; لقلبك وعقلك - العدد 16 | مجلة المجتمع

العنوان لقلبك وعقلك - العدد 16

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 30-يونيو-1970

مشاهدات 762

نشر في العدد 16

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 30-يونيو-1970

في ظلال القرآن.. من مشاهد القيامـة

 

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ. يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ﴾ (الحج: 1 - 2).

هذا هو مطلع سورة الحج.. مطلع عنيف رعيب، ومشهد ترتجف لهوله القلوب. يبدأ بالنداء الشامل للناس جميعًا: «يا أيها الناس» يدعوهم إلى الخوف من الله «اتقوا ربكم»، ويخوفهم ذلك اليوم العصيب، إن زلزلة الساعة شيء عظيم.

وهكذا يبدأ بالتهويل المجمل وبالتجهيل الذي يلقي ظل الهول يقصر عن تعريفه التعبير، فيقال: إنه زلزلة، وإن الزلزلة «شيء عظيم»، من غير تحديدٍ ولا تعريفٍ، ثم يأخذ المشهد في التفصيل، فإذا هو أشد رهبة من التهويل.. إذا هو مشهد حافل بكل مرضعة ذاهلة عما أرضعت تنظر ولا ترى، وتتحرَّك ولا تعي، وبكل حاملٍ تُسقط حملها للهول المروع ينتابها، وبالناس سكاری وما هم بسكاری، يتبدّى السكر في نظراتهم الذاهلة، وفي خطواتهم المترنحة.. مشهد مزدحم بذلك الحشد المتماوج تكاد العين تبصره لحظة التلاوة بينما الخيال يتملاه. والهول الشاخص يذهله، فلا يكاد يبلغ أقصاه.. وهو هول حي لا يقاس بالحجم والضخامة، ولكن يقاس بوقعه في النفوس الآدمية في المرضعات الذاهلات عما أرضعن -تذهل المرضعة عن طفلها وفي فمه ثديها إلا للهول الذي لا يدع بقية من وعي- والحوامل الملقيات حملهن، وبالناس سكاری وما هم بسكاری، ولكن عذاب الله شديد. إنه مطلع عنف مرهوف تتزلزل له القلوب.

في ظل هذا الهول المروّع يذكر أن هنالك من يتطاول فيجادل في الله ولا يستشعر تقواه:

﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ ٣ كُتِبَ عَلَيۡهِ أَنَّهُۥ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُۥ يُضِلُّهُۥ وَيَهۡدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ﴾ (الحج: آية 3 - 4).

والجدال في الله، سواء في وجوده تعالى أو في وحدانيته، أو في قدرته أو في علمه أو في صفةٍ ما من صفاته.. الجدال في شيءٍ من هذا في ظل ذلك الهول الذي ينتظر الناس جميعًا، الذي لا نجاة منه إلا بتقوى الله وبرضاه، ذلك الجدال يبدو عجيبًا من ذي عقلٍ وقلب، لا يتقي شر ذلك الهول المزلزل المجتاح.

ويا ليته كان جدالًا عن علمٍ ومعرفة ويقين، ولكنه جدال «بغير علم»، جدال التطاول المجرد من الدليل.

جدال الضلال الناشئ من اتباع الشيطان، فهذا العنف من الناس يجادل في الله بالهوى: ﴿وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ﴾ )الحج: 3) عات مخالف للحق متبجج، ﴿كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾) الحج: 4).

فهو حتم مقدور أن يضل تابعه عن الهدى والصواب، وأن يقوده إلى النار ويتهكم التعبير فيسمي قيادته أتباعه إلى عذاب السعير هداية!

﴿ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ (الحج: آية 4).. فيا لها من هداية هي الضلال المهلك المبيد !

 

من هَدي النبوّة

·       عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين».

                                                                         متفق عليه.

·       عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: «ألا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا».

    رواه البخاري ومسلم.

 

·       عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره».

رواه البخاري.

·        عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».

رواه ابن ماجة وهو حديث صحیح.

 

العين تزني

·       عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، وزنا الأذنين الاستماع، وزنا اليدين البطن، وزنا الرجلين الخطى، والنفس تمنّى وتشتهي والفرج يصدّق ذلك كله أو يكذبه».

      رواه مسلم مسند والبخاري معلقًا.

 

–من جوامع الدعاء–

◘ اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم.

◘ ربِّ أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ. ربِّ اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مخبتًا، إليك أواها منيبًا، ربِّ تقبَّل توبتي واغسل حوبتي، وأجب دعوتي وثبت حُجَّتي، واهدِ قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الجهاد ماض إلى يوم القيامة

نشر في العدد 32

24

الثلاثاء 20-أكتوبر-1970

رحلة ومصير

نشر في العدد 248

44

الثلاثاء 06-مايو-1975