العنوان أحداث أفغانية
الكاتب المستشار عبدالله العقيل
تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1983
مشاهدات 14
نشر في العدد 623
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 31-مايو-1983
• ما هي انطباعاتكم عن المجاهدين الأفغان؟
إن الجهاد الإسلامي في أفغانستان يمثل:
قمة الجهاد المعاصر، والمجاهدون الأفغانيون ضربوا أروع المثل في الشجاعة، والصبر، والتضحية،
والإقدام. ويعتبرون بحق نموذجًا يحتذى لأصحاب العقيدة المؤمنين بحقهم في الحياة الحرة
الكريمة، والمستعلين بإيمانهم على كل طواغيت الأرض، والذين أثبتوا للعالم كله في شرق
الأرض وغربها أن الإيمان يصنع الأعاجيب، وأن سلاح العقيدة أمضى من كل سلاح، وأن رابطة
الدين أقوى من كل الروابط، وأن الإسلام الذي صاغ النماذج الرائعة في تاريخ السلف الصالح،
هو الإسلام الذي يعيد صياغة المجاهدين الأفغانيين اليوم وفق منهجه ليكونوا جند الله
في الأرض، المجاهدين في سبيله، والساعين إلى إقامة حكمه، وتطبيق شريعته: ﴿وسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: ٢٢٧).
• كيف تقيم مسيرة الجهاد بعد مبايعة البروفيسور سياف
بالإمارة؟
إن مسيرة الجهاد بعد مبايعة الأستاذ عبد
رب الرسول سياف أميرًا عامًا للمجاهدين- قد اكتسبت طابعًا متميزًا، أعطى المجاهدين
روحًا جديدة، وزاد من تلاحمهم، وأقبلوا على ميادين الجهاد يكيلون للروس البغاة الضربات
تلو الضربات، ويوقعون بهم الخسائر بالأرواح والآليات، ولم ينفع الروس سلاحهم المتطور،
ولا طائراتهم العمودية، ولا قنابلهم العنقودية؛ فروح المجاهدين العالية فاقت كل تصور
وبطولاتهم أصبحت كالمعجزات، مما أوقع الصراع بين المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية
الروسية في ضرورة الخروج من المأزق الحرج، ولو أدى إلى الاستعانة بالأمريكان خصومهم
الألداء؛ ليساعدوهم في ضرب المجاهدين من الداخل لتفريق صفوفهم، وإحداث البلبلة بين
المهاجرين، متخذين من وسائل الإعلام والمال مجالًا لإجهاض حركة الجهاد الإسلامي لصرفها
عن مسارها الإسلامي، ولكن الله كشف باطلهم، وعرى سوأتهم: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ
اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (الأنفال: ٣٠).
• ما هي حاجات المجاهدين الأساسية؟
إن حاجات المجاهدين كثيرة، وتتطلب من المسلمين
في العالم كله أن يهبوا للوقوف بجانب إخوانهم المجاهدين الأفغانيين، فالمال والسلاح
المتطور، والأطباء والأدوية والمستشفيات، والمدارس، والوعاظ والدعاة والكتب الإسلامية،
والطعام والكساء- كلها أمور ضرورية ومطلوبة باستمرار، وهم لا يتلقون دعمًا من الحكومات،
بل يعتمدون على أنفسهم، وعلى بعض المحسنين المخلصين، ومعظم ما لديهم من سلاح هو مغانم
كسبوها من الروس الذين يفرون من المجاهدين كالفئران المذعورة أمام الأسود الكاسرة: ﴿وَأَعِدُّواْ
لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ
اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ (الأنفال:٦٠).
• هل تعتقد أن من المطلوب أن يعمم نموذج الوحدة الإسلامية
الأفغانية بين جميع فصائل الحركات الإسلامية في العالم؟
نعم، إن نموذج الوحدة بين المجاهدين الأفغانيين
يعتبر تجربة رائدة فذة، نرجو الله لها الدوام والاستمرار، كما نأمل أن تكون مثلًا يترسم
خطاه المجاهدون المسلمون ورجال الدعوة الإسلامية في كل مكان؛ لأن مراتب القوة ثلاث
-كما يقول الإمام الشهيد حسن البنا: قوة العقيدة، ثم قوة الوحدة، وقوة الساعد والسلاح،
وبدون ذلك فلن تنفع الكثرة العددية، ولا الإمكانيات المادية، ولا السير في ركاب الأنظمة
والحكومات ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ (آل عمران:
١٠٣)، ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ
يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ (الأحزاب: ٤).