العنوان الباكستان وشعار «أنا أو الدمار!!»
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 19-أبريل-1977
مشاهدات 20
نشر في العدد 346
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 19-أبريل-1977
التعليق الأسبوعي
الباكستان وشعار «أنا أو الدمار!!»
منذ الانتخابات المزيفة- منذ أربعين يومًا تقريبًا- والباكستان تعيش أزمة سياسية واجتماعية اتسعت حتى شملت البلاد وكافة الفئات.
فالأحزاب الوطنية- ٩ تسعة أحزاب- تملك دلائل على أن الحزب الحاكم قد زور الانتخابات، ومن ثم فهي ترفض أن تقوم الحياة السياسية في الباكستان على الزيف والزور، وترفض بالتالي نتائج الانتخابات.
والحكومة مثلت قصة جحا المشهورة.
قصة أن حجا كذب كذبة ثم صدقها!
فهي قد صدقت أنها نجحت فعلًا في الانتخابات، وأن حزبها قد تفوق على كافة الأحزاب الأخرى.
وكانت المصلحة الوطنية تقضي بإلغاء نتائج الانتخابات وإجراء انتخابات أخرى نزيهة.
لكن جنون السلطة حمل الفرد الحاكم هناك على أن يرفع شعار: «أنا.. أو الدمار»!!
نعم.. لقد وضع الأمة الباكستانية بين شرین:
إما أن يظل هو في السلطة، وإلا فلتذهب الباكستان أو تسقط كلها في هاوية الخراب.
فليدمر اقتصاد باكستان، ولتعطل مصالحها وأعمالها، وليتوقف التعليم في مدارسها وجامعاتها ولتقع حرب أهلية طاحنة.
لا شيء من ذلك يهم.
المهم هو أن يبقى الفرد الحاكم.. حاكمًا.
هذا هو التفسير العملي لموقف السلطة هناك.
لقد امتلأ التاريخ البشري- قديمًا وحديثًا- بهذا النوع، الناس الذين يتوهمون أن بقاء الأمم رهين ببقائهم وأن الأمة تلخصت فيهم، فإذا ذهبوا هم ذهبت هي أو ماتت.
إن جنون السلطة أو هوس الزعامة والرئاسة لا يزال يستدرج أصحابه، حتى يضع على أبصارهم وبصائرهم غشاوة الغرور، فلا يرون إلا أنفسهم، ولا يحسون إلا بأنفسهم، لا شيء هناك، لا أحد هناك، لا عبقرية هناك، إلا هم!!
ومن غير خجل يقولون: وما البديل؟ وكأن الأمهات عقمت أن تلد رجالًا.
ومما يزيد الفاجعة أن يتم ذلك باسم الإسلام.
نعم.. فالسلطة في الباكستان ترفع شعار الإسلام، وتحاول أن تبرر موقفها به!
وهذا كذب أبلق.
فالإسلام الذي قال للرسول نفسه- صلى الله عليه وسلم- ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (آل عمران:144).
لا يمكن أن يربط مصير الأمم بالأشخاص.
ومما يزيد الفاجعة أيضًا: عقد المقارنة بين ما جرى في الهند الوثنية، وبين ما يجري في الباكستان التي تحمل اسم الإسلام.
في الهند، فرضت انديرا غاندي حالة الطوارئ، ولكن الانتخابات بعد ذلك تمت بطريقة طبيعية أبعدت انديرا غاندي عن الحكم.
أما في الباكستان فإن الدكتاتورية التي سبقت الانتخابات خططت للاستمرار في الحكم وكيّفت الانتخابات وفق هواها.
أليست هذه مقارنة محرجة؟!
وإنقاذًا لسمعة الباكستان تحالفت الأحزاب الوطنية، وصممت على إيجاد حياة سياسية شريفة تكفل الحرية والاستقرار للشعب.
ومن أجل ذلك كانت مظاهرات وإضرابات عامة مظاهرات وإضرابات اشترك فيها المحامون والتجار والنساء والطلبة وكافة فئات شعب الباكستان.
ولأحزاب المعارضة مطالب محددة أهمها:
- استقالة رئيس الوزراء.
- استقالة رئيس لجنة الانتخابات.
- إلغاء قانون الطوارئ.
ومهما يكن من أمر فإن المعارضة القوية في الباكستان مؤشر إلى يقظة الشعوب، ومؤشر إلى إمكانية التغيير والانتقال من حكم الفرد إلى حكم الشورى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلماذا يتم في المطبخ الدولي؟ الخيوط التي تربط بين تمزيق السودان إلى شمالي وجنوبي.. والباكستان إلى شرقية وغربية!
نشر في العدد 39
934
الثلاثاء 15-ديسمبر-1970
لماذا رجعت الباكستان إلى الإسلام.. بعد ٣٠ عامًا من قيامها؟
نشر في العدد 424
16
الثلاثاء 19-ديسمبر-1978