; استراحة.. المجتمع المطر | مجلة المجتمع

العنوان استراحة.. المجتمع المطر

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007

مشاهدات 12

نشر في العدد 1756

نشر في الصفحة 64

السبت 16-يونيو-2007

الإخوة القراء

نأمل أن تأتينا اختياراتكم موثقة بحيث يُذكر المصدر الذي نقلت عنه، واسم صاحبه.

أعذب الشعر

ضل من يحسب الرضا هوانا

                    أو يراه على النفاق دليلا

فالرضا نعمة من الله لم يســـــ

                    ـــعد بها في العباد إلا القليلا

والرضا آية البراءة والإيمــــ

                     ان بالله ناصرًا ووكيلا

علمتني الحياة أن لها طعـــــ

                   مين، مُرًا وسائغًا معسولا

فتعودت حالتيها قريرًا

                    وألفت التغيير والتبديلا

أيها الناس كلنا شارب الكأ

                  سين إن علقمًا أو سلسبيلا

نحن كالروض نضرة وذبولًا

                نحن كالنجم مطلعًا وأفولا

نحن كالريح ثورةً وسكونًا

                نحن كالمزن ممسكًا وهطولا

نحن كالظن صادقًا أو كذوبًا

                 نحن كالحظ منصفًا وخذولا

أحمد الشريف مصر

المطر

السحاب الركامي يتكون في بدايته من قزع صغير متفرق، أي قطعة هنا وقطعة هناك، ثم بعد ذلك نراه يتجمع ويتكون تيار هوائي من أسفل إلى أعلى، هذا التيار يقوم بامتصاص الهواء المجاور من أسفل فيسحب السُّحب إليها، ففي المرة الأولى أُزجي السحاب ودفع وكان قطعًا صغيرة، وهذه المرة بدأت تنمو وبدأت تتألف هذه السحب، فإذا ما تألفت بدأت في طور جديد وهو الركم إلى أعلى، فيركم بعضها فوق بعض، وهذا هو الطور الثالث. 

إذن الطور الأول: دفع السحاب برفق، الثاني: التآلف فيما بينه، والثالث: ركمه بعضه فوق بعض، فإذا رُكم نزل منه المطر.

هذه المراحل ذكرت في القرآن الكريم: المرحلة الأولى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا﴾ المرحلة الثانية: ﴿ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ﴾ المرحلة الثالثة: ﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ﴾ (النور: 43) أي المطر.

 ما أجملها من صورة..

صورة ذلك المسلم أو تلك المسلمة اللذين بقيا ثابتين صابرين على دينهما، رغم كثرة الفتن وشيوع المغريات والمجون وتعدد الطرق التي تدعو إلى الحرام من إنترنت وقنوات فضائية وهواتف نقالة وغيرها. 

بقيا صامدين قويين بإيمانهما.. بالله لم يعرفهما تيار الفتن والفساد، يمنعهما من الانحراف خوفهما من الله سبحانه وتعالى، وطمعًا في جنة عرضها السماوات والأرض. 

يمنعهما من الانحراف علمهما أن الجنة محفوفة بالمكاره، وأن النار محفوفة بالشهوات وأن من يحفظ الله فإن الله يحفظه. 

يعيشون في سعادة عظيمة ولذة كبيرة وراحة نفسية وطمأنينة لا يعلمها إلا من ذاق حلاوة الإيمان، كما قال أحد الصالحين.

ما النجاح؟!

هل النجاح هو تكديس الأموال في البنوك؟ أم التباهي بالعقارات والعمارات؟

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ (التوبة: 55).

فكم من إنسان يملك المليارات ولكنه خائف، قلق. وكم من غنى تعيس وآخر مكروه، فكم سيعيش؟ وكم بقي من الوقت لغير جمع المال؟ وكم من غني حرم من الحلال بسبب أمواله؟ وكم من مال زال في آخر العمر؟

أتوب إلى الله!

قال الحافظ محمد بن طاهر:

سمعت أبا إسحاق الخيال يقول: كنا يومًا نقرأ على شيخ، فقرأنا قوله عليه الصلاة والسلام: «لا يدخل الجنة قتات»، وكان في الجماعة رجل يبيع القت - وهو علف الدواب - فقام وبكي، وقال: أتوب إلى الله، فقيل له: ليس هو ذاك، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم، قال: فسكن وطابت نفسه.

«نزهة الفضلاء 3/1313»

سر زهدي

قيل للحسن: ما سر زهدك في الدنيا؟؟

فقال: أربعة أشياء:

- علمت أن رزقي لا يأخذه غيري، فاطمأن قلبي.

- وعلمت أن عملي لا يقوم به سواي، فاشتغلت به.

- وعلمت أن الله مطلع عليّ فاستحييت أن يراني على معصية. 

- وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله. 

