العنوان استشارات أسرية
الكاتب محمد رشيد العويد
تاريخ النشر السبت 19-مارس-2005
مشاهدات 13
نشر في العدد 1643
نشر في الصفحة 59
السبت 19-مارس-2005
- كان راضيًا.. فما الذي غيره؟!
انقلب زوجي علي فجأة مثل بركان هائج ثائر.. على الرغم من أنه كان هادئًا حليمًا لا يشتكي شيئًا، ولا يتسخط ولا يتذمر، حتى إن بعض النساء كن يحسدنني عليه ويقلن لي: ما أسعدك بزوجك... ليت أزواجنا مثله، إذ كنت أحدثهن عن مسايرته لي، وصبره علي واحتماله كل ما يصدر مني، وتلبيته كل ما أطلبه منه إلا صديقة واحدة كانت تنصحني بالاهتمام بزوجي وعدم التهاون في تلبية حاجاته المختلفة، وحينما كنت أخبرها بأنه راض بهذه الحال، ولا يضيق بإهمالي له وانشغالي عنه كانت تقول لي: اتقي ثورة الحليم.
أريد أن أسألك: ما الذي جرى لزوجي؟ وهل كنت مخطئة؟ وهل ترى صديقتي محقة في تحذيرها لي؟
الزوجة الحائرة:
الرد:
أي والله إن صديقتك على حق فيما حذرتك منه، وإنها لصديقة مخلصة ناصحة، وكان عليك أن تأخذي بنصحها لك، فلا يغرنك صمت زوجك وصبره وحلمه، إن تمادي الزوجة في إهمال زوجها، واسترسالها في انصرافها عن تلبية حاجاته المختلفة، باتكالها على ما يقابلها به من حلم وصبر وإغضاء، خطأ كبير يتكرر لدى كثيرات من الزوجات اللواتي يستنكرن انفجار أزواجهن المفاجئ بقولهن ما الذي جرى له؟!
وأجيبك يا أختي، وأجيب كل زوجة تسأل مثلك هذا السؤال: ماذا جرى له؟ أجيبك فأقول: لكل إنسان طاقة احتمال وحدود للصبر، وعلى من حوله من أهل وزوج وولد وصديق أن يدركوا ذلك فلا يتمادوا في إلقاء الأعباء عليه، ولا يبالغوا في استغلال ما يبديه من صبر و احتمال، ليس اتقاء لانفجار غضبه فحسب، بل هذا ما يجب عليهم انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾(البقرة: ٢٨٦).
كما قالت لك صديقتك «اتقي ثورة الحليم» وزوجك إذا كان حليمًا فإن ثورته ستكون هائلة ومفاجئة، وهذا ما فوجئت به يصدر من زوجك غضب جامح هائج مفاجئ، وكان عليك أن تثني على زوجك: وتشكريه وتكافئيه وتخففي عنه حتى يستمر في عطائه وحلمه وصبره.. لا أن تهمليه وتنشغلي عنه.
مما سبق نفهم كيف أن الإسلام كان حريصًا على المرأة حينما أمرها بطاعة زوجها وحسن تبعلها له، لأن هذا يحفظ لها استقرار بيتها، ويكسبها مودة زوجها ويقيها ظلمه لها وتعديه عليها.
والآن ماذا ينبغي عليك أن تفعلي؟ يجب أن تعتذري إلى زوجك، وتطيبي خاطره، وتعديه ألا يتكرر هذا الإهمال منك له، وأظهري اهتمامك له، وعنايتك به، وطاعتك أوامره، فزوجك إنسان يستحق منك هذه الرعاية والعناية والاهتمام.
ينبغي أن تقتربي من صديقتك التي كانت تحذرك من إهمالك زوجك، وتجعليها خير صديقاتك، لأنها صدقتك في نصحها، وصديقك من صدقك لا من صدقك.. وعليك أن تحذري مستقبلًا من لا يخلصن في نصحك.
وما دام درهم وقاية خيرًا من قنطار علاج، فإني أرجو من الأخوات القارئات أن يستفدن من مشكلة هذه الزوجة فيبتعدن عما أخطأت فيه حتى لا يوصلن أزواجهن إلى لحظة الانفجار الغاضب. ليؤدين ما عليهن من حقوق تجاههم دون أن يركن إلى حلمهم وصبرهم وطول احتمالهم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل