; التبشير الكاثوليكي.. وراء مذبحة الفلبين! | مجلة المجتمع

العنوان التبشير الكاثوليكي.. وراء مذبحة الفلبين!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 29-يونيو-1971

مشاهدات 23

نشر في العدد 66

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 29-يونيو-1971

التبشير الكاثوليكي.. وراء مذبحة الفلبين!

 

﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ (البقرة: 217)

 

إن إعجاز القرآن ليس محصورًا في الإعجاز اللغوي أو التشريعي أو العلمي، وإنما أحداث التاريخ، وحوادث الواقع تبدي -كذلك -جانبًا من إعجاز القرآن الكريم.

إن الآية الآنفة نزلت منذ أربعة عشر قرنًا، وقررت حقيقة راسخة هي محاولات أعداء المسلمين المتكررة لرد المسلمين عن دينهم بالقتال، وتذهب القرون، وتنطوي الأيام وإذا بنا نلمس مدلول هذه الآية واقعًا عمليًا ومشاهدًا، وكأنها نزلت الساعة!!

إن التعبير بالمضارع في الآية يفيد التجدد والاستمرار، وها هي محاولات أعداء المسلمين تتجدد وتستمر طوال تاريخ هذا الدين.

هذه الأيام يواجه مسلمو الفلبين مذبحة وحشية أقامتها النصرانية في الفلبين.

فقد استدرج مسلحون كاثوليك في جنوب الفلبين عشرات من المسلمين -من بينهم نساء وأطفال – إلى المسجد بمبرر عقد صلح بين الطرفين، وتجمع المسلمون الطيبون في المسجد، وبينما هم في انتظار إجراء الصلح إذا بالمسلحين الكاثوليك ينقضون عليهم بالقنابل، ومختلف أسلحة القتال، وإذا بالمسجد يغرق في دماء المسلمين!!

ولقد رد مسئول عسكري فلبيني الأحداث الدامية إلى نزاع قائم بين المسلمين والكاثوليك هناك، وهذا اعتراف رسمي بأن الكاثوليك -بصفتهم هذه -هم الذين صنعوا المجزرة، ولكن ما سبب هذا النزاع؟

· السبب الحقيقي هو الصراع القائم بين الإسلام والتبشير في جنوب الفلبين، وإصرار الأخير على اقتلاع الإسلام من جذوره، أو تنصير المسلمين، ولكنه صدم بصلابة المسلمين وثباتهم على دينهم رغم كل الضغوط والاضطهاد، ومن ثم قررت الكاثوليكية استعمال البندقية والسكين لحسم الصراع.

· أما السبب المعلن فهو نزاع على الأرض بين المسلمين والكاثوليك، وبتحليل

هذا السبب نفسه نجد أن هناك خطة على مستوى عال للقضاء على الإسلام في تلك البلاد.

ذلك أن المسلمين ظلوا في أرضهم الحلال قرونًا، فلماذا يزاحمهم الكاثوليك عليها إذن؟

إن الإجابة واضحة وتتمثل في:

1- إغراق المناطق الإسلامية بزحوف كاثوليكية تحت اسم خطة الاستيطان

الكاثوليك.

۲ - إن خطة الاستيطان لا يقررها المواطنون في أي بلد.

وإنما تقررها الحكومة المسئولة ومن هنا ندرك أن حكومة الفلبين هي التي قررت خطة الاستيطان، أي إغراق المناطق الإسلامية بمهاجرين كاثوليك، وأن تضع حكومة الفلبين هذه الخطة فإن ذلك يعني سيطرة التبشير على حكومة الفلبين ودفعها إلى محاربة المسلمين باسم قوانين الاستيطان، والخطط الرسمية!!

وللصراع بين الإسلام والنصرانية في الفلبين تاريخ مفزع.

لقد دخل الإسلام إلى «سولو» في جنوب الفلبين منذ سبعة قرون، ولأول مرة في التاريخ يطلب السكان المحليون من بعض الدعاة المسلمين استلام السلطة السياسية. وبواسطة هذه السلطة، وبفضل ما كان لهؤلاء الدعاة من علم ومقدرة ومقومات زعامة، تمكنوا من تحويل هذا العرض إلى مملكة مزدهرة دامت نحو خمسمائة   عام.

