; أبناء اليمن بالكويت يرفعون مذكرة إلى مجلس الشورى اليمني | مجلة المجتمع

العنوان أبناء اليمن بالكويت يرفعون مذكرة إلى مجلس الشورى اليمني

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 29-يونيو-1971

مشاهدات 10

نشر في العدد 66

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 29-يونيو-1971

أبناء اليمن بالكويت يرفعون مذكرة إلى مجلس الشورى اليمني

الإسلام دعامة كياننا الاجتماعي.. وحصنه

 

بعث أبناء اليمن المقيمون بالكويت بمذكرة إسلامية إلى مجلس الشورى اليمني تقول المذكرة:

انطلاقاً من إيماننا بالله، وشعورًا بالمسئولية نحو ديننا وأمتنا وبلادنا، وعملا بواجب النصح البناء الذي هو من قواعد شريعتنا، وأداء لحق الله في أعناقنا من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

من أجل هذا كله رأينا تقديم هذا الخطاب إلى رئيس وأعضاء مجلس الشورى الذي يعتبر أعلى سلطة في الدولة كما جاء ذلك بنص الدستور للبلاد.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب

إن للأمة عليكم حقوقا، وإنكم قد أخذتم على عاتقكم -راضين مختارين- مسؤوليات جساما، لابد من العمل على أدائها، وفاء بأمانة الرعاية التي التزمتموها لهذه الأمة، فكل فرد منكم مسئول أمام الله عن هذه الأمانة، ورسولكم يقول.

«إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع».

وإن أمتكم وبلادكم تتعرض -كما لا يخفى عليكم- لغزو فكري منظم، يهدف إلى تمزيق عرى هذا البلد الطيب، وشعبه المسلم العريق في إسلامه، من قبل أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام لبناء وطنه ورفع مستوى الفرد فيه على أساس من عقيدته ومبادئه وقيمه -بقصد إبقائه متخلفاً عن ركب التقدم والرقي- وليكون أيضا لقمة سائغة لمن أراد ابتلاعه.

 

مصادر الغزو

وقد يتساءل البعض من أين جاء هذا الغزو؟ وما هي مصادره؟

والجواب على ذلك لا يحتاج إلى كبير عناء، فالمصادر متعددة، والأسماء كثيرة.

فمنها الغربي ومنها الشرقي، ومنها اليميني ومنها اليساري إلخ...، ولكل اتجاه من هذه الاتجاهات دعاة، ولكل دعاة قواعد ومراكز ينطلق منها.

 

تنفيذ المخطط

أما تنفيذ هذا المخطط الهدام، فيتم -كما يعلم الواعون– حسب سياسة مرسومة، وأساليب مدروسة وبوسائل عدة منها على سبيل المثال:

أ- توزيع الكتيبات والنشرات التي تحمل في طيها جراثيم هذا المرض العضال، وهذا بالطبع لا يتم إلا بشتى الإغراءات وبدعم من بعض الجهات

ب- فتح المراكز باسم الثقافة المفترى عليها.

جـ- إيفاد المدرسين -والذين يظهر أن اختيارهم يتم من باعثيهم حسب مواصفات معينة- ليصبحوا في الحقيقة مبشرين بمبادئ من هنا أو هناك، لا مدرسين كما يدعون.

بالإضافة إلى العناصر في الداخل بهذا أو ذاك، الذين يمهدون الطريق، وييسرون السبل حتى لقد أصبح لهذه الاتجاهات الخطرة نشاطات ملحوظة في كل مكان من هذا القطر المسلم العزيز.

ولم يكتف هؤلاء بنشاطهم في المدن الرئيسية، بل عمدوا إلى تركيز جهودهم حاليا على الأرياف، تحت اسم التوعية أو العمل على مساعدة المدارس الأهلية -والتي لم تحصل على العون الكافي من وزارة التربية والتعليم بسبب النقص العام- وبالأخص في المناطق الجنوبية حيث يتضاعف نشاط هؤلاء، إلى حد أنهم باتوا يخلقون المشاكل غير عابئين بمصلحة البلاد

وما الحوادث التي حدثت وستحدث إذا لم يتنبه المسؤولون -في بعض القرى مثل:

الرياشية، مريس، الظاهري، السدة.. إلخ.

والتي هي من صنع وتخطيط هذه الفئات ذات الأفكار الدخيلة

ثم ما حدث وما يحدث من حملات مغرضة ومضللة ضد العناصر الطيبة في وزارة التربية والتعليم إلا مرحلة من مراحل هذا الغزو تمهيدا للسيطرة الكاملة على هذا المرفق الحيوي الهام، بعد تصفيته من كل عنصر نظيف ليتسنى لهم إتمام المخطط الذي يستطيعون من خلاله الاستيلاء على أقوى سلاح تملكه الأمة وهو شبابها، الذين هم عدة المستقبل، فإذا انحرف الشباب عن مبادئ، أمتهم، والتحقوا بهذا المذهب أو ذاك فقد تودع منهم ومن خيرهم وإلى الأبد لا قدر الله.

مظاهر الغزو

ونستطيع أن نقول إنه قد أصبح هذا الغزو مظاهر لا يستهان بها، بحيث بدأ كثير من الشباب يدعو إلى الإلحاد ونبذ الدين، والتنكر للقيم والأخلاق والتقاليد الإسلامية، مما جعل العقلاء يشعرون بخطورة الموقف والإسراع إلى تنبيه المسئولين وتحذيرهم من هذه المخاطر.

هذه بعض الملاحظات أردنا طرحها أمام مجلسكم لتقوموا بدوركم كممثلين للشعب بإبلاغ ذلك إلى السلطة التنفيذية، ومطالبتها القيام بواجبها كمنفذة لرغبات الأمة وساهرة على حمايتها من كل خطر يتهددها.

موقف مجلس الشورى

وبناء على ما تقدم فإن أبناء اليمن المقيمين بالكويت -بعد أن تدارسوا الموقف- رأوا بأن يطالبوا مجلسكم بصفته ممثلًا للأمة، والناطق باسمها أن يبرهن على صدق إخلاصه وحرصه على حماية حقوق هذا الشعب الذي منحه ثقته ليكون حامياً لعقيدته وقيمه وأخلاقه، قبل أي شيء آخر، من المخاطر التي تتهددها، بسبب هذا الطوفان الجارف من المبادئ المستوردة.

وأن يعلن عن موقفه، ويقول كلمته فيما يحاك ضد هذه الأمة ودينها ومبادئها.

وأن يشدد الرقابة على هذه التحركات الجهنمية التي تنشر سمومها بين شبابنا في كل مكان.

تغزو عقولهم، وتهدم عقيدتهم، وتفسد أخلاقهم، وتحطم قيمهم، وتغير مفاهيمهم، حتى يصبحوا بعد ذلك معاول هدم لبلادهم بدلا من عمارتها.

وتوضيحاً لما سلف بيانه رأينا أن نلخص مطالبنا بالنقاط الآتية وهي لا تخرج بمفهومها العام عن نصوص الدستور:

أ- إصلاح النظام الإداري، بحيث تقضى حوائج الجماهير بيسر وبقليل من الجهد.

ب- تنظيم موارد الدخل العام بشكل يقضي على التلاعب بها لتحفظ وتصرف في المصالح العامة.

جـ- إصلاح جهاز القضاء، واختيار الأكفاء من القضاة والحكام من ذوي النزاهة -مع توفير الرواتب الكافية لهم-.

د- وضع جهاز رقابة دقيق من ذوي الكفاءات الثقات يسهر على سير العدالة في مجراها الصحيح، والضرب عن أيدي العابثين والمرتشين بيد من حديد.

هـ- الاهتمام الكبير بتنشئة الأجيال الصاعدة على أساس متين من الدين والقيم والفضائل والبعد بهم عن جميع التيارات الغربية المختلفة ليصبحوا أعضاء نافعين يحملون مسئولية مواصلة المسيرة بهذه الأمة إلى بر الأمان، ولا يتم ذلك إلا باختيار المربين الصالحين، السليمين من أمراض المبادئ المستوردة وهذا الأخير من مطالبنا هو المهم والخطير، نظرا لأن مستقبل أمتنا وبلادنا مرهون بتحقيقه.

وأملنا في أن يقف مجلسكم بحزم لتحقيق هذه المطالب، والعمل المتواصل لتطهير البلاد من هذه الأوبئة الفتاكة التي تنخر في جسمها ليل نهار -بالتعاون مع السلطة التنفيذية.

وفقكم الله وسدد خطاكم إلى طريق الرشاد.

والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل -والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                                                 أبناء اليمن المقيمون بالكويت

 

﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (الذاريات: 55) صدق الله العظيم

 

الرابط المختصر :