; مؤتمرات شعبية ونقابية حاشدة لنصرة مسلمي البوسنة والهرسك | مجلة المجتمع

العنوان مؤتمرات شعبية ونقابية حاشدة لنصرة مسلمي البوسنة والهرسك

الكاتب شعبان عبد الرحمن

تاريخ النشر الأحد 31-مايو-1992

مشاهدات 730

نشر في العدد 1003

نشر في الصفحة 22

الأحد 31-مايو-1992

تعد نقابة الأطباء في مصر العدة لإرسال فريق طبي كبير من مختلف التخصصات على وجه السرعة إلى جمهورية البوسنة والهرسك للمساهمة في إنقاذ ضحايا مذابح الصرب الوحشية ضد المسلمين هناك.. وقد فتحت لجنة الإغاثة الإنسانية بالنقابة الباب يوم الخميس الماضي لتلقي طلبات المتطوعين من الأطباء وكذلك تلقي التبرعات لتمويل تكاليف انتقال هذه البعثة الطبية حيث كانت حصيلة اليوم ٧٠ ألف جنيه

وصرح الدكتور أسامة رسلان أمين عام النقابة أن التخصصات المطلوبة تنحصر في الجراحة والتخدير والحروق والتجميل والباطنية وأن الأطباء المتطوعين سيقومون بمهامهم دون مقابل.

في نفس الوقت فتحت نقابة الصيادلة الباب لتلقي التبرعات من شحنات الأدوية تمهيدًا لإرسالها في أسرع وقت إلى ضحايا البوسنة والهرسك.

ويأتي ذلك كأول رد فعل عملي من مصر على ما يجري من مذابح ضد المسلمين في يوغسلافيا وذلك عشية مؤتمرين حاشدين؛ نظمت الأول نقابة الأطباء التي يقودها التيار الإسلامي، وكذلك نقابة الصيادلة مساء الخميس الماضي، أما الثاني فقد عقد في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة.

وتحدث في مؤتمر نقابة الأطباء الذي حضره حشد كبير من الإسلاميين الداعية الإسلامي مصطفى مشهور والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة ومندوب عن وزير الخارجية المصري إضافة إلى الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء والدكتور سالم نجم وكيل النقابة.

كما تحدث اثنان من أبناء البوسنة والهرسك هما محمد سولا وحبيب كوجود فأشارا إلى تدهور الأوضاع بصورة خطيرة جدًّا، وأن تدمير المساجد وحرق المنازل والقرى الكاملة وتشريد وقتل وسبي النساء والأطفال والشيوخ مازال جاريًا بلا أدنى ذرة من إنسانية.. وإن إقليم كوسوفو الذي يعيش فيه ثلاثة ملايين مسلم ينتظر نفس مصير البوسنة والهرسك لأنه ستجرى فيه انتخابات على الاستقلال في نهاية الشهر الحالي.

وحفلت الكلمات بإدانة الموقف الدولي المتواطئ والموقف العربي والإسلامي الضعيف حيال أنهار الدماء التي تسيل من المسلمين مطالبة الحكومات العربية والإسلامية بفتح باب الجهاد وتجريد الجيوش أو على الأقل السماح لمن يريد الذهاب للدفاع عن المسلمين.

كما طالب المتحدثون الحكومات الإسلامية بسحب سفرائها من يوغسلافيا وطرد سفراء يوغسلافيا من بلادها وتنظيم مقاطعة اقتصادية شاملة لهؤلاء الذين يبيدون شعبًا مسلمًا بأكمله.

محمد عمارة: إن التاريخ يحدثنا أن الدنيا كلها تتكالب على الإسلام والمسلمين عندما تشهد منا صحوة وعودة حقيقية للإسلام

قال الدكتور محمد عمارة: إن التاريخ يحدثنا أن الدنيا كلها تتكالب على الإسلام والمسلمين عندما تشهد منا صحوة وعودة حقيقية للإسلام.. ففي القرن الخامس عشر الميلادي عندما وجد الغرب الصحوة الإسلامية تشرق بنورها على الدنيا ركز على قتل الإسلام وإخراجه من الأندلس ولكن يشاء الله أن يكون الوقت الذي يخرج فيه المسلمين من الأندلس يكون هو نفسه الذي يدخل فيه الإسلام إلى أرض البوسنة والهرسك على يد محمد الفاتح.. ولكن هل سكت الغرب؟ لقد مهد لضربة جديدة ضد الإسلام من خلال حملة نابليون بونابرت.. وعندما جاء محمد علي ليجدد شباب الدولة العثمانية تكالبوا عليه.. وعندما جاء أحمد عرابي ليسد ثغرة الاستبداد بالشورى تكالبوا أيضًا عليه.. والآن وبعد عودة الصحوة الإسلامية التي نقلت الإسلام ليس فقط إلى البوسنة والهرسك ولكن إلى كل شبر من بقاع الأرض حتى صارت حديث السياسة والاقتصاد ومراكز الأبحاث التي تدرس دائمًا كيفية الاعتماد على ثغرات الاختراق والضعف.

