العنوان اليمن.. الأزمة تتصاعد وسط اتهامات متبادلة وفشل اللقاء بين الرئيس ونائبه
الكاتب مراسلو المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 18-يناير-1994
مشاهدات 16
نشر في العدد 1084
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 18-يناير-1994
أجهضت قوات الأمن اليمنية في يومي الثلاثاء والأربعاء (٤- ٥) يناير الماضيين بوادر أحداث شغب في كل من العاصمة صنعاء وتعز، وهما أكبر وأهم المدن اليمنية.
وكانت الأزمة السياسية المستحكمة في اليمن منذ أغسطس ۱۹۹۳م قد انعكست سلبًا بشكل متصاعد على الأوضاع الاقتصادية، فتدهورت قيمة العملة الوطنية وارتفعت أسعار كل المواد بطريقة متواصلة مع ارتفاع سعر صرف الدولار! لكن الأيام الأولى من يناير الجاري شهدت قفزات مفاجئة في ارتفاع سعر الدولار، الأمر الذي انعكس بقوة على الحالة المعيشية للمواطنين الذي ساد بينهم جو من التذمر والسخط إزاء عجز السياسيين عن حل الأزمة السياسية!
ونتيجة لشعور المواطنين بأن أجهزة الدولة قد صارت عاجزة عن فعل أي شيء لوقف تدهور العملة الوطنية، فقد لجأ التجار وأصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق محلاتهم وإيقاف حركة البيع والشراء كنوع من إظهار موقف الشارع اليمني! وقد بدأت الحركة في مدينة «تعز» يوم الثلاثاء 4 يناير الماضي، ثم لحقتها العاصمة صنعاء، حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها في أهم شوارع العاصمة خوفًا من اشتعال أحداث شغب مدمرة، كما حدث في ديسمبر ۱۹۹۳م.
وكانت مجاميع من العمال والمواطنين قد بدأت في التجمع في بعض الساحات منذ الصباح كنوع من إبداء السخط، لكن قوات الأمن كانت مستعدة تمامًا لهذه المواقف، فعملت على تفريق المتجمعين بسرعة، كما رابطت أطقم عسكرية في عدد من النقاط المهمة في العاصمة، إضافة إلى تسيير دوريات متفرقة في الشوارع، وهو الأمر الذي بث طمأنينة في نفوس سكان العاصمة، كما بدأت أعداد غير قليلة من المحلات في فتح أبوابها!
وبعيدًا عن سخط المواطنين تجاه تصاعد الأسعار الجنوني، فإن هناك تغيرات بأن تلك التجمعات لم تكن عفوية أبدًا، بل إن زيادة الغلاء الفاحش بصورة مجنونة في أيام قليلة كان أمرًا مدبرًا لإشعال حركة تمرد شعبية تفسد جولات الحوار الوطني بين ممثلي الأحزاب اليمنية المجتمعين في «عدن»، حيث كان مقررًا إعلان النتيجة النهائية للحوار في ١٠ يناير، ويعزز أصحاب هذا الرأي قولهم بأن سيناريو الأحداث كان متشابهًا بالضبط مع ما جرى قبل عام تقريبًا عندما اجتاحت المدن اليمنية موجة من التدمير والاحتجاج الفوضوي!
كما يؤكد المراقبون قولهم بأن هناك تعمدًا ملحوظًا لشل حركة أجهزة الدولة وتعطيلها في العمل؛ بسبب غياب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين مثل رئيس الوزراء نفسه، وهو ما أظهر الدولة بصورة العاجز عن ضبط الأمور!
وقبل أن ينتهي الأسبوع الأول منذ العام الجديد، وجه رئيس مجلس الرئاسة الفريق علي عبد الله صالح رسالة شديدة اللهجة ونادرة! إلى رئيس الحكومة المهندس/ حيدر العطاس وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي حمّله -هو وحكومته- مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين بسبب رفضهم عمل شيء ما لوقف الانهيار الإداري والمالي في البلد!
من جهة أخرى شنت قوات الأمن حملة اعتقالات سريعة ضد الصرافين والمتعاملين بالدولار لإيقاف عمليات التلاعب التي كادت تشعل النار في الشوارع.
وقد كان لهذين الإجراءين فعلهما الفوري، إذ هبط سعر الدولار فورًا، كما هدأت مشاعر القلق في نفوس المواطنين.
لكن بيان مجلس الرئاسة لم يُرض الاشتراكيين الذين شعروا أن الرئيس يريد إلقاء المسؤولية كلها على عاتق رئيس الحكومة الاشتراكي، لذلك أذاع تلفزيون «عدن» ولمدة واحدة فقط بيانًا من نائب الرئيس علي البيض، وسالم صالح محمد وهما ممثلا الحزب الاشتراكي في مجلس الرئاسة، رفضا فيه بيان الرئيس علي صالح واعتبراه بيانًا شطريًّا يتهرب من أسباب الأزمة الحقيقية، كما تضمن البيان عبارات قاسية واتهامات لبقية أعضاء مجلس الرئاسة بإيواء الإرهابيين الخارجيين والداخليين ورعاية الفساد!
وتقول مصادر يمنية إن البيان لم يكن صادرًا عن «البيض» نفسه، وعززوا قولهم بأن أسلوب البيان الضعيف وإذاعته لمدة واحدة فقط يؤكد ذلك الاستنتاج!
على صعيد لقاء «الجند» بين الرئيس ونائبه، فقد فشل الترتيب المسبق من طرف واحد لعقد اجتماع بين الرجلين بحضور أبرز علماء اليمن!
لكن الرئيس علي صالح سجل بمبادرته في الحضور إلى جامع معاذ بن جبل التاريخي نصرًا إعلاميًّا وشعبيًّا على خصومه الاشتراكيين الذين أظهرتهم مبادرة خصمهم اللدود بمظهر التعنت الشديد!
أما مجلس النواب اليمني فقد سعى في أول اجتماع له يوم الاثنين ١٠ يناير الماضي إلى تفعيل نشاطه عن طريق استدعاء الحكومة للمثول أمامه، وكانت هناك توقعات باحتمال سحب الثقة منها، لكن رئيس الحكومة اعتذر عن الحضور لمرضه وأرسل رسالة تشرح ذلك!
ولمواجهة الأزمة الاقتصادية أصدر مجلس النواب عدة قرارات كان أبرزها منع رئيس الحكومة والوزراء من المشاركة في اجتماعات القوى السياسية، وإلزامهم بمباشرة أعمالهم وتسيير دفة الأمور في البلد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
في معرض القاهرة الدولي للكتاب رقم 25 مظاهرة إعلامية للهجوم على الإسلاميين واتهامهم بالإرهاب!
نشر في العدد 1039
13
الثلاثاء 23-فبراير-1993
وكالات السفر الجزائرية تنتعش معها.. عمرة رمضان بالنسبة للجزائريين البسطاء بمثابة حجة
نشر في العدد 2012
7
السبت 21-يوليو-2012