; بريد القراء (109) | مجلة المجتمع

العنوان بريد القراء (109)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-يوليو-1972

مشاهدات 37

نشر في العدد 109

نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 18-يوليو-1972

بأقلام القراء

عقيدة المقاومة

ونحن ما زلنا من رواد مجلتكم ندعو الله أن يثبتنا وإياكم على طريق الحق، وأحب أن أوجه إلى أسرة التحرير الموقرة أجمل التحيات، سائلين الله تعالى أن يبارك هذه الجهود الخيرة.

 وبعد فإن لي بعض النقاط حول العدد الأخير «۱۰۷»

أولًا:- لقد قلتم في هذا العدد: « في بعض سفاراتنا في الخارج خمر. وفي الخطوط الجوية الكويتية خمر، وفي أحد الفنادق الكبيرة بالكويت خمر»

وإنه لمما يؤلم نفس كل مسلم أن يجد في هذا البلد، الذي أنعم الله عليه بعظيم النعم.. أن يجد فيه.. دعاة للمعصية والإثم،  يحملون أسماء إسلامية ويستحلون محارم الله... وكان على مجلتنا «المجتمع» أن تضع النقاط على الحروف... فتقول لقرائها ولأصحاب الضمائر المسلمة من هي السفارات التي تقدم الخمر ومن هو المسؤول الأول في الخطوط الجوية عن تقديم الخمور، فإنه لا يكفي إطلاق الكلام بهذا الشكل الذي لا يعطي الناس أي جديد. فأبناء هذا المجتمع وأجياله بحاجة أن يعرفوا أولئك الذين يجرون البلد إلى الهاوية وإلى غضب الله ونقمته.

ثانيًا:- أعجبتني الافتتاحية إذ لفتت الأنظار إلى الدافع الأصيل الذي جعل الجزائريين يقدمون مليون شهيد، وبغير هذا الدافع ما استطاعوا أن يفعلوا شيئًا لكن كان بودنا أن تذكر المجتمع ولو استعراضًا سريعًا لتلك المحاولات التي تقوم محبة لفلسطين ولاستردادها، وسرعان ما تمنى بالفشل ذلك لأنها محاولات تجسدت في حركات تنكرت للإسلام ولعقيدته، فاتخذت منهجًا غيره من الأفكار المستوردة... لقد قال «كاسترو» للسفير الإسرائيلي مطمئنًا إياه على أن لا خشية على دولة إسرائيل من التنظيمات الفدائية، فإن الذي يخشى هو أن تكون منظمات عقائدية فتثير روح الجهاد الإسلامي.

ومن هنا يدرك كل مسلم حقيقة الذين يبذرون الطاقات والجهود في غير جدوى، أولئك الذين اتخذوا قبلة وعقيدة غير قبلة الإسلام وعقيدة الإسلام.

خالد علي مضنيل

الرميثية - الكويت

• كان الحديث عن تعاطي الخمر في بعض المؤسسات موجهًا إلى المسؤولين ليعالجوا هذه الأوضاع غير المشرفة علاجًا شاملًا، لا أن يتحروا في وقائع معينة ومع أشخاص معينين لذلك، لم نجد داعيًا للتعريض بأي فرد.

أما عن الحركات التي تعمل المواجهة إسرائيل وتحركها؛ خلفيات عقائدية لا تنتمي إلى عقيدة فلسطين أو تاريخها أو حضارتها الإسلامية، فإنها ولا شك محكوم عليها بالفشل، لأنها حركات متطفلة لا يمكن أن تقنع أحدًا بشرعيتها أو بأن لها قضية في أرض فلسطين؛ إن الواقع الإسرائيلي اليوم يمثل عدوانًا حضاريًّا متميزًا، وحينما نواجهه بحركات مقاتلة لا تمثل أي حضارة، ولا تنتمي حضاريًّا لفلسطين ولدين الأمة الفلسطينية وعقيدتها.

فإن هذه الحركات ربما بدت- وهي تواجه زحفًا حضاريًّا يقوم على تراث وتاريخ معين- مجرد مناوشات تنتظم في صف المنظمات المشتتة في أقطار أخرى كألمانيا وإيطاليا واليابان. إن المقاومة التي تضرب جذورها في أعماق تاريخ المنطقة وتلتزم بتراثها الديني والعقائدي والثقافي وتمثل وجهها الأصيل والحقيقي هي وحدها القادرة على مواجهة دولة المزاعم اليهودية غير الشرعية.

حجج من الريش

من أغرب الغرائب التي تواجهنا في مجتمعاتنا التي تتسمى بالإسلام، ذلك الشعور الغريب الذي يعتري المتعالمين البلهاء إذا ذكر الدستور الإسلامي أو تحدث متحدث عن الحكم بكتاب الله.

إنه شعور غريب، مزيج من الرعب والخجل، كأنما ذكر عار يندى له الجبين، كان المتحدث لا يتحدث عن إله موجود يسمع ويرى في هذه اللحظة، كأننا نتحدث عن خرافة وجدت عند العرب في الجاهلية!

غريب ذلك الشعور الذي لا أدري ما الباعث له.. اللهم إلا السنون الطوال التي عشناها نرزح تحت وطأة الاستعمار الخبيث غريب، غريب حقًّا أن يخجل إنسان من ماضيه المجيد ويعتز بتاريخ الآخرين المخجل، يمدح شارلمان الذي ملك بضع قبائل من المتوحشين في العصور الوسطى ولا يعتز بهارون الرشيد الذي لا تمطر السحابة التي تمر به إلا حيث يأتيه خراجها... ويصلي مع ذلك مئة ركعة في الليلة!!

غريب أن لا يتورع حاكم عن اعتقال عشرات الألوف من صفوة المثقفين والفنيين في بلده في ثلاثة أيام، ولا يجزع من قتل المئات وضرب الآلاف وتعذيبكم في السجون ثم يغشاه مثل ما يغشى الذي يخشى عليه من الموت إذا ذكر قطع يد سارق متعمد أو رجم زانٍ أو جلد قاذف!! فهل مثل هذا الشعور رحمة يا ترى؟!! كان مثل هذا أرحم من الله بعباده!!! سبحان الله.

يقولون لن نحكم بحكم الله لأن هناك أقلية من النصارى لا يروق لها مثل هذا الحكم، ويبغون حكم النصارى الجاهليين يحكموننا به، لأن هناك أكثرية من المسلمين لا يسعها الاعتراض على أن تحكم بشريعة الأقلية من النصارى، مع أنه ليس حرامًا في دين النصارى أن يحكموا بشرع غيرهم  «ما لقيصر لقيصر وما لله لله» بينما ذلك عندنا حرام وكفر...

شيء عجيب! فكأنما يقولون احكموا السودان مثلاً- بشرع الغاب لأن هناك أقلية من الوثنيين لا يروقهم حكم الله..

ونسمع ونسكت... كأن ليس هناك شيء.. ونعجب ويعجبون !

عبد الرحمن أحمد الأفندي

بربر- السودان  

الرابط المختصر :