يتساءلون

وتساءل الأستاذ مصطفى مشهور: لماذا عندما سقطت الشيوعية وبدأت كل الشعوب الخاضعة لها تسعى لحريتها، ويسمح لها بذلك؟ على حين يمنع المسلمون بالذات من المطالبة بحريتهم؟ إن حقدهم الدفين يجعلهم يسعون بكل الطرق لمنع وجود دولة إسلامية في البوسنة والهرسك بين أوروبا المسيحية.. وإن ما يجري هناك يذكرنا بما جرى على أرض فلسطين في الأربعينيات من مذابح لأهلنا على أيدي اليهود أملًا في القضاء على هذا الشعب.. ولكن يبقى أن كل هذه الحروب تبشرنا ببداية الطريق لنصر الله وهكذا يبشرنا تاريخ المسلمين الأوائل الذي كان اضطهادهم وتشريدهم ومحاربتهم بداية الطريق لنصر الله وإقامة دولة الإسلام الكبرى.. وليكون لنا العبرة والدرس من أفغانستان التي انتصرت بقوة إيمانها على أكبر قوتين على ظهر الأرض فكانت سببًا في انهيار الشيوعية التي تنبأنا بانهيارها من قبل لأنها تخالف سنن الكون.. وإننا يجب أن نتذكر دائمًا أن التمسك بكتاب الله وشرعه هو الطريق الذي أصلح أول هذه الأمة ولن يصلح آخرها إلا به.

في قلب الأزهر

وفي الجامع الأزهر احتشد ما يقرب من عشرين ألف مصل داخل المسجد وخارجه في صلاة الجمعة الماضية حيث عقد مؤتمر عقب الصلاة حث فيه شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق جماهير المسلمين بسرعة التبرع بما يملكون لإنقاذ إخوانهم من البوسنة والهرسك.. وقال: إن علينا إعداد العدة من اليوم لتقديم المال والرجال لهذا الشعب الذي يواجه الإبادة.. كما تحدث الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي فقال: لقد ظننت أن براكين الصليبية قد خمدت جذوتها إلا أنني فوجئت بأنها لا تزال على ضراوتها، ولا يزال المنطق الآثم الذي يحركها يحرك أعداء الإسلام ليقضي على أمة طال سباتها.. إن هناك حربًا ضروسًا ضد الإسلام، وعلينا أن نتيقظ لأن أعداءنا لديهم التبجح وقلب الحقائق مما يذهل الحليم.. لقد بقي رجالنا هناك يذبحون كالأغنام أما النساء والأطفال فقد فروا لتتلقفهم عصابات المبشرين لتنصرهم بالماء والدواء!

وتساءل في حسرة: أين ما يسمى بالمؤتمر الإسلامي؟ وأين دول عدم الانحياز؟ لماذا خرست ألسنتها ولا تتحرك للدفاع عن الحق الجريح؟ وأين المليار مسلم؟ لماذا لا يعلنون مقاطعتهم لتلك البلاد حتى نثار لأنفسنا؟!

وحول نفس المعاني تحدث الدكتور عبدالصبور مرزوق أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والشيخ إسماعيل صادق العدوى خطيب الأزهر والدكتور سالم نجم وكيل نقابة الأطباء، في نفس الوقت أصدرت نوادي هيئات التدريس التي تمثل سبعين ألف أستاذ جامعي بيانًا شديد اللهجة ضد الموقف العربي والإسلامي المتخاذل معبرين عن استيائهم لموقف أمين عام الأمم المتحدة وأمريكا والدول الأوروبية، وطالب البيان بطرد سفراء يوغسلافيا من الدول العربية والإسلامية وكذلك طرد سفراء كل من روسيا واليونان اللتين تدعمان الصرب في حربهم القذرة ضد المسلمين.

الرابط المختصر :