العنوان أضواء على: ندوة الدراسات الإسلامية في الخرطوم
الكاتب عادل القصار
تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1978
مشاهدات 11
نشر في العدد 396
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 25-أبريل-1978
تم مؤخرًا في تاريخ ۱۱ فبراير سنة ۱۹۷۸م انعقاد ندوة- الدراسات الإسلامية في الخرطوم وذلك في ضيافة جامعة- أم درمان الإسلامية والتي تولت إعداد هذه الندوة ودعت إليها الكثير من الجامعات العربية والإسلامية وقد مثل جامعة الكويت الدكتور أحمد الغندور -رئيس قسم الشريعة الإسلامية في جامعة الكويت- وقد وافانا متفضلًا بهذا التقرير الموجز حول كل ما دار في هذه الندوة قائلًا :
.. انطلاقًا من روح الأخوة في الإسلام وإيمانا بالحركة المباركة التي تنادى بها البلاد العربية والإسلامية بضرورة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة، والاهتمام بالدراسات الإسلامية في الجامعات العربية، وتطوير مناهجها لتحقيق أهدافها في تكوين أمة مثالية تجتمع فيها عناصر القوة العادلة والمدنية الفاضلة والحياة الصالحة..
وتقديرًا من اتحاد الجامعات العربية لما للدراسات الإسلامية من أهمية بالغة في حياة الأمة الإسلامية، وأن في الشريعة الإسلامية حلولًا لمشكلات العصر في المعاملات والتنمية الاجتماعية وغيرها من شئون الحياة.
اجتمع ستون أستاذًا من الأساتذة المتخصصين في الشريعة والدراسات الإسلامية يمثلون سبعًا وعشرين جامعة من الجامعات العربية والإسلامية على هيئة- ندوة- انعقدت بالخرطوم في شهر فبراير الماضي في ضيافة جامعة- أم درامان الإسلامية- التي قامت بالترحيب الحار والتكريم للعلماء المشتركين في الندوة.
وقد افتتح الندوة الإسلامية الرئيس- جعفر محمد نميري- رئيس جمهورية السودان الديمقراطية وراعى جامعة أم درامان الإسلامية بكلمة أمام العلماء معلنا بأنه قد تم وضع خطة متكاملة لتطبيق الشريعة الإسلامية وأن اللجان المختلفة والأجهزة المتخصصة تعمل بشكل متواصل لإعادة النظر في مناهج التعليم والتربية الإسلامية وتعديل قوانين البلاد بما يتفق مع الشريعة الإسلامية- وذكر سيادته بأنه قد أصدر العديد من المقررات والتوصيات التي تكفل قيام المجتمع الإسلامي المثالي.
وأكد الرئيس نميري في خطابه أن من مبادئ ثورة مايو تجسيد التفاعل الفكري والثقافي بين التراث العربي والتراث الأفريقي، وخلق نقطة الانطلاق الإسلامي في هذه المنطقة.
وقال الرئيس- نميري- مخاطبًا العلماء بأن العالم الإسلامي اليوم يحتاج إلى جهودهم أكثر من أي وقت مضى في مجال الفكر وفي مجال الدعوة إلى جانب احتياجه إلى الريادة العلمية ودفاعًا عن الفكر وحماية للتراث وصونًا.
وقال: إنني أهيب بالعلماء للتصدي لعملاء الخيانة، والعمل لكشف مخططات الاستعمار العقائدي عن طريق العلم وعن طريق الفكر، وفي منهجية وموضوعية لتسدوا الطريق أمام التيار المنحرف، وذلك الفكر المستورد من الشرق أو من الغرب، وأن تسلحوا شبابنا بالعلم والإيمان، وأن تحصنوهم بالقيم والأخلاق وأن تضعوهم على طريق الخير.
علموهم.. إن القرآن الكريم كتاب الله المنزل فيه الإجابة لكل سؤال والشفاء لكل داء والراحة لكل ضمير أنه يحدو طريق الآخرة، وينظم شئون الدنيا..
علموهم أن الإسلام دين شامل، والسعادة البشرية أفرادا وجماعات علموهم أن الإسلام في حقيقته دين تقدم لا يعرف التخلف، وهو من هذا المنطلق دين عدالة وتنمية ودين حضارة وتعمير.
علموهم أن الإسلام قد شرف العلم وكرم، العلماء، وأن القرآن الكريم قد وضع النهج الواضح للرخاء والبناء.
إلى أن قال..
وها أنتم أيها الإخوة العلماء تجتمعون اليوم في أرضنا الطيبة، وفي رحاب هذه الجامعة الفتية استجابة لدعوة الواجب واضطلاعًا بالمسئولية الكبيرة، ومن منطلق التقدير لاستراتيجية الواقع تجتمعون لتعيدوا النظر في خططكم، وتواصلوا الجهود في مسعاكم. تقومون بالتقويم في ضوء المتغيرات الجديدة من أجل الإصلاح، وبالتصحيح من أجل البناء تراجعون ولا تتراجعون، وبذلك تقدمون لجامعتكم الزاد لاستئناف مسيرة المستقبل والضوء الأخضر للانطلاق على طريق الهدى حتى بلوغ الهدف المنشود..
