; القذافي.. أراكوز أمريكي بثوب روسي! | مجلة المجتمع

العنوان القذافي.. أراكوز أمريكي بثوب روسي!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 28-أكتوبر-1980

مشاهدات 23

نشر في العدد 502

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 28-أكتوبر-1980

  • طبيعة التهريج تنعكس على سياسات العقيد القذافي.

  • يعلن نفسه إمامًا وخطيبًا ومفسرًا وينكر السنة الشريفة ويصلي العصر ثلاث ركعات!

  • القذافي وسياسة (اللا ممكن).

  • يرفع شعار الإسلام ويقف إلى جانب أعداء المسلمين في أثيوبيا وأفغانستان!

  • معارض يقول: ليبيا منطقة نفوذ أمريكية مع حق انتفاع خاص لروسيا.

  • القذافي يرشح كارتر ويتوسط لإطلاق سراح الرهائن ويقر بهدايا بيلي.

  • نصف النفط الليبي يصدر للولايات المتحدة والأموال الليبية في البنوك الأمريكية.

قبل أن يخرج «الخطيب» القذافي بخطبته العصماء صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك في منطقة زويلة وما ترتب عليها من ردود أفعال وتصريحات «مضادة» كنا في «المجتمع» قد قررنا أن نوضح فكرة هذا المقال إكمالًا لسلسلة مقالات بدأنا ننشرها عن ليبيا العقيد، وقد جاءت أقوال القذافي حول «تحرير مكة وعرفات» وتحويل الحج إلى «جهاد» لتؤكد فكرة الإثارة أو «الأركوازية» إن جاز التعبير، التي لازمت العقيد منذ أن بشر بالفاتح من سبتمبر 1969م وإلى الوقت الحاضر وإثارة العقيد لن تتوقف إلا بموته حيث يصعب على الإنسان أن يغير من «طبعه» خاصة إذا كان على شاكلة العقيد القذافي. فلقد حدثني ثقة درسه في مدارس طرابلس أن معمر الطالب كان طالبًا فاشلًا ولم يكن «فالحًا» إلا في التهريج، وقد ذكر أحد أعوانه يومًا أن القذافي مصاب «بعقدة» لحرمانه أثناء فترة الطفولة. أما كيف قدر لطالب فاشل مهرج أن يصبح قائدًا للثورة ورئيسًا «للجماهيرية الليبية» فذلك أمر لا يعلم دقائقه وخفاياه إلا الله سبحانه.

تضارب وتراجعات

والذي يحاول أن يفسر آراء ومواقف العقيد القذافي منذ أن أصبح سيد طرابلس المطاع يقع أسيرًا للحيرة والعجب. 

فقد رفع القذافي شعار الإسلام «النظرية الثالثة» منذ أول يوم للثورة، وتصديقًا لذلك بدأ بتطبيق بعض العقوبات الشرعية، وقد انتقد بشدة المذهب الشيوعي وندد بالسياسة الاشتراكية، حتى أنه طالب عام 1973م بطرد كوبا من كتلة عدم الانحياز نظرًا لارتباطها بالاتحاد السوفياتي. وتمضي السنون ليصبح القذافي «إمامًا» في الدين يجتهد ويفسر ويصلي في الناس... فأنكر السنة النبوية وطالب بالتمسك فقط بالقرآن الذي جعل لنفسه حق تفسيره كيف يشاء، فأمر بحذف كلمة «قل» من جميع سور القرآن باعتبار أنها كانت موجهة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وبما أنه -صلى الله عليه وسلم- رحل إلى جوار ربه فلا داعي إذن لكلمة «قل» في مثل قوله تعالى ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص: 1) والمعوذتين! ولم يقتصر اجتهاد القذافي على ذلك بل صلى العصر في الناس ثلاث ركعات! ولسنا هنا بصدد إحصاء «اجتهادات» القذافي بقدر ما نريد أن نسير إلى مزاجيته وتبدل آرائه بشكل مثير.

