; إقبال كبير على مراكز التحفيظ «بنين وبنات» | مجلة المجتمع

العنوان إقبال كبير على مراكز التحفيظ «بنين وبنات»

الكاتب أبو هالة

تاريخ النشر الثلاثاء 04-يوليو-1972

مشاهدات 15

نشر في العدد 107

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 04-يوليو-1972

في مراكز جمعية الإصلاح لتحفيظ القرآن الكريم

إقبال كبير على مراكز التحفيظ «بنين وبنات»

الفروانية في المقدمة.. في عدد الدارسين والدارسات

تحقيق: أبو هالة

لماذا القرآن الكريم؟

 بكل ترفع وتعال! وقد وضع أحد رجليه على الأخرى في إهمال متعمد لمراكز الجالسين ومكانتهم! قطع انسياب الحديث العذب المسترسل عن جهود جمعية الإصلاح الاجتماعي في الدورات الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم، ليلقى بصخراتٍ من الكلام اللاواعي! يحسبها في زعمه جنادل تعوق تدفق المياه في المجرى العظيم!

ـ كنت أحسب أن تتجه جهود الجمعية إلى تعليم أبنائنا اللغات الأجنبية حتى يستطيعوا أن يغترفوا من معين الحضارة الغربية الزاحفة على العالم، فنحجز لأنفسنا مكانًا مرموقًا بين الدول المتقدمة!

ـ كنت أظن أن تبذل الجمعية جهودها في إنشاء المعسكرات والاشتراك مع الحكومة في تدريب عسكري ورياضي للشباب يستعدون به لتحرير الأرض العربية السليبة!

ـ كنت أعتقد أن تمد الجمعية يدها إلى الفدائيين ليكون من شبابنا الكويتي من يقوم بأمثال عملية مطار اللد!

ـ أنا أحترم القرآن الكريم والنبي العظيم! ولكن أراه تراثًا يُدرس بعد أن نكون قد أخذنا بأسباب الحضارة والتقدم والمدنية!

• ووجدت الحضور في صمت رهيب... لعله من أثر المفاجأة التي رأوا فيها لأول مرة شابًا يحمل اسم الإسلام ويتكلم بهذه الصورة الزرية.. وكان سكوتهم مدعاة لاعتدال الفتى الغر وانتفاخه ظنًا أنه قد انتصر.. فما كان مني إلا أن جلست قباليه.. وقلت له ما خلاصته:

أولًا يا بني: إذا كان منطق العقلاء أن يتحسسوا ما في جيوبهم قبل أن يمدوا أيديهم إلى غيرهم، فإنه يتحتم أن ندرس ما عندنا من فكر وما لدينا من عقائد قبل أن تمتد بصائرنا إلى خارجنا.. وإذا ما عرفنا أن ما تحويه أرضنا الطاهرة شامل وكافٍ لأن يصنع وجودنا ويفرض على الدنيا كلها مكانتنا ومنزلتنا، فإنه يصبح من العبث والجهالة أن ننقب ونبذل الجهد في أرض الغير.. ولماذا لا نجبر الأجانب بحكم مكانتنا وعلمنا إلا أن يتقدموا هم ليدرسوا لغتنا ومعارفنا وعلومنا. والتاريخ المعاصر شاهد بأننا لم نأخذ من هذه الترجمات والدراسات إلا ما قلبنا به مفاهيمنا ومحونا به شخصيتنا، ولم نتقدم مع العالم المتحضر حتى على قدم المساواة.. بينما ماضينا يشهد بأننا يوم كنا عربًا مسلمين بحق أخذنا مكاننا من أوروبا وغيرها في مرتبة الأستاذية والقيادة.. ولا بأس علينا بعد ذلك أن ندرس ما عندهم تزودًا من العلم وأمانًا من الكيد وسبيلًا إلى دعوتهم إلى الحق.. أما أن نعطي الدراسات الأجنبية أولى اهتماماتنا فهذا هو المنطق المعكوس ومن ثم فإن مبادرة جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى تحفيظ الناشئة القرآن الكريم سلوك منطقي حميد، ولا ضير عليها بعد ذلك أن تقيم حلقات دروس التقوية في اللغات الأجنبية وما سواها كما هو حاصل اليوم.

