; أدب: (العدد 590) | مجلة المجتمع

العنوان أدب: (العدد 590)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1982

مشاهدات 16

نشر في العدد 590

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 12-أكتوبر-1982

محطة

أنا والليل.. نصف الليل لم أهجع!

أنا والليل والقرآن 

ترتيلًا به أصدع 

لرب الناس والكون 

إلى الفجر الذي شعشع 

إلى إشراقة الصبح 

الذي يطلع!

***

أنا المؤمن 

سلامي مصحف ويد 

وربي واحد أحد 

وإني لست خوَّارًا 

من الهيجاء أرتعد!!

وهل أهجع؟

وفي الفيحاء نار الحق تتقد!

وتأكل من لظاها

كل ما تلد؟!

أبو الحسن

الزرقاء

خواطر

أسلم جارودي!

في العقود الأربعة الأخيرة، ألِفَ المثقف المسلم سماع أخبار معينة حول كُتَّاب تحولوا إلى الماركسية ولعل ذاكرته ما تزال تحتفظ بأسماء هؤلاء، سواء أكانوا عربًا أم مسلمين. ولكن ذاكرته لا تحتفظ -فيما نظن- باسم مفكر تحول من الماركسية إلى الإسلام، مع أن هذه الظاهرة موجودة في الغرب بين أوساط المفكرين الليبراليين المسيحيين خصوصًا، فقد تحول مفكرون كثر من المسيحية إلى الإسلام لأن بوابة العبور بينهما ضيقة المدى، حيث إن الأصل الرباني للديانتين واحد، ولكن الشقة واسعة البون بين الماركسية المادية الملحدة وبين الإسلام الإلهي الروحاني!! وعليه فإن سماع خبر إسلام المفكر الفرنسي الماركسي «روجيه جارودي» العضو السابق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي، سيصيب القارئ بالدهشة الشديدة، ولكن المتابع لنشاطات هذا المفكر الفيلسوف، وخاصة تأليفه الأخيرة حول الإسلام، سيحس بعمق نظرته الموضوعية تجاه الإسلام، ولقد كان له مواقف جريئة حرة ونبيلة أدت به إلى الطرد من الحزب الشيوعي «لاتهامه بالانحراف عن خط الشيوعية» فلقد تعاطف مع مجاهدي الجزائر وتضامن مع الشعوب المستعمرة وكان يحمل الغرب مسؤولية تدهور معايير التبادل بين الشمال والجنوب. 

وكان آخر كتبه بعنوان «مبشرات الإسلام» وفيه يدعو الغرب صراحة ليراجع موقفه المتغطرس تجاه دين يدعو إلى وحدانية الله تعالى.

ومن أفكاره في هذا الكتاب أن «انتشار الحضارة المنبثقة من مكة والمدينة في ثلاث قارات لم يماثله ما سبقه من فتوحات ولا ما أتى بعده!! وأن الزكاة صورة من صور التأمين الاجتماعي الذي لم تعرفه أوروبا إلا في القرن العشرين بعد صراع مرير! وأن القرآن منح المرأة حق امتلاك الأموال دون قيد أو شرط بينما لم تنل هذا الحق في معظم تشريعات الغرب إلا في القرنين التاسع عشر والعشرين» 

