; استراحة المجتمع (1226) | مجلة المجتمع

العنوان استراحة المجتمع (1226)

الكاتب د. سعيد الأصبحي

تاريخ النشر الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

مشاهدات 803

نشر في العدد 1226

نشر في الصفحة 64

الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

العلم للعلم أو للعمل!!

قال حبيب بن عبيد الرحبي: تعلموا العلم واعقلوه وتفقهوا به ولا تعلموه لتجملوا به، فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل ذو البزة ببزته.

(من سير أعلام النبلاء)

عمر بن عبد العزيز الرشودي بريدة – السعودية

واحة الشعر:

خذ الأمور برفق واتئد أبدًا  *** إياك من عجل يدعو إلى وصب

 الرفق أحسن ما تؤتى الأمور به   ***   يصيب ذو الرفق أو ينجو من العطب

***

تجنب صديق السوء واصرم حباله  ***   وإن لم تجد عنه محيصًا فداره 

أحبب حبيب الصدق واحذر مراءه  ***   تنل منه صفو الود ما لم تماره.

سعيد عبد الرحمن العلياني الملك بعليان – السعودية

نصائح للشباب: 

إن التدهور الملموس على نفسيات الشباب في هذه الآونة الأخيرة، وإهمال صناعة النفس وتربيتها، مما يجعل عين المؤمن تبكي الدماء بعد الدمع، ناجم عن غياب أهل الخبرة المربين عن صفوف الشباب، مما شجع أهل الفساد إلى مضاعفة قوى الهدم وإسقاط الهمم، والنفس إن لم تشغل بالطاعة شغلت صاحبها بالمعصية، وكذلك محاولة التقليد لكل ما يفد من دول الغرب من ثقافات مشبوهة ونبذ ثقافة الإسلام خلف الظهور، إن التساهل في صناعة المستقبل والتخطيط له، وإهمال جانب الثقافة يؤدي إلى كوارث وعقبات تهدد كيان الأمة بالسقوط، فلذا ينبغي أن يعلم الشباب أنهم دعاة المستقبل القريب، والأمة تؤمل بهم وتنتظر.

ثم إني أحث الشاب قبل السير إلى صناعة مستقبله وتحقيقه أن يفرغ ما في نفسه من جميع الشوائب قبل البناء، إذ لا يمكن بناء جدار الحصى على جدار الطين فإنه يعرضه للسقوط، إننا نلاحظ هذه المشكلة بكثرة مما يسبب خورًا في نفوس كثير من الشباب فلا بد من تهذيب النفس وتزكيتها حتى تصبح مستعدة لحمل الرسالة ونشرها، ولابد أيضا أن نقيم دولة القرآن في نفوسنا حتى تقوم على أرضنا، وإذا كنا أهملنا قيامها في قلوبنا فكيف نرجو قيامها على هذه الأرض، بل كيف نقيمها على الناس من حولنا، ففاقد الشيء لا يعطيه، وأخيرًا ينبغي للشباب أن يذلل العقبات أمامه حتى يتناول هدفه ولا تذلله العقبات فإن ذللته فيا بُعد الهدف.

محمد القصيمي – القصيم بريدة – السعودية

اعملوا.. واصبروا.. تبشروا:

قال عمر بن البكالي: يا أيها الناس اعملوا وأبشروا، فإن فيكم ثلاثة أعمال ليس منهن عمل إلا يوجب لأهله الجنة، قالوا: وما هن؟

قال: رجل يلقى في الفتنة فينصب نحره حتى يراق دمه فيقول الله لملائكته ما حمل عبدي على ما صنع؟ يقولون: ربنا رجيته شيئًا فرجاه، وخوفته شيئًا فخافه، فيقول: فإني أشهدكم أني أوجبت له مارجًا، وأمنته مما يخاف.

ثم قال: ورجل يقوم في الليلة الباردة من دفته وفراشه إلى الوضوء والصلاة فيقول الله لملائكته ما حمله على ما صنع؟ فيقولون ربنا أنت أعلم.

فيقول أنا أعلم، ولكن أخبروني ما حمله على ما صنع، يقولون ربنا رجيته شيئًا فرجاه وخوفته شيئًا فخافه، قال أشهدكم أني قد أوجبت له مارجًا، وأمنته مما يخاف، والثالث قال: والقوم يكونون جميعًا فيقرأ الرجل عليهم القرآن فيبكون، فيقول الله لملائكته ما حمل عبادي هؤلاء على ما صنعوا يقولون ربنا أنت رجيتهم شيئًا فرجوه وخوفتهم شيئًا فخافوه، فيقول عز وجل: إني أشهدكم أني قد أوجبت لهم ما رجوا، وأمنتهم مما خافوا أخرجه (ابن منده وابن عساكر).

فهل يا ترى نجعل من أنفسنا أحد هؤلاء الثلاثة لا سيما والسفر قصير والزاد قليل والمنزل نادى صاحبه للسُّكنى فيا بشرى نفس أوجب الله لها مارجت وأمنها مما تخاف.

