; أهم أنباء الجهاد في أفغانستان خلال شهر رمضان المبارك | مجلة المجتمع

العنوان أهم أنباء الجهاد في أفغانستان خلال شهر رمضان المبارك

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-سبتمبر-1980

مشاهدات 16

نشر في العدد 497

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 16-سبتمبر-1980

رمضان الجهاد.. في أفغانستان

العقيدة الخالية من القيم التي تحرك القوات الروسية الاستعمارية هي التي تدفعها إلى ارتكاب المجازر البشعة وشن حملات الانتقام ضد المواطنين المسلمين الأفغان العزل من السلاح.

فلا ينجو من شرهم طفل ولا امرأة ولا شيخ عاجز، كما لا يستعصي على الهدم والتخريب بيت صغير ولا كوخ منعزل، تلك هي البطولة التي تظهر من قوات الاحتلال الروسي، وتلك هي الشجاعة التي تبدو على عناصرها المقاتلة. 

فما الذي يقابلها على الطرف الآخر من البطولات الحقيقية للثوار المسلمين الأفغان؟!

إن المجاهد الثائر الحق يتصدى لقرينه في ساحة مكشوفة، ولا يلجأ إلى غدر أو خسة، وإن كانت الحرب خدعة، ولقد كان شهر رمضان لعام ١٤٠٠ه‏ مسرحًا للبطولة المسلمة التي أعادت إلى الأذهان ذكريات الجهاد الأول في بدر والخندق،

وحطين وعين جالوت والزلاقة.

ولأعجب في هذا، فهؤلاء أحفاد أولئك في الإيمان والشجاعة والبطولة، وطلب الشهادة.

والآن إلى أهم الأخبار في الساحة الأفغانية:

‎●‏ رمضان موسم للجهاد والتضحية والشهادة!

‎●‏ ينتصر المجاهدون الأفغان ويوقعون الاستعمار الروسي؛ فيغضب وينتقم من ‏الشعب المسلم الأعزل!!

‎1- محافظة بروان:

‏قام المجاهدون في مديرية غوربند بحصار الحامية العسكرية التي كان قوامها ثلاث مائة جندي مسلح تابع لحكومة كارمل العميل، فاستسلمت بجميع عتادها العسكري من المدافع والرشاشات للمجاهدين وقتل من كان فيهم من أعضاء حزب برشام العميل، فشنت قوات الروس الغازية حملة انتقامية، في تلك المنطقة ‏فأحرقت المزارع ودمرت المباني وقتلت بعض الحيوانات من الأبقار وغيرها.

2- في صدام وقع بين المجاهدين وقوات الاحتلال في منطقة ألاساي من مديرية «تكاب» أحرقت خلاله دبابتان روسيتان ودمرت دبابة مدرعة، وكذلك قتل من جنود العدو٢٥٠شخصًا.

3- محافظة وردك:

توصل المجاهدون إلى تحرير محافظة «وردك» ومنعوا أعضاء الحزب الحاكم فيها ‎من‏ زيارة أقاربهم.

‏عاشت منطقة وردك في جميع ‏مديرياتها محررة تحت قيادة المجاهدين فترة طويلة وسدت أبوابها على أعضاء الحزب الحاكم من أبناء المنطقة وحرموا من زيارة أقاربهم، وكلما تصدت ‏قوات العدو للمجاهدين في تلك ‏المنطقة تحملت خسائر فادحة إلى أن تضاعف غضب الروس وثارت روح الانتقام لديهم، فشنت القوات الغازية هجومًا شاملًا على تلك المنطقة، واشتركت في ذلك الهجوم الغاشم القوات البرية والجوية، ونزلت جنود الروس مع عصابات المرتزقة في جميع الأودية والجبال، فاستمرت المعركة بين المجاهدين والقوات الغازية أسبوعا تصدت قوات العدو من خلالها لكل متحرك من الشيوخ والنساء والأطفال إلى المواشي من أنواع الحيوانات، ‏فكانت الإصابات بين المجاهدين أكثر من أربعمائة شهيد، وأما قوات العدو فتحملت من الخسائر أضعاف خسائر المجاهدين في

الأرواح والمعدات، فقتل خلالها حوالي ثلاثة آلاف جندي من الروس ومن القوات المرتزقة العميلة، ودمرت حوالي عشرين دبابة فاضطرت القوات الغازية إلى التراجع وترك المنطقة!!

٤- «محافظة غزني»:

تمردت الفرقة العسكرية في محافظة غزني إلى أن قام الضباط المسلمون بقتل أعضاء الحزب الحاكم العميل وانضموا بأنفسهم إلى المجاهدين مع أسلحتهم وكان عددهم يتراوح بين ثمانين وتسعين ضابطًا وجنديًا.

٥- «محافظة تنكرهار»:

‏‏ اتصلت القوة الجوية بمحافظة تنكرهار بالمجاهدين ووعدت بالانضمام إليهم، وآخر الأنباء تقول إن ثلاثمائة جندي منها انضموا بجميع أسلحتهم إلى المجاهدين.

‏هذا إلى جانب ما وصل إلينا من أنباء العمليات والتصفيات الفدائية المتعددة التي قام بها المجاهدون في مختلف أنحاء البلاد واغتيل خلالها عشرات من أعضاء الحزب الحاكم العميل وبعض ضباط الروس، والجدير بالذكر أن الحكومة القائمة الآن عمليًا هي حكومة المجاهدين ولا تسيطر القوات الغازية والعميلة المرتزقة إلا على العواصم الكبيرة، هذا إلى جانب انخفاض روح المقاومة والدفاع لدى الضباط الأفغان الذين ما زالوا يعملون داخل القوات المسلحة العميلة ولا يهاجم المجاهدون منطقة أو حامية عسكرية حكومية إلا و يستسلم جميع الضباط والجنود والأفغان إلى المجاهدين من غير أدنى مقاومة. 

- وصلت المقاومة الإسلامية في الأيام الأخيرة إلى أنها أكبر طريق يصل العاصمة

«كابل» بجدول أباد عاصمة محافظة تنكرهار، وذلك الطريق له أهميته الكبيرة في الحياة‏ الاقتصادية للعاصمة لأنه هو ‏الطريق الذي يتم منه إصدار المواد التجارية إلى خارج أفغانستان من الجهة الشرقية.

‎●‏ وهكذا نلاحظ من مجمل الأخبار السابقة أن المجاهدين يتقدمون على مستوى جيد في جميع الاتجاهات، ‏في الوقت الذي نلاحظ فيه أن المعنويات تنهار عند القوات الغازية وعملائهم من الأفغان بدليل هذه التصرفات الخرقاء التي تدفعهم إلى قتل الأبرياء وتدمير المنازل.

‏ونضرب مثلًا على ذلك ما حصل بعد شهر رمضان، فقد حوصر الروس مع دباباتهم

الكثيرة في وادي بتشير بتاريخ ‎١٩٨٠/٩/٨‏ وأصلاهم المجاهدون نيرانًا حامية فوقعت فيهم مقتلة عظيمة وشوهدت السيارات بالمئات ولم يجدوا أمامهم إلا

الانسحاب من الوادي بعد أن توغلوا فيه.

‏ألا إنه الإيمان الذي يفعل العجائب في النفوس، فماذا يملك الروس وعملاؤهم الشيوعيون؟!

اللهم انصر المجاهدين وأيدهم بقوة من عندك وخذ على أيدي أعدائك فإنهم لا يعجزونك.. آمين.

‏«عظيمان»

‏وصية لعمر

‏كتب أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز إلى الحسن البصري كتابًا، قال له فيه صف لي الإمام العادل، فكتب الحسن إليه: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف، ونصف كل مظلوم، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده يسعى لهم صغارًا و يعلمهم كبارًا، يكتسب لهم في حياته، و يدخر لهم في مماته، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله التي يرتاد لها أطيب المرعى، ويحميها من السباع، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها، حملته كرهًا ووضعته كرهًا وربته طفلًا، تسهر بسهره وتسكن بسكونه، وتفرح بعافيته، وتهتم بشكاته، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوانح تصلح الجوانح بصلاحه وتفسد بفساده، والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين اللهوبين عباده، يسمع كلام اللهو يسمعهم، و ينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين في ما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال، واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث، فكيف إذا أتاها منيعيها؟ وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من يقتصلهم؟ واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه؛ فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر، واذكر يا أمير المؤمنين إذا بعثر ما في القبور ‏وحصل ما في الصدور فالأسرار ظاهرة والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فالآن وأنت في مهل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل لا تحكم في عباد الله بحكم الجاهلية ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة فتبوء بأوزارك وأوزار مع أوزارك وتحمل أثقالك وأثقالًا مع أثقالك، ولا يغرنك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك، ويأكلون الطيبات من دنياهم بذهاب طيباتك من آخرتك، واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلًا غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤكو يفارقك أحباؤك، و يسلمونك فيقعره وحيدًا فريدًا، لا تنظر إلى قدرتك اليوم ولكن انظر إلى قدرتك غدًا وأنت مأسور من حبائل الموت وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين، وقد عنت الوجوه للحي القيوم، وإني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغ أولو النهى من قبلي فلم ألوك شفقة، وأنزل كتابه إليك كمداوي حبيبه يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من الصحة والشفاء. ‏والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

أما آن لحكام المسلمين أن يعملوا بهذه الوصية السامية؟ أرجو ذلك ففيه سعادتهم في دنياهم ورضا ربهم في أخراهم وبه نجاتهم من سخط المسلمين عليهم، وهذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 الشيخ حسن طنون

الرابط المختصر :