; أمل نرجو أن يتحقق | مجلة المجتمع

العنوان أمل نرجو أن يتحقق

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 08-ديسمبر-1970

مشاهدات 22

نشر في العدد 38

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 08-ديسمبر-1970

أمل نرجو أن يتحقق

 الشعب الكويتي يستعد الآن لانتخابات مجلسه التشريعي.

بدأ المرشحون في عرض برامجهم على الشعب، وبدأت المساعي الفردية والزيارات، وكل أساليب المودة تتقدم المرشحين.

ونحن لنا وقفة أمام باب مجلس الأمة ولنا كلمة نرجو أن تكون خالصة لله، إن مجلس الأمة الكويتي في حاجة إلى رجال من طراز خاص، لهم ملامحهم الفكرية الواضحة، ولهم دستور عمل واضح، رجال يحملون في صدورهم قرآنًا يتحركون به، يسيرون على طريق آياته، لا تنفتح قلوبهم إلا بإشراق نوره، ينظرون من خلاله إلى الحياة كلها ويعرضونها عليه يقبل ما يقبل ويرفض ما يرفض، رجال يدورون مع القرآن حيث دار ولا تأخذهم في الله لومة لائم.

نريد رجالًا خلقهم القرآن كما وصفت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرآن في ضميرهم وفي تصرفهم، الكلمة الصادقة والكلمة الحرة، هي لغة القرآن فلتكن كلمات ممثلينا صادقة وحرة وأمينة، يعرفون متى تقال نعم ويعرفون متى تقال لا بكل قوة وجرأة.

نريد رجالًا يحسون بآمال الأمة الإسلامية وآلامها، يحسون بالفرحة إذا طبق التشريع الإسلامي في باكستان ويحسون بالحزن إذا انتصر أهل اليمين أو اليسار في باكستان، يحسون بالفرحة إذا انفجرت قنبلة في الكنيست اليهودي، ويشعرون بالألم المفرط إذا خدش أصبع مسلم بيد مسلم آخر.

نريد رجالًا يتحسسون آمال وآلام أبناء الكويت، ويستشعرون مسئوليتهم عن الشباب، من الذي يربيهم وعلى أي نهج نربيهم، إن كان بالإسلام فنعم أسلوب التربية وإن كان غير ذلك فلا كانت تربية ولا كانت مدرسة.

نريد رجالًا يعرفون قيمة الدينار والفلس، من أي مصدر اكتسبناه وفي أي طريق أنفقناه «نعم المال الصالح للرجل الصالح» يعرفون مصادر كسب الدولة وأنها يجب أن تكون طاهرة مطهرة من الربا والفائدة والغبن، كما يحرصون على إنفاقها بسخاء وفرح في أوجه الخير ويمسكون أيديهم عما عدا ذلك «فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا».

نريد رجالًا يدركون أن قضيتنا الكبرى تكمن في تحرير أرضنا من الشرك والدنس والظلم والطغيان، وإن أكبر مظاهر هذا تتمثل في قضية فلسطين، اليهود وضعوا أقدامهم في أرض الإسلام، ووطئوا أعناقنا وداسوا مقدساتنا، وخربوا الأقصى وغدًا، ويا ويحنا من غد، نريد من رجالنا وقادتنا في مجلس الأمة أن يحظوا بشرف الجندية في معركة الإسلام الكبرى في فلسطين، وفي كل بقعة إسلامية فيها ضيم وخسف لأبنائها.

نريد من أعضاء مجلس الأمة أن لا تغيب عنهم حقيقة كبرى وهي أن كل الأنظمة وكل الشعارات وكل النداءات قد سقطت وبقي نداء واحد لم نجربه في عصرنا هذا نداء الله أكبر فليكن منطلقه من أرض الجزيرة العربية من هنا من الكويت نعلن إسلامنا مصححًا نظيفًا طاهرًا كما أنزل على قلب رسول الله، وبعد هذا النداء سوف يفد علينا النصر وتهلل وتكبر لنا الدنيا كلها، فلنكن طليعة هذه الأمة ولا يصرفنا عن هذا قلة عدد أو عدة، فالإسلام بدأ من قرية صغيرة ومن آحاد الرجال فاتسعت القرية حتى شملت الأرض وكبر الرجال حتى كانوا أممًا.

يا أعضاء مجلس الأمة إن أمل العرب أن يكونوا مسلمين في أرض إسلامية دستورها الإسلام ورايتها القرآن.

الرابط المختصر :