ثم إن القذافي في الوقت الذي يتشدق فيه بالإسلام ونشر الدعوة الإسلامية، طارد الدعاة المخلصين من أبناء الحركة الإسلامية فقتل بعضًا وألقى ببعض في غياهب السجون، وعندما انتقده العلماء على «اجتهاداته» أمر الشعب بالزحف على المساجد لإحكام السيطرة الشعبية عليها وتطهيرها من «أعداء الله» أو الذين يسيئون فهم الدين!! 

وتلك قصة طويلة وطريفة ليس ههنا مجالها.

نصرة أعداء المسلمين

والقذافي الذي ناصر المسلمين في جنوب الفلبين وقف إلى جانب أعداء المسلمين في أفغانستان والحبشة، فأيد الغزو الروسي لأفغانستان ومد هيلا ميريام بالسلاح لقمع الثورة الإريترية التي سبق للقذافي أن «ظاهر» بتأييدها وتقديم العون لها... وعندما سئل عن ذلك أجاب العقيد بأن النظام الأثيوبي على عهد ميريام أصبح «تقدميًا» أما على عهد هيلا سي لاسي فكان «رجعيًا» وفي أوغندا وقف القذافي إلى جانب عيدي أمين، أما في تشاد فدفع بقواته لنصرة حسين حبري، ولكنه ما لبث أن توسط بينه وبين الجبهة الموالية لفرنسا التي فازت بالسلطة.

في السياسة الخارجية

وعلى الصعيد العربي رفع شعار الوحدة العربية وأعلن خمس وحدات مع كل من مصر السادات واتحادات الجمهوريات العربية الذي ضم مرة ليبيا ومصر والسودان ومرة أخرى سوريا ومصر وليبيا كما أعلن الوحدة مع تونس وأخيرًا «الوحدة الفورية» مع سوريا. 

وقد أصبحت علاقات العقيد القذافي متوترة مع جميع هذه الدول التي أعلن قيام الوحدة معها عدا سوريا بالطبع باعتبارها لا تزال وحدة «طازجة» ولكنها مع ذلك لا تزال وحدة «إعلانية» وقد أرجأ حافظ أسد موعد اندماج مؤسسات الوحدة الذي كان مقررًا في الأسبوع الماضي بسبب توتر العلاقات السعودية- الليبية في أعقاب دعوة العقيد القذافي في خطبة عيد الأضحى لتحرير مكة والمدينة من «الاحتلال الأمريكي».

وقد فهم المراقبون أن حافظ الأسد أراد بذلك الإبقاء على «علاقات ودية» مع السعودية. وبناء على ذلك فليس من المستبعد أن يأتي يوم تنفرط فيه «الوحدة الإعلانية» بين سوريا وإعلان لتثور الحرب بين دمشق وطرابلس مستخدمة أشد «القنابل الكلامية» فاعلية وانتشارًا! 

وأما علاقات الجوار فلم تثبت على حال، فبعد الصداقة الحميمة مع دومنتوف انقلبت العلاقات بين ليبيا ومالطا إلى حد التهديد العسكري ووصل الخلاف أخيرًا حول مياه الجرف القاري إلى المحكمة الدولية. ويلاحظ أن موقف القذافي المتغير والمفاجئ تجاه مالطا قد جعل الأخيرة توقع «معاهدة صداقة» مع إيطاليا كما أفسح المجال للابتزاز الأمريكي بالتدخل، فكانت النتيجة أن خفف العقيد من حدة موقفه وعرض القضية على محكمة لاهاي! والخلاف الليبي- التونسي حول الحدود ومياه الجرف القاري قد يصل هذا الآخر إلى محكمة لاهاي.

مشكلة الصحراء

وفي مشكلة الصحراء وقف العقيد إلى جانب الجزائر ضد المغرب بل صرح لصحيفة الغارديان البريطانية أنه كان شخصيًا وراء قيام جبهة البوليساريو عام 1972م، وبعد أن موقف الجزائر من هذه القضية انتحى القذافي سياسة المصالحة وإن كان لا يزال يحاول أن يعمل ما سمي «بالجبهة الصحراوية» التي تضم التشاد وموريتانيا والصحراء الغربية والسنغال. وهذه القضية هي التي فجرت الخلاف بين القذافي والرئيس السنغالي ليو يولد سنغور. وأما العلاقات مع تونس فقد وصلت مرحلة الصراع في أعقاب أحداث قفصة على الحدود بينهما التي ثبت أن القذافي كان له ضلع فيها.

