العنوان أرض المسلمين لا تحرر إلا بالدماء
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-سبتمبر-1978
مشاهدات 8
نشر في العدد 412
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 19-سبتمبر-1978
- ثورة المسلمين في الفلبين نموذج للجهاد المقدس
- 50.000 شهيد مسلم قدمته ثورة المسلمين خلال 4 سنوات
- 2500 جندي يرتكبون جرائم قتل واغتصاب وخطف
على الرغم من المحاولات العالمية المتتابعة لإيقاف نشاط الثورة والجهاد في جنوب الفلبين، فإن المجاهدين في تلك الأرض المسلمة ما زالوا مستمرين في معركتهم مع الصليبة الحادقة، متمثلة بالسفاح ماركوس وأعوانه، وذلك بدافع عقدي بحت، فالمجاهدون هناك لا يبتغون من هذا الجهاد ملكًا ولا مالًا، أو عرضًا من أعراض الدنيا، وإلا لما سقط منهم في ساح الجهاد خمسون ألف شهيد خلال أربع سنوات؛ إنما يبغون من وراء تلك التضحيات العظيمة وجه الله سبحانه وتعالى لإعلاء كلمته بين الناس.
ويحلو لوكالات الأنباء العالمية المأجورة أن تصور الحركة الجهادية في الفلبين وغيرها من أماكن الثورات الإسلامية في العالم تصويرًا مشوهًا جعل المرء يظن أن تلك الحركات الإسلامية إن هي إلا عصابات تذكر قطاع الطرق والقراصنة واللصوص إلا أن هذا الرقم القياسي من الشهداء، وهم كما ذكرنا 50 ألفًا ليدفع بالإنسان إلى أن يبحث عن حقيقة هذه الثورة وعن ماهيتها يجدها ثورة منظمة سامية نبتت في أرض إسلامية يحكمها الباطل وتسوسها الصليبية العالمية واليهودية المتمركزة في قلب عالمنا الإسلامي انطلق شبابها المسلم يريد أن يعيد الحق المغتصب إلى نصابه؛ على الرغم مما يعانيه من فقر مدقع وقلة العدة وضعف النصير، إلا أن الإيمان بالنصر الإلهي هو الذي يكفل استمرارية العمل الجهادي لدى الشباب المسلم في الفلبين.
وإذا أردنا أن نستقصي الحقائق الدقيقة للعمل الحربي والتضحية والاندفاع نحو الشهادة عند مجاهدي الفلبين، فإننا نجد أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت أن ثورة المسلمين في جنوب الفلبين قد أسفرت عن سقوط أكثر من خمسين ألف قتيل طوال السنوات الأربع التي مضت على نشوب هذه الثورة.
وتمضي الوكالة فتقول: إن المعارك قد استؤنفت في أنحاء متفرقة في المناطق الساخنة بمزيد من العنف.
ونسبت الوكالة إلى أنباء واردة من الجبهة الإسلامية قولها: إن الثوار المسلمين قتلوا سبعة وثلاثين جنديًّا حكوميًّا وثلاثة وثلاثين مدنيًّا في الاشتباكات التي وقعت خلال الأسابيع الأخيرة.
أما الرئيس الفلبيني ماركوس فإنه دائم التحذير للمسلمين من خلال الاستعراضات العسكرية المسلحة التي تقوم بها قواته، وهذا يدل دلالة قاطعة على نشاط الثوار المسلمين المستمر، ويتوقع المراقبون أن هذا النشاط سوف يزداد، بل وسيخرج من نطاق السيطرة العسكرية الحكومية التي فرضت على بعض المناطق والجهات.
وكان استئناف المعارك قد أدى إلى وضع حد لقرار وقف إطلاق النار الذي عقد بوساطة الحكومة الليبية ١- ٩- ٧٦ بين الحكومة الفلبينية والثوار المسلمين، وقد وجه ماركوس منذ أيام اتهامه إلى بعض الجهات العربية دون أن يحدد اسمها بأنها قدمت أسلحة للثوار المسلمين ثمنها مائة مليون دولار.
وليس هذا الاتهام إلا ستارًا وتبريرًا لما يجده ماركوس في صفوف جنوده من فساد واضطراب وضعف، فقد كشف رئيس أركان القوات الفلبينية رمييو أسبينو النقاب عن أن سلطات الحكم العسكري الفلبينية قد أعفت نحو ٢٥٠٠ ضابط وجندي من الخدمة العسكرية، وجردتهم من كافة صلاحياتهم، وذلك بعد إدانتهم بارتكاب جرائم قتل واغتصاب وخطف بمعدل ثلاثين جريمة أسبوعيًّا.
وتجدر الإشارة إلى أن أكبر وحدة عسكرية في الفلبين -وهي القيادة الجنوبية- كانت قد أعلنت مؤخرًا اعترافها بإجراء تحقيقات في بعض التهم الموجهة إلى قوة الدفاع الداخلي، وهي مجموعة برلمانية مسلحة شكلت لملاحقة المناهضين لنظام الحكم في الفلبين. كما أن القيادة كانت قد اعترفت بأنها قامت بتعذيب بعض الأشخاص الذين اعتقلتهم، وأنها قامت بطرد المزارعين من مزارعهم. وهذا كله يقرب من إمكانية نصر الثورة الإسلامية في الفلبين، إن شاء الله تعالى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل