العنوان استراحة (1581)
الكاتب د. سعيد الأصبحي
تاريخ النشر السبت 20-ديسمبر-2003
مشاهدات 15
نشر في العدد 1581
نشر في الصفحة 64
السبت 20-ديسمبر-2003
■ المرء على دين خليله
قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا *يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا *لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا﴾ (الفرقان:27-28)
يقول سيد قطب - رحمه الله- ويصمت كل شيء من حوله ويروح يمد في صوته المتحسر ونبراته الأسيفة والإيقاع الممدود يزيد الموقف طولًا ويزيد أثره عمقًا حتى ليكاد القارئ للآيات والسامع يشاركان في الندم والأسف والأسى ويوم يعض الظالم على يديه، فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها، إنما هو يداول بين هذه وتلك أو يجمع بينهما لشدة ما يعانيه من الندم اللاذع المتمثل في عضه على اليدين، وهي حركة معهودة يرمز بها إلى حالة نفسية فيجسمها تجسيمًا.
﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا﴾ (الفرقان:27)
فسلكت طريقًا لم أفارقه ولم أضل عنه الرأس الذي كان ينكر رسالته ويستبعد يبعثه الله رسولاً. ﴿يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا ﴾ (الفرقان-28) فلانًا بهذا التجهيل ليشمل كل صاحب سوء يصد عن سبيل الرسول ويضل عن ذكر الله
﴿لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ ﴾ (الفرقان-29)لقد كان شيطاناً يضل أو كان عونًا للشيطان. ﴿وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا﴾ (الفرقان-29) يقوده مواقف الخذلان ويخذله عن الجد وفي مواقف الهـول والكرب.
وصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم-المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل «الظلال ٢٥٦٠/٥»
■ رباعيات
أربعة تحفظ من أربعة:
- العفة من الحرام، والمعرفة من الآثام، والمروءة من الغدر، والديانة من الشر.
وأربعة تدل على الجهل
-صحبة الجهول وكثرة الفضول. وإذاعة السر، وإثارة الشر.
- قال حكيم أربعة تولد الصحبة
-حسن البشر وبذل البر، وقصد الرقاق، وترك النفاق
وقال آخر: «أربع خصال للجهال»
-من غضب على من لا يرضيه، ومن جلس إلى من لا يدنيه، ومن تفاقر إلى من لا يغنيه، ومن تكلم بما لا يعنيه.
احذر الشيطان من أربع على عقيدتك أن يفسدها بالآراء وعلى عبادتك أن يفسدها بالأهواء وعلى عملك أن يفسده بالرياء، وعلى خلقك أن يفسد بالخيلاء.
عبد الكريم العبد الكريم الزلفي
■ قطوف مـن الحكمة
أضاع الثقة عاتب مصعب بن الزبير الأحنف بن قيس في كلام لا يسر فأنكره الأحنف فقال مصعب أبلغني الثقة قال الأحنف: الثقة لا يبلغ سريرة وعلانية: قال الإمام علي لمنافق مدحه في وجهه مبالغًا: أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك.
بعض الظن: قال مروان بن الحكم للحسن بن دلجة يا هذا، إني أظنك أحمق، فقال الحسن: أشد ما يكون المرء حمقًا إذا عمل بظنونه.
البادئ أظلم من رجل بجماعة فكبا به حماره فضحكوا منه، فقال: ما يضحككم لقد رأى وجوهكم فسجد لله شكرًا.
لست بسید: سأل عمر بن عبد العزيز رجلًا عن سید قومه فقال: أنا، قال عمر: لو كنت كذلك لما قلته.
■ الهول فيما بعده
قال أبو العتاهية
فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شيء
هشام منصور شار - جيزان - السعودية
■ الحث على طلب العلم
عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، «(أخرجه البخاري ومسلم)».
إرشادات الحديث
۱ - فضيلة التفقه في الدين على سائر العلوم.
٢ - أن من لم يتفقه في الدين فقد حرم الخير الكثير.
العلم حياة القلوب ونور البصائر وبه يعبد المسلم ربه على بصيرة ويعلو شأنه في الدنيا
والآخرة.
- إخلاص النية في طلب العلم يجعله عبادة يؤجر عليها الإنسان.
إعداد: دحيم محمد الحماد السعودية
■ قطاع الطريق على القلب
القلب المؤمن في سيره إلى الله تعالى يخرج عليه بعض قطاع الطرق حري به أن يعرفهم وأن يحذر منهم وأن يجيد التعامل معهم وهؤلاء القطاع هم.
1 - كثرة الخلطة
أنواع الخطلة:
- خلطة في الخير نشارك فيها.
- خلطة في الشر نبتعد عنها.
- خلطة في المباحات نقلب مجلسها إلى مجلس طاعة.
2- التمني: كتمني القوة والسلطان والمال والنساء، وصاحب الهمة العالية أمانيه حول العلم
والإيمان.
3- التعلق بغير الله: وهو أضر شيء وأساس الشرك، ولصاحبه الذم والخذلان، ومثل
المتعلق بغير الله كالمستظل ببيت العنكبوت.
4- الشبع: وأضراره كثيرة منها
- يثقل الطاعة.
- سبب في قسوة القلب.
- سبب في بعض الأمراض
5 - النوم الزائد مضاره:
- يميت القلب
- يثقل البدن
- يضيع الوقت.
- يورث كثرة الغفلة والكسل.
وأنفع النوم ما كان الإنسان في حاجة إليه، وأضره ما كان قريبًا من طرفي الليل
والنهار.