وهكذا كان من جملة مبشرات الإسلام أن أسلم صاحب الكتاب نفسه وتسمى باسم «رجاء جارودي» ولا حظوا معنى الاسم الذي يحمل الأمل مع قربه من أحرف الاسم الفرنسي الأصلي، وقد جاء إسلامه في أوائل شهر رمضان المبارك رغم مظاهر الضعف التي تلف المسلمين في هذه الأيام بحيث لا تُغري أحدًا على أن يكون مسلمًا ولكنها حيوية الإسلام وموضوعية الفكر التي تقود إلى الإنصاف والاعتراف، ودع عنك أولئك الممسوخين المنسلخين عن أمتهم ودينها الذين يتباهون بأنهم أصحاب عقائد تقدمية، وهم من جملة مصائب هذه الأمة المنكوبة بهم، وعلى الرغم من أن الصحافة العربية عمومًا قد تجاهلت هذا الخبر البعيد الدلالة، إلا أنه جاء صفعة بالغة العنف على أقفاء أولئك المسوخ من عبيد الحضارات الزائفة الذين يبيعون أمتهم بضاعة مستوردة مغشوشة.. تحية إلى رجاء جارودي مع تمنياتنا له بالثبات على خط الإسلام في مواجهة الغرب حيث خطوط الجبهة هناك ساخنة، وأهلا به أخًا كريمًا تحت راية التوحيد المباركة.

«لمن شاء المزيد من التفصيل حول كتاب مبشرات الإسلام لجارودي أن يرجع إلى مجلة الأمة عدد 24 سنة 2 ذو الحجة 1402هـ».

كلمة صغيرة

للأخت: عائشة – الكويت

- «إن من أعجب العجائب في هذا القرن ما نسمعه ونتمنى ألا نصدقه وآخر الأنباء كانت حول أحد أصحاب الملايين العرب من إحدى دول النفط الذي أراد أن يتبرع بأمواله لفقراء أمريكا وكان الدول العربية والإسلامية قد شبعت كلها من الخبز».

- من الواضح أن اللجان الثقافية التي ترسل إلى بعض الأقطار العربية للتعاقد مع المدرسين والأطباء وغيرهم- ذكية جدًّا، فهي تريد أن تري هؤلاء المتعاقدين صورة واقعية حقيقية لأوضاع دول النفط على عكس الفكرة التي تكونت في أذهانهم حول الدول الغنية، فهي ترسل بهؤلاء إلى مناطق وقرى خجلت الدول الفقيرة أن يكون لديها شبيه بها، فلا ماء ولا كهرباء ولا مجاري... ولا كل ما يتصل بالحياة الحضارية أو ما يمت بصلة إليها، وبالطبع ما دامت الكهرباء لم تصل فمن الطبيعي عدم المقدرة على شراء غسالة أو ثلاجة أو مكيف هواء، وإن توفر المال اللازم لشرائها. 

وبالطبع نظرًا لعدم توفر الماء الكافي فإننا نتوقع انتشار الأوساخ والأوبئة والجراثيم في تلك المناطق والقرى المأهولة بالسكان الأصليين والوافديين إليها للأسف الشديد.

ترى أليست هذه مسئولية يجب أن يخشى الله تعالى فيها؟! ترى هل يستطيع حاكم أو مواطن ثري من أصحاب الملايين أو المليارات أن يعيش في تلك المناطق ساعة واحدة؟!! ليتهم جربوا ولو مرة واحدة في حياتهم. 

أضف إلى ذلك الطرق الوعرة المحيطة بتلك المناطق إذ لا يمكن للسيارة أن تصل إليها إلا بشق النفس وإلا بعد أن يضطر السائق إلى تغيير عدد من العجلات.

«ترى أيهما أولى بالرحمة والرأفة والنظر في أمره؟! هذه البلاد أم فقراء أمريكا وفي أيهما ينال المرء على فعله الأجر والثواب»؟ 

وأخشى ما أخشاه أن ينطبق على هذا الإنسان وعلى أمثاله قوله تعالى:

 ﴿مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 117). صدق الله العظيم.