السياسة الداخلية

على حد تعبير عمر المحيشي فإن الثورة «تأكل أبناءها» وبالرغم من موجة الثورية والتجديد التي رفعتها ثورة القذافي والوجه الإسلامي المقنع لها إلا أنها آلت إلى «ديكتاتورية» قمعية، وعلى سبيل المثال فقد تعرض نظام القذافي إلى تحركات شعبية مضادة عام 1973م ومحاولة انقلاب عسكرية عام 75، واضطرابات طلابية في بنغازي عام 76، وتلتها موجة إعدامات شملت طلابًا وعسكريين. وآخر هزة تعرض لها نظام القذافي تمرد طبرق الذي لم يستطع القذافي أن يستخدم الجيش لقمعه بل استخدم المرتزقة من عدة جنسيات.

وبسبب التسلط والفوضى في السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي عمت ليبيا بسبب قيام «سلطة الشعب» التي دعا لها القذافي، وبسبب ملاحقته المعارضة ومطاردتها في الداخل والخارج وخاصة المعارضة الإسلامية، فقد اتسع نطاق المعارضة وأخذت تنظم نفسها خارج ليبيا لتتحين الفرصة لإزالة الغبن والظلم الذي لحقها من حكم العقيد.

مما يستحق الملاحظة هو أن قيام ما أسماه القذافي «سلطة الشعب» والتي دعا فيها الشعب للاستيلاء على المرافق الحكومية، والعمال للاستيلاء على الشركات والمصانع لممارسة السلطة بنفسه، قد جاءت تمامًا في الوقت الذي بلغت فيه أزمة النظام ذروتها، فأراد القذافي أن يشغل الناس بآراء جديدة وأفكار حديثة وإن كانت مخالفة لما سبق أن أعلن من مبادئ أو تبنى من مفاهيم.

سر الأزمة؟!

وما أصبح واضحًا لكل الناس هو أن النظام الليبي يعيش أزمة سياسية قد تطيح به في وقت قريب، ولكن ما تفسير هذه الأزمة؟

في مقابلة له مع مجلة الوطن العربي «العدد 192» يجيب الدكتور محمد يوسف المقريف أحد وجوه المعارضة الليبية والذي ظل حتى شهر مايو الماضي سفيرًا لدى الهند على هذا التساؤل قائلًا: «أنا أعتقد أن أزمة النظام الليبي هي جزء من الأزمة التي تعيشها الأنظمة التي هي على شاكلته. فإمعانًا في تمزيق العالم العربي وشل فاعليته حددت اللعبة الدولية لنفسها في المنطقة ثلاثة أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية.

سياسيًا، كان الهدف فرض دولة استبداد في تعطل الحوار الوطني وتشل عملية مشاركة الشعوب في صنع القرارات، وتفرض جوًا من الكبت والإرهاب والخوف عن طريق القوانين الاستثنائية وحالات الطوارئ لأطول مدى ممكن.

اقتصاديًا، كان الهدف فرض برنامج إنفاق هائل من أجل استنزاف الثروة الوطنية، ثم تبديد هذه الأموال كـما هو الحال في النظام الليبي على المغامرات العسكرية والسياسية، وذلك إلى جانب خلق اقتصاد استهلاكي غير منتج. 

أما الهدف الاجتماعي فيتمثل في السعي لإحداث تغيرات تحت مختلف الشعارات البراقة لتفسيخ البنية الاجتماعية العربية وتدمير قيمها الإنسانية والأخلاقية بما يخدم الهدفين السابقين. 

ويستطرد الدكتور المقرين «وما يجري في ليبيا اليوم تجسيد لأهداف اللعبة الدولية هذه وبشكل يفوق كل المعايير، ويتم الإخراج بصورة لا إنسانية».

