

الجمعة 01-سبتمبر-2017

في ذكرى إحراق المسجد الأقصى..

لا يزال المسن سعيد المغربي القاطن في حوش المغاربة قبالة بوابة حائط البراق الإلكترونية يتذكر حادثة إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969م، ونقله الماء في الأواني البلاستيكية، والطناجر لإطفاء الحريق المتعمد بحق المسجد القبلي.

قال الحاج سعيد المغربي لـ«المجتمع» خلال اتصال معه: بالرغم من مرور 48 عاماً على الحريق؛ فإنه ما زال شاخصاً أمامي كأنه اليوم أو يوم أمس، فوجع الحادثة نقش في قلوبنا وعقولنا ولا أستطيع نسيان ما جرى، فأنا عشت نكسة حي المغاربة في الساعات الأولى من احتلال المدينة وكان عمري وقتها 17 عاماً، وشاهدت جرافات الاحتلال وهي تهدم بيوتنا في ساحة البراق وحولتها إلى أكوام من التراب، رحلت من المكان فوراً، وبعدها بعامين كان الحريق المتعمد للمسجد الأقصى من قبل مستوطن تم تسهيل مهمته من قبل جنود الاحتلال، وبعدها في عام 1981م حادثة تفجير قبة الصخرة واستشهاد الشهيد صالح اليماني عند الباب الرئيس لقبة الصخرة، وفي هذا العام بلغ حرق المسجد الأقصى أوجه في الرابع عشر من يوليو الماضي وإغلاقه أمام المسلمين والعبث بمحتوياته، فهذا أشد إيلاماً من الحرق، فحادثة الرابع عشر من يوليو الماضي حرقت قلوبنا، وحادثة عام 1969م حرقت منبر صلاح الدين وأروقة المسجد القبلي.

وأضاف المقدسي المغربي قائلاً: أتذكر كيف قمنا بعمل سلسلة بشرية طويلة لنقل الماء إلى المسجد القبلي من باب المطهرة ومن منطقة الكأس، فالحريق كان هائلاً ومتعمداً، والاحتلال تظاهر بأن المهاجم مريض نفسياً.

مشاهد لا تنسى

ويضيف المسن سعيد المغربي: بعد أن خمد الحريق كانت المناظر تقشعر لها الأبدان، فمنبر صلاح الدين لم يبقَ منه إلا الحطام والمحراب تشوه والأسقف الخشبية انهارت، والقبة الرئيسة تشوهت، والسواد كان يغلف المكان من آثار الحريق، فكل شيء أصيب بالدمار.

ويتابع المغربي حديثه قائلاً: منذ احتلال القدس والمسجد الأقصى، يقوم الاحتلال بحوادث لجس نبض المسلمين، وكان آخرها وضع البوابات الأمنية والكاميرات، وفشل في هذه القضية فشلاً ذريعاً، فجيل اليوم لا يقوم بتمرير المؤامرات، لذا كان الرباط على أبواب المسجد الأقصى ورفض المقدسيين التعامل مع الاحتلال في هذه القضية رافعة قادت إلى انتصار، ولو كانت الهمة عام 1969م مثل همة هذه الأيام لما تجرأ الاحتلال على المسجد الأقصى وأهله.

أما ماهر أبو السعود، الذي يقطن قرب باب السلسلة ويجاور مقر الهيئة الإسلامية العليا، فيقول لـ«المجتمع»: في ذكرى حرق المسجد الأقصى يجاور منزلي عدة عائلات من المستوطنين، حيث تحرق قلوبنا بشكل يومي، ونشاهد المقتحمين من المستوطنين يومياً وهم يخرجون من المسجد الأقصى بعد تنفيذ الاقتحام وهم ينشدون لدولتهم وتلمودهم مستفزين أهالي القدس في حي السلسلة، وأتذكر الحريق بشكل عام، حيث كان عمري 12 عاماً، وأذكر صراخ أهالي القدس وهم يتوجهون للمسجد الأقصى لعملية الإطفاء، واليوم أشاهد من يدنس المسجد الأقصى.

أما الحارس مراد الدجني فيقول لـ«المجتمع»: كنت وقتها صغيراً، فعائلتي تسكن بالقرب من باب القطانين، وكان الحريق هزة لنا جميعاً، فكل من في القدس حضر إلى ساحات المسجد الأقصى، وكان تصرف الاحتلال واضحاً، تعمد إعاقة الإطفاء حتى ينتهي الحريق إلى أقصى حد من التدمير، إلا أن أهالي القدس هبوا لنجدته كما يهبون في كل وقت، فهم خط الدفاع الأول عنه، ولا تعويل على جهة مهما كانت.>

الرابط المختصر :