منتدى القراء

شباب الهدى

إذا لأن للبغي جمع ذليل *** وأخلد للصمت أهل الحذر 

وسادت بأرضي جيوش الضلال *** وران على المترفين الخدر 

تولى المعارك ركب الهداة.. *** وخاض الملاحم أهل الخطر 

شباب توقد يجلو الظلام *** ويدعو إلى النور كل البشر 

عزيز الجناب شديد الإباء *** نبيل الخصال بعيد النظر

****

شباب الهدى أنتم السابقون ***  ضمير التُّقاة وبشرى القدر 

وأنتم لأمتنا في غد *** خلاص من الراهن المحتضر 

إذا سقط اليوم منكم شهيد *** وعانى من الأسر داع أسر 

فإن لكم في الممات الخلود ***  وإن لكم في الحياة الظفر

محمد عبد القادر الغادني – الرياض

الشهيد

يا شهيد القدس يا رمز الفداء *** أنت نسل الفاتحين البسلاء 

قد نزلت القبر تحيي أمة *** يا عظيم القدر حيتك السماء 

بعد هذا الموت تبقى مشرقًا *** بارزًا كالشمس صبحًا ومساء 

جدت بالنفس وقد أكرمتها *** في سبيل الله في حسن بلاء 

مثل أنت لسان ناطق ***  لو توارى الجسم في طي الخفاء

محمود زيدان السفاريني - الزرقاء الأردن

آمال

ستعلو الراية الخضراء صفا *** متينًا لا يزيغ ولا يميل

يبايع أن يموت بلا هوان *** يعاهد أنه لا يستقيل

وللإخوان وثب لا يجارى *** وألسنة السيوف هي العليل

سنرقب نصرنا عما قريب ***  يطل على الدني صبح جميل

زهير الحلبي/ الإمارات

كربلاء العصر!!

للشاعر التركي المسلم: جاهد ظريف أوغلو

من فوق العاصي، وعبر جسور اللهب والدمار، عبر الحاج التركي هذا العام مدينة الخضرة والجمال.. مدينة أبي الفداء، ولكنه -بعين الشاعر جاهد ظريف أوغلو- رأى غير ما كان يراه من حسن لقيا وبهجة منظر، ورحابة مكان وبشاشة وجه...!! لقد رأى خرابًا كاملًا، ووجوها مربدة، وأحس حزنًا منتثرًا وقهرًا مخيمًا.. ولكنه مع ذلك رأى أملًا يشق صلابة الجدران المحطمة، وقساوة الأرض الصلدة، إنها روح الإيمان تشرق في النفوس فتزهر الأرواح. 

وهذه القصيدة، نشرت في مجلة «ما وراء» العدد «68» شهر يوليو 1982م.

حماة واحة الصبر نستروح فيها على طريق الحج. 

وننهل منها غذاء الروح والقلب. 

واحة العلم أصل زواياها وتكاياها ثابت في الأرض وفرعها في السماء. 

مثل واحة الفواكه، وجنة الأشجار الملتفة.

كالعين الحوراء كانت مفتحة. 

فإذا هي اليوم حبيسة خلف جدران من الأسلاك.

والبلبل الحزين قد وقف عن شدوه. 

لهول الجريمة عندما رأى ما رأي.

أزهقت روح سبعين ألف مسلم شهيدًا.

في سبعين ألف كأس من البلور! 

وصرخة مدوية قد صعدت.

واهتز لها عرش الحق والكون. 

ونهرها الخالد يجري كئيبًا حزينًا تسقي الضفتين قوة من مائه العذب.

سر أيها النهر الخالد ولا تن 

وارو سبعين ألفًا من الأرواح شهيدًا.

ها قد تلطخت العمائم بالدما 

وتعفرت اللحى البيض بالتراب! 

وحماة أضحت كربلاء العصر!!

الأستاذ جاهد ظريف أوغلو رئيس تحرير مجلة «ما وراء» الإسلامية، شاعر ومحرر مرموق في الإذاعة والتلفزيون التركي وهو من العاملين في الحقل الإسلامي بجدارة، دوهمت مؤخرًا مكاتب مجلته واعتقل ثم استجوب، بسبب جرأته في الحق ومناصرته للحركة الإسلامية، ثم أخلي سبيله، كما يحظى بثقة جميع الإسلاميين في تركيا.

الرابط المختصر :