لحظة غضب

في حالات كثيرة ينتابنا الغضب، فنغضب ونثور كالبركان، ونفقد القدرة على التفكير، ويتلاشى عقلنا خلف ضباب الغضب، وتتكون في داخلنا رغبة لتكسير الأشياء حولنا، فلا نرى ولا نسمع سوى صرخة الغضب في أعماقنا، وكثيرًا ما خسرنا عند الغضب أشياء كثيرة نعتز بها وتعتز بنا، ثم نستيقظ على بكاء الندم في داخلنا.

قصة عجيبة

جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وكان معه ابنه، وليس هناك فرق بين الابن وأبيه، فتعجب عمر قائلًا: والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجبًا! أما أشبهك أنت وابنك إلا كما أشبه الغراب. الغراب «والعرب تضرب في أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه» فقال له أمير المؤمنين: كيف لو عرفت أن أمه ولدته وهي ميتة، فغير عمر من جلسته وبدل من حالته، وكان رضي الله عنه يحب غرائب الأخبار وقال: أخبرني. قال: يا أمير المؤمنين.. كانت والدة هذا الغلام حاملًا به، فعزمت على السفر، فمنعتني، فلما وصلت إلى الباب ألحت عليَّ ألا أذهب. قالت: كيف تتركني وأنا حامل؟ فوضعت يدي على بطنها، وقلت: اللهم إني استودعتك غلامي هذا ومضيت.

«وتأمل في قدر الله لم يقل وأستودعك أمه»

وخرجت ومضيت وقضيت من سفري ما شاء الله أن أقضي، ثم عدت فإذا بالباب مقفل.

وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي، ويخبرونني بأن زوجتي قد ماتت.. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فأخذوني ليطعموني عشاءً صنعوه لي، فبينما أنا على العشاء إذا بدخان؟ يخرج من المقابر، فقلت: ما هذا الدخان، قالوا: هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم منذ أن دفناها، فقال الرجل: إني لأعلم خلق الله بها.. كانت صوامة قوامة عفيفة لا تقر منكرًا، وتأمر بالمعروف، لا يخزيها الله أبدًا.. 

وتوجه إلى المقبرة وتبعه أبناء عمومته، قال: فلما وصلت إليها يا أمير المؤمنين جعلت أحفر حتى وصلت إليها، فإذا هي ميتة جالسة، وابنها هذا الذي معي حي عند قدميها، وإذا بمنادٍ ينادي: يا من استودعت الله وديعة خذ وديعتك، قال العلماء: لو أنه استودع الأم لوجدها كما استودعها، لكن ليمضي قدر الله؛ لم يجر الله على لسانه.

السلام عليك أيها الأجير

أخذ الله الميثاق على أهل العلم أن يقولوا الحق لا يخافون في الله لومة لائم، وأن يبينوه ولا يكتموه، وأن يثبتوا أمام العواصف قائلين الحق صادعين به، وهذه بحق صفة العلماء ورثة الأنبياء، الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله، وفي تاريخنا الإسلامي قصص عجيبة للعلماء في صدعهم بالحق في وجه الأمراء والعلماء، ومن تلك القصص.

● قال القاسم بن أبي صالح: سمعت إبراهيم بن دیزيل يقول: لما دعي عفان للمحنة كنت آخذًا بلجام حماره، فلما حضر عرض عليه القول، فامتنع أن يجيب، فقيل له: يحبس عطاؤك قال: وكان يعطى في كل شهر ألف درهم - فقال: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ (الذريات: 22)، فلما رجع إلى داره عزله نساؤه ومن في داره، قال: وكان في داره نحو أربعين إنسانًا، فدق عليه داق الباب، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات، ومعه كيس فيه ألف درهم فقال: يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين، وهذا في كل شهر. 

● وعن عطية بن قيس قال: دخل أبو مسلم على معاوية، فقام بين السماطين فقال: السلام عليكم أيها الأجير، فقالوا: مه - قال: دعوه، فهو أعرف بما يقول، وعليك السلام يا أبا مسلم. ثم وعظه، وحضه على العدل. 

● وعن مطهر بن الهيثم الطائي، عن أبيه، قال: حج سليمان بن عبد الملك، فخرج حاجبه فقال: إن أمير المؤمنين قال: أبغوا لي فقيها أسأله عن بعض المناسك، قال فمر طاووس، فقالوا: هذا طاووس اليماني، فأخده الحاجب، فقال: أجب أمير المؤمنين قال: أعفني، فأبى، ثم أدخله عليه، قال طاووس: فلما وقفت بين يديه، فقلت: إن هذا المجلس يسألني الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم، هوت فيها سبعين خريفًا. حتى استقرت قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟ قال: لا، ويلك لمن أعدها؟ قال: لمن أشركه الله في حكمه فجار، قال: فبكا لها.

الرابط المختصر :