ثانيًا: هي لم تغفل تربية الشباب رياضيًا ونادي الجمعية يشهد ذلك والتدريب العسكري تتولاه الدولة لظروفه الخاصة وغير مسموح لسواها بالقيام به.

ثالثًا: العمل الفدائي كما يعلمه القاصي والداني ليس في حاجة إلى أعداد من البشر بقدر حاجته إلى المعاونة المادية والإفساح له لمباشرة نشاطه ويوم أن يعوزه البشر ستجد الكويت وغيرها لا تضن عليه بفلذات أكبادها.

رابعًا: إن احترامك للقرآن الكريم والنبي العظيم، لا يزيدهما مكانة ومنزلة ما دمت تعتبرهما تراثًا بمفهوم الترف العلمي أو المتعة التاريخية، إذ إنهما دين واجب الإيمان بهما اعتقادًا وسلوكًا وتطبيقًا.

في صحبة المشرف العام

 إلى الفروانية

 وانتهت الجلسة لأصبح مرافقًا للأستاذ محمد أبو دية المشرف العام على مراكز تحفيظ القرآن الكريم.. ورغم أن سيادته كان يحدثني طول الطريق عن الإقبال الشديد والزحام الذي تواجهه المراكز هذا العام فإن مدى تصوري لكلامه لم يصل إلى الحد الذي رأيته وشاهدته!!

في مركز ابن الهيثم

وحينما توقفت بنا السيارة عند مدرسة ابن الهيثم واستقبلنا الأستاذ إبراهيم الحريري، المشرف على مراكز التحفيظ بالفروانية، وخيطان، كان مشهدًا رائعًا وعجيبًا. أن نجد ساحة تغص بالأطفال الذين تجاوز عدد الحاضرين المائة. وسألت الأستاذ إبراهيم عن سبب عدم تواجدهم في حجرات الدراسة، فقال: «لقد تجاوز العدد تقدير المسؤولين، حيث كان في اعتبارهم خمسة صفوف فقط، ولم نجد بدًا من قبول التلاميذ إلا أن يتيسر لهم المكان اللائق».. وانتحيت بالأستاذ أديب محمد الذي يقوم على شأن تحفيظهم ليقول:

«نظرًا لهذا الظرف الخاص، فإني أتبع معهم الطريقة الجماعية في ترديد الآيات القرآنية والأحاديث، وأهتم بالقصة الإسلامية كوسيلة للتشويق وإثارة انتباه الأطفال، وما زلنا في قصة مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وانتقى أفرادًا منهم يرددون ويحكون أمامهم ويؤدون الصلوات أمام أعينهم. والعجيب أنه لا يتغيب واحد منهم، بل يزيدون كل يوم. واستمعت معهم إلى تلاوة من عبد الناصر شكري، وسامي سرحان، وكل منهما عمره 7 سبع سنوات».

٤٠٠ أربعمائة طالب

واستمرت جولتنا بين الصفوف لنجد عدد الحاضرين من الطلاب أربعمائة موزعين على سبعة فصول دراسية، ويقوم بالتدريس لهم ستة من الأساتذة هم:

1- عبد الحميد أمين

2- خضر محمد خضر

3- محمد خالد عيسى

4- رافع إبراهيم

5- محمود السفريني

6- أديب محمد سعيد   

ويعاونهم المشرف على المركز. وفيما نستكمل المرور على الصفوف سألنا «عبد المحسن ناصر» فيما يقرأ من المرسلات. ما هي المرسلات يا عبد المحسن؟ فأجاب: «الملائكة».. وبينما يقرأ «هاني بديع» سورة المجادلة، سألنا «بكر تعيلب» عن المرأة التي كانت تجادل وتشتكي زوجها؟ فقال: «خولة بنت ثعلبة التي حلف عليها زوجها بأنها كظهر أمه». وفي سؤالنا عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى...» أجاب «فهد حمدان» بأنها الأشياء الطيبة، و«حاتم لطفي» بأنها: الإيمان، و«عايد عبد اللطيف» بأنها: الفرائض كذلك.

مع أولياء الأمور

وفي طريقنا لمغادرة المركز التقينا على بابه بالسيد جعفر رضا رحيم.

هل لك أحد هنا يا سيد جعفر؟

نعم: أولادي صادق ١٠ سنوات، صالح ٩ سنوات.