نورة العقيلي – القصيم – السعودية

الفصاحة:

قال الإمام فخر الدين الرازي: اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد، وأصلها من قولهم أفصح اللبن، إذا أخذت عنه الرغوة، وأكثر البلغاء لا يفرقون بين البلاغة والفصاحة، ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ ويستدل بقولهم معنى بليغ ولفظ فصيح، وقال يحيى بن خالد البرمكي ما رأيت رجلًا قط إلا هبته حتى يتكلم، فإن كان فصيحًا عظم في صدري، وإن قصر سقط من عيني.

وقد سمع النبي ﷺ من عمه العباس كلامًا فصيحًا فقال: بارك الله لك يا عم في جمالك أي فصاحتك.

ومر رجل بأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – ومعه ثوب فقال له أبو بكر أتبيعه؟ فقال: لا، رحمك الله، فقال أبو بكر لو تستقيمون لقومت السنتكم هلا، فقلت: لا، ورحمك الله، وسأل المأمون قاضيه يحيى بن أكثم سؤالا فقال: لا، وأيد الله أمير المؤمنين فقال المأمون «ما أظرف هذه الواو» وأحسن موقعها، وكان الصاحب بن عباد يقول هذه الواو أجمل من واوات الأصداغ على وجنات الملاح وحكي عن معاوية – رضي الله عنه – بينما هو جالس في بعض مجالسه وعنده وجوه الناس فيهم الأحنف بن قيس إذ دخل رجل من أهل الشام فقام خطيبًا وكان آخر كلامه أن لعن عليا – رضي الله عنه.. فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين إن هذا القائل لو يعلم رضاك في لعن المرسلين للعنهم، فاتق الله يا أمير المؤمنين ودع عنك عليا - رضي الله تعالى عنه - فقد لقي ربه وأفرد في قبره وخلا بعمله وكان والله المبرور سيفه الطاهر ثوبه العظيمة مصيبته، فقال معاوية يا أحنف لقد تكلمت بما تكلمت وايم الله لتصعدن على المنبر فتلعنه طوعًا أو كرهًا، فقال له الأحنف يا أمير المؤمنين إن تعفني فهو خير لك وإن تجبرني على ذلك فوالله لا تجري شفتاي به أبدًا، فقال قم اصعد، قال: أما والله لأنصفنك في القول والفعل، قال: وما أنت قائل إن أنصفتني، قال: أصعد المنبر فأحمد الله وأثني عليه وأصلي على نبيه محمد ﷺ ثم أقول: أيها الناس إن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن عليا: ألا وإن معاوية وعليا اقتتلا فاختلفا فادعى كل واحد منهما أنه مبغي عليه وعلى فئته، فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله، ثم أقول اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياءك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية، اللهم العنهم لعنًا كثيرًا.. أمنوا رحمكم الله يا معاوية لا أزيد على هذا ولا أنقص حرفًا ولو كان فيه ذهاب روحي، فقال معاوية إذن نعفيك يا أبا بحر من كتاب المستطرف من كل فن مستظرف للمؤلف شهاب الدين محمد بن أحمد الأبشهي)..

أسامة محمد شلبي. نوسا الغيط المنصورة – مصر

من أعلام المسلمين:

ابن الأثير (544-٦٠٦هـ):

هو المبارك بن محمد بن محمد عبد الكريم أبو السعادات مجد الدين الشيباني الجزري المشهور بابن الأثير، ولد ونشأ في جزيرة ابن عمر، من مشاهير العلماء وأكابر النبلاء، كان فاضلًا بارعا في الترسل رئيسًا مشارًا إليه، تنقل في الولايات واتصل بصاحب الموصل وولي ديوان الإنشاء عرض له مرض كف يديه ورجليه ومنعه الكتابة فانقطع في بيته، قيل إن تصانيفه كلها ألفها في زمن مرضه إملاء على طلبته.

من تصانيفه: جامع الأصول في أحاديث الرسول – النهاية في غريب الحديث – الكامل في التاريخ وغيرها.

ابن الجوزي (508-٥٩٧هـ):

هو عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي أبو الفرج، نسبته إلى محلة الجوز بالبصرة كان بها أحد أجداده، قرشي يرجع نسبه إلى أبوبكر الصديق، من أهل بغداد حنبلي، علامة عصره في الفقه والتاريخ والحديث والأدب اشتهر بوعظه المؤثر وكان الخليفة يحضر مجالسه مكثر من التصنيف. من تصانيفه تلبيس إبليس – الموضوعات – المدهش وغيرها..

السدي (١٢٧هـ):

هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة أبو محمد السدي، نسبة إلى سدة مسجد  الكوفة، كان يبيع بها المقانع من أهل الكوفة، تابعي صدوق اتهم ورمي بالتشيع، كان عارفًا بالوقائع وأيام الناس روى عن أنس بن مالك وابن عباس ورأى ابن عمر وروى عنه شعبة والثوري. من تصانيفه: تفسير القرآن..

موسى راشد العازمي صباح السالم – الكويت

الرابط المختصر :