; أنغولا: حرب الحرية أم حرب المغانم؟ | مجلة المجتمع

العنوان أنغولا: حرب الحرية أم حرب المغانم؟

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1975

مشاهدات 16

نشر في العدد 277

نشر في الصفحة 13

الثلاثاء 02-ديسمبر-1975

قبل الانقلاب البرتغالي وتخلي لشبونة عن دور المستعمر القديم كانت الحرب في أنغولا تعرف بحرب التحرير. وكانت المعادلة واضحة؛ جبهات وطنية تناضل من أجل الحرية ضد المستعمر الغاشم وكان قادة الحرب هم المناضلون الأحرار الذين يكافحون من أجل الاستقلال والحرية والكرامة الوطنية. 

حسنًا. لندع البحث عن مبررات الانشقاق في مرحلة حرب التحرير دون تأصيل الأسباب وردها لمصدرها الحقيقي. ففي تلك المرحلة من السهل على الفرقاء فلسفة الخلاف وتبريره. ولننظر الآن إلى المعادلة القائمة وكيف تبدلت: 

في الأشهر الاخيرة لم يكن لدى «المناضلين» تلك اللهفة على طرد المستعمر... بل ربما كان المستعمر هو الأكثر عجلة من أمره. أما المقاتلون من أجل الحرية والاستقلال الوطني فقد رهن بعضهم إرادته لدى موسكو والطرف الآخر يقال أنه سلم قيادة فصائله العسكرية للمرتزقة البيض كما أن قوات من حكومة جنوب أفريقيا العنصرية عدوة الإنسان الأفريقي رقم 1، تقاتل إلى جانبه ضد الأشقاء الآخرين.

إذًا الذين بنوا أمجادهم على منازلة المستعمر الأوروبي وضعوا طاقة الثورة الآن في أيدي أبشع أنواع المستعمرين. وأخرجوا شعبهم من «لهيب» الاستعمار البرتغالي إلى «جحيم» الصراع السوفيتي الأمريكي وأصبح المرتزقة البيض وقوات بريتوريا العنصرية هم الأصدقاء وأسياد الموقف... ويا له من استقلال ذلك الذي حاربوا من أجله ومنحوه إلى شعبهم. 

مأساة أنغولا عرت دعاوى النضال الوطني الكثيرة التي تذرع بها بعض الزعماء وركبوا أعناق الناس. فلو أن النية كانت صادقة والمواقف خالصة من الغرض؛ فهل يحدث في أنغولا ما يحدث اليوم على أيدي أبنائها وثوارها؟؟ 

ما الذي دفع المقاتلين ضد الاستعمار إلى استجداء التدخل الاستعماري بعد الاستقلال؟

إذن فقد كانت الحرب من أجل مصالح أخرى أخرها مصلحة الشعب الأنغولي في الاستقلال والحرية والتقدم. كانت من أجل مصالح جهات خارجية ومن أجل الزعامات التي هي على أتم استعداد لتدمير مصلحة الأمة والاستقلال الوطني في سبيل السلطة وتأمين الزعامة. 

لقد انتهى الاستعمار البرتغالي؛ فعلام تتقاتلون؟ 

لأن موسكو تريد دولة شيوعية أفريقية.. «يراجع موقف وتصريحات عيدي أمين» ولأن جنوب أفريقيا تريد نظامًا مواليًا في أنغولا

ولأن أميركا «وآخرین» طامعون في خيرات أنغولا ومعادنها 

ولأن قادة حرب التحرير يسعون إلى الزعامة وأجر السنين الماضية والانتفاع من العملية الاستثمارية التي اسمها «الثورة». 

إذن ليس كل من أشعل ثورة مخلصًا.. ولا وطنيًّا ولا مناضلًا... وليس كل الثورات ثورات... فمنها ما هو حرفة.. ومنها ما هو مضاربة يؤدى شراكة بالجهد من جانب «المناضلين» والمال من جانب الطرف الأجنبي... ثم تكون الثمرة قسمة بين الشركاء ..

فيا أيتها الثورات كم من الخيانات ترتكب باسمك! 

وكم من المصالح الخاصة تحصل تحت ستارك! 

وكما من الأنظمة والزعامات تتذرع بخرافتك!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

صحافة - العدد 6

نشر في العدد 6

111

الثلاثاء 21-أبريل-1970

نحو حركة إسلامية عالمية واحدة (1)

نشر في العدد 20

28

الثلاثاء 28-يوليو-1970

شيء من الترويح!

نشر في العدد 2101

779

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016