لماذا ألحقتهم بالمركز؟

ليحفظوا قرآنهم، ويتعلموا أحكام دينهم.

هل تحاول تعويدهم على الصلاة؟

نعم، وهم بحمد الله يصلون.

كيف يصلون إلى هنا يوميًا؟

أحضرهم بنفسي، وأعود بهم بعد انتهاء الدوام.

تشجيع أولياء الأمور

ولم يكن السيد جعفر فريدًا من نوعه في هذا الميدان، فأولياء أمور الأولاد يحضرونهم بطريقتهم الخاصة. بل إن حماسهم منقطع النظير حتى أن بعضهم أبدى استعداده لإرسال الكراسي «والطاولات» حينما اعتذر لهم بعدم وجود أماكن!!

٢٤٨ فتاة في مركز البنات بمدرسة الفروانية الابتدائية

وكان أكثر روعة وأشد تأثيرًا في النفس أن ترى زهراتنا من فتيات الجيل الجديد يقبلن بشغف ولهف على مركز البنات للقرآن الكريم وفي زي شرعي رائع حيث وصل عددهن إلى ٢٤٨ فتاة مقسمات إلى خمسة صفوف ويقمن بالتدريس لهن الفضليات:

1- صفية عمران

2- أسمهان الفيومي

3- فريال الفيومي

4- تحية موسى

5- أمينة عمر

وكان جميلًا أن أطرح سؤالًا غير متوقع على الفتيات: من منكن لا تصلي؟ - فرفع عدد منهن أصابعهن إيمانًا بالخلق الإسلامي «الصدق» واعتذر بعضهن بعدم معرفته لأحكام الصلاة وقد وعدن بأنهن حالما ينتهين من دراستها هنا سيصلين بإذن الله، واعتذرت الأخريات بالكسل، مما ألقى العبء كله على أولياء أمورهن الذين أوجب الله عليهم تعليمهن أحكام دينهن فريضة من الله. والحق أن عبئًا كبيرًا ملقى على عائق المدرسات، إلا أن روحهن الطيبة، وقدوتهن الصالحة، جديرة بأن تخفف العبء وتؤتي الثمار.

٣٣٧ في مركز عمر بن الخطاب بأبرق خيطان

واتجه ركبنا إلى مدرسة عمر بن الخطاب بخيطان حيث قدم لنا الأستاذ رزق يوسف العريان مشرف المركز بيانًا بعدد الحضور من الطلاب الذي بلغ ٣٣٧، موزعين على خمسة صفوف ويعاون سيادته في أداء الرسالة الأساتذة:

1- عبد الفتاح أبو شنب

2- نافذ أحمد عبد القادر

3- رزق يونس دلول

4- عبد الرحمن محمد أبو قوقه

وفي جولتنا بين الصفوف كان سؤالنا لأحدهم عن الجزء الثاني من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حفظه التلاميذ: «ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها...» ما هي الضلالة؟ فأجاب «حسن عيسى» بأنها ترك الصلاة، والكذب وأجاب «علي صالح عبد الله» بأنها أيضًا الغيبة، وكل عمل يغضب الله.. وقرأ التلميذ «أسامة أحمد سليم» سورة «المسد»، ومحمد عبد الله إبراهيم سورة العصر.

التلاميذ يفترشون الأرض!

ولقد ساءنا أن يقبل التلاميذ في زحف لم تهيأ وسائل استقباله، إذا وجدنا أحد الصفوف يفترشون الأرض!! ولما سألنا السيد المشرف، أجاب بأن الإقبال بهذه الصورة وهذا العدد لم يكن متوقعًا واضطررنا لقبول التلاميذ تحت إلحاح أهليهم ونأمل أن تسفر اتصالاتنا بوزارة التربية في توفير المقاعد لهم قريبًا جدًا، حيث إن الوزارة لم تأل جهدًا في معاونتنا.

وكان الوقت قد جاوز العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء الماضي، حيث انتهت جولتنا على أمل أن يأذن الله لنا باستكمال المرور على بقية المراكز. 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الجهاد ماض إلى يوم القيامة

نشر في العدد 32

31

الثلاثاء 20-أكتوبر-1970

حل المشكلة وكيف يمكن أن يتحقق!

نشر في العدد 34

20

الثلاثاء 03-نوفمبر-1970