- كلمة مدير جامعة أم درامان :
ثم ألقي الأستاذ الدكتور- كامل الباقر- مدير جامعة أم درمان الإسلامية كلمة قيمة رحب فيها وأشار بالدراسات الإسلامية، ونادي بضرورة أن تقوم الدراسة في جميع وحدات الجامعة على المرتكزات العقائدية للإسلام مستندة إلى تعاليم الدين السمحة، تعمل لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروج لها أعداء الإسلام أيا كان نوعهم، وفي مناخ إسلامي ومن أرضية إسلامية صلبة وفي وضوح رؤية، وانفتاح علي الثقافات المعاصرة، مع مواجهة تحديات العصر في مجال الفكر والعقيدة، والقانون، والاقتصاد والسياسة والاجتماع والتربية والإعلام والإدارة إلى غير ذلك مما يواجهه المجتمع الإسلامي اليوم.
هذا وبعد تبادل كلمات التحية والتقدير ناقش العلماء المجتمعون مناقشة مستفيضة البحوث المقدمة عن موضوع الندوة وهو:
- الدراسات الإسلامية: أهدافها وخططها ومناهجها وأساليب تطويرها وعلى الأخص المواد الآتية:
١- العقيدة.
٢- الفقه وأصوله.
٣- التفسير والحديث.
٤-التاريخ والحضارة الإسلامية .
٥- الدعوة الإسلامية.
٦- علم الاجتماع الإسلامي.
٧- التربية الإسلامية.
٨- الاقتصاد الإسلامي.
٩- نظام الحكم في الإسلام.
وبعد مناقشات طويلة استمرت عشر جلسات اشترك فيها جميع العلماء-اتضحت اتجاهات تناولت التوصيات التالية بالإجماع:
أولًا: إدخال مادة الثقافة الإسلامية كمادة أساسية في جميع الجامعات العربية، والكليات سواء أكانت متخصصة في الدراسات الإسلامية أم غير متخصصة كنظرة شاملة للإسلام.
ثانيًا: إدخال مادة في كل كلية علمية عملية، يتسق مفهومها مع ما يحترفه خريجوها لتفقههم شرعيًا وإسلاميًا بما يتعلق بحرفتهم أو مهنتهم.
ثالثًا: الانطلاق عند تدريس العلوم التجريبية والرياضية والإنسانية من العقيدة الإسلامية، مع العناية بما جاء في تراثنا الإسلامي خاصا بها
رابعًا: كل دراسة لأي نوع من أنواع العلوم والمعارف هدفها عبادة الله، أو تعمير الكون، والحفاظ على ضروريات المجتمع وإسعاده، إنما هي محققة لمقاصد الشارع.
خامسًا: وجوب التركيز في كليات الشريعة التي أضيفت إليها دراسة القانون على الدراسات الفقهية بجميع فروعها مع الاكتفاء بدراسة أصول القوانين وأهم النظريات فيها بغية تكوين ملكة الاجتهاد والاستنباط لدى خريجها.
سادسًا: زيادة ما يدرس من فروع الفقه الإسلامي بكليات الحقوق، وإدخال مادة الفقه المقارن مع القوانين الوضعية، بغية تخريج جيل قادر على الإسهام في تطبيق الشريعة الإسلامية.
سابعًا: التركيز في أقسام الدراسات العليا الشرعية والعربية، والتاريخية بالكليات المتخصصة على الدراسة المنهجية لأمهات المراجع، والمصادر مع العناية بقاعات البحث.
ثامنًا: العناية بإعداد عضو هيئة التدريس في الدراسات الإسلامية، وتكوينه وتخصصه داخليًا، ولا مانع من إيفاده للخارج بعد ذلك للاطلاع على ما يقوله الآخرون في مجال تخصصه للرد عليه، ودحضه أو تأييده.
تاسعًا: الاهتمام بإعداد المعاجم والفهارس والموسوعات في الدراسات الإسلامية.
- .. ولقد اتفق أعضاء الندوة على أن استمرار نماء الفقه الإسلامي وتطوره لا يتم إلا في ظل التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية، ولذلك فهم يناشدون سائر الدول الإسلامية أن تحذو حذو السودان في الخطوة الرائدة التي اتخذها نحو تطبيق الإسلام..
.. كما ظهر اتجاه قوى يدعو إلى وجوب أن تكون الشريعة الإسلامية بكل فروعها هي الدراسة الأساسية في كليات الحقوق مع عقد دراسة. مقارنة بين الفقه والقانون حتى يتخرج من هذه الكليات جيل جديد يستطيع أن يتحمل عبء تطبيق الشريعة وهو الأمر الذي بدأت معظم الدول الإسلامية تنادى به، وتتجه إليه ويتخذ بعضها الخطوات العملية نحو تنفيذه
.. ولقد نادى بعض أعضاء الندوة بوجوب العمل على إنشاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كل جامعة عربية نظرا لشدة الحاجة إلى المتخصصين في هذه الدراسات في العالم الإسلامي والعربي، وبخاصة أن البلاد الإسلامية مقبلة بعون الله على تطبيق الشريعة الإسلامية وأنها تعاني من نقص في الدعاة والمدرسين في هذه التخصصات.
وبما أن الكويت تعد قلعة وحصنًا متينًا للإسلام والمسلمين نرى أنه قد آن الأوان لإنشاء كلية للشريعة والدراسات الإسلامية ضمن كليات في جامعة الكويت تكون نواة لجامعة إسلامية في هذا البلد الكريم تعمل لترسيخ الثقافة الإسلامية، وتعد الشباب المؤمن بالله، والداعي إلى الإسلام بتراب وطنه من أجل بقاء المجتمع الكويتي المعافى، عقيدة وفكرًا، وسلوكًا،.. والله ولي التوفيق..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
دراسات في السّيَرة الحلقة 14 أسلوب المستشرقين في كتابة السيرة
نشر في العدد 239
25
الثلاثاء 04-مارس-1975