ولكن النصرانية لا تزال تقاتل المسلمين حتى تردهم عن دينهم إن استطاعت، فهي دومًا تركز على تنصير المسلمين قبل الوثنيين، وإن أبى المسلمون حملت عليهم حملة الاستئصال، ففي القرن السادس عشر كتب ممثلو ملك إسبانيا في الفلبين إلى الحاشية الملكية في مكسيكو يطلبون إذنًا باسترقاق المسلمين واتخاذهم «عبيدًا» لأنهم -أي المسلمين الفلبينيين- يدعون لعقيدة «محمد» حسب ما جاء في رسالة ممثلي ملك إسبانيا.

وظل التدافع أو الصراع بين النصرانية والإسلام ثلاثمائة عام، ومن نماذج هذا الصراع رسالة بعث بها الحاكم «دي سندي» إلى الكابتن «غبريل دي ريبيرا» عام ١٥٧٩ يحثه فيها على قمع الجزيرة الثائرة «ميندناو» في جنوب الفلبين، وأمر الحاكم الحاقد الكابتن بأن يمنع المسلمين الدعاة من القيام بأي عمل وأن يخبر سكان الجزيرة بأن المبشرين المسيحيين هم في طريقهم إليهم وأن يروي لهم انتصار النصرانية ويذكر لهم حادثة حرق مسجد بروني على يد المسيحيين، وفي الرسالة ذاتها أعطى الحاكم أوامره بهدم المساجد ومنع إعادة بنائها!!

ودومًا الحقد مركز على المساجد فأوامر هدم المساجد كانت في يناير عام ١٥٧٩، وفي الأسبوع الماضي نصبت النصرانية مذبحة للمسلمين في مسجد أيضًا!! وصدق الله: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217) 

إن التبشير في الفلبين عجز تمامًا عن مواجهة الإسلام في معركة فكرية عقائدية حرة فحمل القنبلة والسكين لذبح الإسلام والمسلمين نعم، استمساك المسلمين بإسلامهم هو سبب إقامة هذه المذبحة.

وليس هناك أي سبب آخر حقيقي: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ﴾ (البقرة: 120) 

ومع بشاعة المجزرة فإن الضمير العالمي منح نفسه إجازة مفتوحة، وإلى أجل غير مسمى، لماذا؟ لأن الأمر يتصل بالمسلمين.

· إذا اعتقل شيوعيون في أي بلد -مجرد اعتقال- تحرك العالم الشيوعي كله من

أجلهم وشاركه في الحزن والاهتمام كثيرون من سكان العالم!!  

· وفي حوادث اختطاف الطائرات في الأردن ثار العالم النصراني كله -وعلى

رأسه البابا- واحتج وهدد بالتدخل لإنقاذ «الرهائن!!»، وعمت العالم كله وقتئذ موجة عارمة من الاهتمام والمتابعة، والتطوع لتقديم العون.

· وملأ اليهود أرجاء الأرض دويًا حين أعلن الاتحاد السوفياتي عن عزمه على

محاكمة بعض اليهود، وضغطت إسرائيل ومن خلفها يهود العالم حتى أعلن الاتحاد السوفياتي عدوله عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد «المخربين!!»، وأعلن توبته!!

· وحين قبض على بعض «الخنافس» الأمريكية بتهمة التخريب ثار المنحلون

في العالم، وثارت الخنافس، وكتبت المقالات والتقارير الإخبارية المطولة عن بطولة الخنافس المقدمة للمحاكمة!!

أما المسلمون فيذبحون في المساجد جهرة، فلا يتحرك الضمير العالمي، وإذا فسرنا مؤامرة الصمت هذه بعداوة أجهزة الإعلام العالمية للإسلام فكيف نستطيع تفسیر موقف المسلمين السلبي تجاه إخوة لهم يذبحون ويحرقون؟؟

المسلمون إما غائبون عن وعيهم، وإما خاضعون لضغوط لا تسمح لهم بمجرد الاستنكار والاحتجاج.

· ولقد أثبتت هذه الأحداث أن أي تنازل تقدمه للخصوم لا يرضيهم، وإنما

يرضيهم فحسب أن نترك ديننا، وإن أبينا فلنا الذبح!!

· وأثبتت أن الخصوم لا يحاربوننا بالفكر والثقافة فقط، وإنما بالسلاح المادي

كذلك.

· وأثبتت أن المسلم يمكن أن يموت مستسلمًا في المسجد كما يمكن أن يموت في

ساحات الجهاد وفرق كبير بين المصيرين.

الرابط المختصر :