ولكن من وضع هذه اللعبة الدولية، أو بصورة أخرى لحساب أي طرف لعب القذافي هذا الدور؟

القذافي وأمريكا

تذهب مختلف القوى المعارضة الليبية إلى أن القذافي يغض النظر عن تصريحاته المتكررة والصارخة في الهجوم على الولايات المتحدة إلا أنه في الحقيقة يخدم أغراضها. يقول الدكتور المقرين «ليبيا نقطة نفوذ أمريكي مع حق انتفاع خاص للسوفيات». ويؤيد هذه المقولة العناصر الإسلامية بشكل عام في المعارضة الليبية وإن كان قد ذهب بعضهم إلى أنه «عميل للإنجليز».

وعلى أية حال فالمعروف لكل مراقب أن الشرق الأوسط منطقة نفوذ غربية ليس للاتحاد السوفياتي فيها نصيب وإن كان قد حاول ذلك بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن بسبب أن أهل هذه المنطقة مسلمون لا يمكن أن يتقبلوا النظرية الشيوعية، وبسبب أن الدول الأوروبية استعمرت المنطقة لفترات زمنية طويلة فقد ظل الشرق الأوسط منطقة نفوذ غربية، وبعد اقتسام مناطق النفوذ بين العملاقين ورثت أمريكا أوروبا وأصبح النفوذ في غالب دول الشرق الأوسط لها.

والقذافي بالرغم من عدائه المعلن للولايات المتحدة إلا أن 50% من النفط الليبي لا زال يصدر لها وهذه الكمية تشكل 10% من وارداتها! ولا تزال شركات نفط أمريكية تعمل في ليبيا ولم يجر تأميمها. 

والقذافي الذي يتهم النظام السوداني بأنه «أمريكي» ساعده عسكريًا للقضاء على محاولة انقلاب هاشم عطا «الشيوعي» ثم ما لبث أن احتضن المعارضة السودانية وسهل لها العمل للانقلاب على نظام نميري. 

أما السادات الذي يعتبره القذافي «أداة أمريكا» في المنطقة فقد ظل رئيسًا محترمًا لدى القذافي، بل سبق أن أعلن الوحدة معه إلى أن فرضت الخطرية «الإسقاط» أن يكون كامب ديفيد كبش فداء تمسح فيه جميع مثالب الأنظمة وتجاوزاتها تجاه قضية فلسطين. ومع ذلك فقد ساعد السادات القذافي للإطاحة بمحاولة انقلاب ضده عام 1975م.

ثم إن العقيد قد اعترف بالأموال التي قدمت لبيلي كارتر شقيق الرئيس كارتر والتي فسرت إنها بمثابة «رشوة» للنظام الأمريكي لعدم الإطاحة به بعدما أصبح مكشوفًا أو حسب تعبير السياسة الخارجية الأمريكية «استنفد أغراضه» ويرى المراقبون أن سبب الهجوم المحموم على الولايات المتحدة من قبل القذافي هو أنه أدرك نية أمريكا تغيير بعض الوجوه السياسية في المنطقة وأنه يأتي في مقدمة هذه الوجوه.

 ولو عدنا إلى بداية عام 1980م وفيما قبل الأزمة التي افتعلها القذافي مع منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة فتح لتبين أن نظام القذافي كان قد أجرى اتصالات مع إدارة كارتر فيما نقلته صحيفة الهيرالد تربيون. وقد تم اللقاء بين السفير الليبي في واشنطن وبريزنسكي وكان الغرض من هذا اللقاء هو أن تقوم ليبيا بالتوسط لدى طهران للإفراج عن الرهائن.

وبعد ذلك صرح القذافي «أنه سيخفف من سياساته المعادية لأمريكا هذا العام» ونقلت عنه صحيفة الواشنطن بوست قوله «إن الرئيس كارتر وعد بإجراء تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إذا ما أعيد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة هذا العام» وفي مقابلة أجريت معه في قصر الشعب مع مندوب صحيفة الهيرالد تربيون في شهر يناير الماضي قال القذافي «إن البنوك الأمريكية مليئة بالدولارات الليبية المودعة لديها والقروض» فلماذا لم يسحب القذافي هذه الأموال في الوقت الذي يدعو فيه إلى مقاطعة الولايات المتحدة مقاطعة شاملة؟! 

وأما التوجه الليبي للاتحاد السوفياتي فيمكن فهمها ضمن سياسة الانفراج الدولي وتبادل المنافع فالاتحاد السوفياتي يستفيد بلا شك من المبالغ الباهظة التي يدفعها القذافي ثمنًا للسلاح.

نموذج جديد لقرب الإسلام

والخلاصة أن القذافي يشكل نموذجًا جديدًا في المنطقة قائم على المتناقضات. قد يكون من طبع العقيد التهريج وحب المفاجآت والتسلط كما روى لنا أحد مدرسيه، ولكن هذا السلوك السياسي ربما كان مطلوبًا دوليًا كذلك، فالقذافي نفسه قد اعترف لصحيفة فرنسية أن الانتقال من موقف إلى آخر ومن رأي لآخر مناقض للأول، وخاصة على صعيد السياسة الخارجية، مرده إلى أن العقيد كان يفعل ذلك «ليحصل فقط «حسب اعتقاده» على انتصار أيديولوجي في صفوف الجماهيرية العربية». 

وعندما سأله مندوب مجلة لو يوان الفرنسية قائلًا «كان ميكافيلي يعرف السياسة بأنها «فن الممكن» ألا ترى أن سياستكم هي على العكس أي أنها «فن اللا ممكن»؟

أجاب القذافي «ربما.. فالحقيقة هي أنني لست أبدًا رجل سياسة لأنني ببساطة رجل ثورة!! 

وسياسة «اللا ممكن» هذه بحد ذاتها تشكل دعاية كبيرة وإن كانت غير مباشرة للأنظمة التي تدعي الواقعية «والاعتدال» و«الممكن» والتي بدون استثناء تكاد تدور في الفلك الأمريكي.. إن سياسة اللا ممكن التي يمارسها القذافي يمكن تفسيرها أيضًا بسياسة «امتصاص رد الفعل» فأمريكا تفعل وأصدقاء أمريكا ماضون في «اعتدالهم» وحلولهم «المعقولة» والقذافي يمتص ردود الفعل على هذه السياسة ويطرح شيئًا «لا ممكنًا» ليصبح المعقول الأمريكي معقولًا ومطلبًا ملحًا.. وتتحقق اللعبة والمسلمون في حيرة لا يكادون يدركون فصلًا من فصولها ولا «ممثلًا» من أبطالها! 

ولقد عملت أمريكا ومن خلال الانقلابات العسكرية على إيجاد حكام ثوريين ويساريين انفتحوا على الاتحاد السوفياتي وأصبحوا عملاء روسيا شعبيًا فيما هم ينفذون المخطط الأمريكي.

ومع وضوح ظاهرة الرجعة إلى الدين في السبعينات، فقد رأى اللاعبون الدوليون أن إتقان اللعبة يقتضي وجود نوع جديد من الأنظمة.. يرفع شعار الإسلام ويجمع الناس عليه، حتى إذا استقر له الأمر بطش بالإسلام والمسلمين بمسوغات وشعارات صارخة كسلطة الشعب أو تطبيق الحدود الشرعية وربما شورى!!

والقذافي الذي نفذ اللعبة الدولية على النحو الذي ذكره الدكتور المقريف، وبتركيزه على حرب عقيدة الإسلام والمسلمين من خلال سياسة «اللا ممكن» المصحوبة بجو الإثارة والمفاجآت والمواقف الغريبة.

بحيث أصبح القذافي كما وصفه أحد المعلقين الساخرين «أراجوزًا» ولكنه أراجوز أمريكي بثياب روسية، فإلى متى تظل الشعوب الإسلامية مطية لأمثال هؤلاء.. نعم إلى متى؟

الرابط المختصر :