من أثار الطاعات وآثار المعاصي
۱ - جعل الله للطاعات لذة طيبة فوق لذة المعصية بأضعاف، وجعل للمعصية آلامًا تزيد على لذة تناولها أضعافًا.
2- الذنوب مثل السموم مضرة بالإنسان، فإن تداركها وإلا قهرت قوة الإيمان للحسنات والسيئات آثار في القلوب والأبدان، والأموال.
من كتاب مدارج السالكين لابن القيم- سید جويل- السعودية
■ الوقت أنفاس لا تعود
رأس مال المسلم في هذه الدنيا وقت قصير نفاس محدودة وأيام معدودة، فمن استثمر تلك للحظات والساعات في خير فطوبى له، ومن ضاعها وفرط فيها فقد خسر زمنًا لا يعود إليه أبدًا، فليضن المؤمن بوقته وليحذر فواته خاصة.
في هذا العصر الذي تفشى فيه العجز وظهر فيه الميل إلى الدعة والراحة وأصاب كثيرًا من المسلمين جدب في الطاعة وقحط في العبادة وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة فيه.
خليفة علي صالح المصلوخ- الخرج- السعودية
■ مولد عالم جديد
قال الشيخ أبو الحسن الندوي -رحمه الله- تعالى:
لم يكن مولد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- له وبعثته مولد نبي فحسب، أو مولد أمة فحسب، أو مولد عصر فحسب، إنما كان مولد عالم جديد بدأ من ولادته وبعثته، وسيبقى إلى أن يرث الله هذه الأرض ومن عليها، وقد تسربت آثار بعثته إلى هذا العالم وتغلغلت في أحشائه، وخضع لها هذا العالم في عقيدته وفي أسلوب تفكيره وفي مدنيته، وفي أخلاقه واجتماعه، وفي علمه وثقافته، حتى لا يمكن تجريده عنها، ولو جرد منها لحرم أغنى ثروة يملكها وأعظم قوة يعتز بها، ولنكص على أعقابه، ورجع إلى الوراء وهو يدين له في حياته، لأن بعثته ل هي التي منحته حق الحياة ومدت في أجله، ولعنة الله التي حقت عليه، والشؤم الذي أظله.
وأمته -صلى الله عليه وسلم- أكمل الأمم في كل فضيلة، فإذا قيس علمهم بعلم سائر الأمم ظهر علمهم، وإن قيس دينهم وعبادتهم وطاعتهم لله بغيرهم، ظهر أنهم أدين من غيرهم، وإذا قيست شجاعتهم وجهادهم في سبيل الله وصبرهم على المكاره في ذات الله، ظهر أنهم أعظم جهادًا وأشجع قلوبًا وإذا قيس سخاؤهم وبذلهم وسماحة أنفسهم لغيرهم تبين أنهم أسخى وأكرم من غيرهم، وهذه الفضائل به نالوها ومنه تعلموها وهو الذي أمرهم بها-صلى الله عليه وسلم-
ولم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا بأمر الله على أكمل طريقة وأتمها من الصدق والعدل والوفاء لا يحفظ له كذبة واحدة، ولا ظلم لأحد، ولا غدر بأحد، بل كان أصدق الناس، وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم وأمن وخوف، وغنى وفقر، وقلة وكثرة، وظهوره على العدو تارة، وظهور العدو عليه تارة، وهو على ذلك كله ملازم لأكمل الطرق وأتمها، حتى ظهرت الدعوة في جميع أرض العرب التي كانت مملوءة من عبادة الأوثان، ومن أخبار الكهان وطاعة المخلوق في الكفر بالخالق، وسفك الدماء المحرمة وقطيعة الأرحام، لا يعرفون آخرة ولا معادًا فصاروا أعلم أهل الأرض وأدينهم وأعدلهم وأفضلهم، حتى إن النصارى لما رأوهم من حين قدموا الشام قالوا: ما كان الذين صحبوا المسيح بأفضل من هؤلاء، وهذه آثار علمهم وعملهم في الأرض وآثار غيرهم، يعرف العقلاء فرق ما بين الأمرين.
موسى راشد العازمي - الكويت
■ التجافي عن الدنيا
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ (الفرقان-5)
فلتكن الدنيا لكم معبرًا للآخرة، ولا تجعلوها همكم، وتركنوا إليها وهي الفانية وتعرضوا عن الآخرة وهي الباقية، فإن الدنيا ليست ليست بدار إقامة، وإنما نزل آدم إليها عقوبة فاحذروها، احذروا هذه الدار الغرارة الخيالة التي قد تزينت بخدعها وفتنت بغرورها وخيلت بآمالها وشوقت لخطابها، فأصبحت كالعروس المجلوة، فالعيون إليها ناظرة والقلوب عليها والهة، والنفوس لها عاشقة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا بالأول مزدجر، والعارف بالله حين أخبر عنها مذكر، وإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصته إلى مكروه أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، وصفوها كدر وعيشها نكد، وقد حقر الله - عز وجل - الدنيا بالنسبة للآخرة إلى ما أعده الله وادخره لعباده الصالحين فقال تعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾
(النساء: 77) قال الحسن -رحمه الله-: رحم الله عبدًا صحبها على حسب ذلك، يعني أن متاعها قليل.
حكمة بالغة: إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار
الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
الفوائد لابن القيم ص ٤٥
تركي محمد عبد العزيز النداف السعودية
■ من عيون الشعر العربي
قال طرفة بن العبد
أرى العيش كنزًا ناقصًا كل ليلة وما تنقص الأيام والدهر ينفد
فمالي أراني وابن عمي مالكًا متى أدن منه ينأ عني ويبعد؟
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
حمود حمدان العتيبي - الرياض
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل