العنوان الأسرة (321)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-أكتوبر-1976
مشاهدات 11
نشر في العدد 321
نشر في الصفحة 38
الثلاثاء 19-أكتوبر-1976
التربية الإسلاميّة للطِفل
أختي في الله، عليك أن تكوني أمًا مثالية قدر استطاعتك، وتكوني قدوة حسنة لغيرك من الأمهات، وخاصة أن الإسلام حث على الرفق في كل شيء، وخاصة في معاملتك لطفلك الصغير، لأن كثيرًا ما نسمع عن بعض الأخوات المسلمات اللاتي يسئن معاملة أطفالهن الصغار لدرجة الصفع على الوجه، أو الضرب بقسوه لا يتحملها جسده، نتيجة سبب ما أو أخطأ، لذلك عندما تجتاحك الثورة لسبب ما، يجب أن تراجعي نفسك، وتتعوذي بالله من الشيطان الرجيم الذي يدفعك لعقابك طفلك بقسوة، لذلك يجب أن تتذكري جيدًا قبل عمل أي شيء أو مد يدك على طفلك، أنك امرأة مسلمة تخشى الله وتراقبه في أعمالها، وتجعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- قدوة تقتدى بها، فعليك أن لا ترفعي يدك لضربه، بل ارفعيها لضمه إلى صدرك، وإفهامه بطريقة لينة وسهلة أن الذي يفعله خطأ، وإن كرر خطأه فاضربيه ضربًا غير مبرح على يديه فقط، لأن الرسول الكريم -صلوات الله عليه وسلامه- نهى عن الصفع على الوجه، ولا تنسي يا أختي أن طفلك أمانة بين يديك، يتوجب عليك صون الأمانة والحرص كل الحرص في أداء دورك الكريم، دور الأمومة الذي حباك الله به، وأنعم عليك بنعمه الجليلة بأن جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، فاشكري الله واستغفريه كثيرًا.
طَاعَة الزَوْج...
روي أن أسماء بنت يزيد الأنصاري -رضى الله عنها- أتت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه فقالت: يا رسول الله إني وافدة النساء إليك، إن الله بعثك بالحق للرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك وإنا -معشر النساء- محصورات قواعد بيوتكم وحاملات أولادكم، وأنتم -معشر الرجال- فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى، وشهادة الجنائز، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله تعالى، وإن الرجل إذا خرج حاجًا أو مرابطًا أو معتمرًا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الخير والأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- بوجهه الكريم إلى أصحابه، ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن من هذا عن أمر دينها؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا امرأة تهتدى إلى مثل هذا.
فالتفت النبي إليها ثم قال: انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء، أن طاعة الزوج -اعترافًا بحقه- يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله.
(البخاري)
لذلك يا أختي المسلمة، نعود ونكرر ما قلناه ونقوله في الأعداد السابقة عن حقوق الزوج، أما هذا العدد فنذكر الكثير منا بطاعة أزواجهن، وليس هناك أفضل وخير من هذا الحديث الشريف الذي يغني الكثير من القول والكتابة، لذلك يا أختي إذا أردت المحافظة على بيتك وأسرتك، عليك بطاعة زوجك والتفاني في خدمته وخدمة أسرتك، وسيجزيك الله الخير الكثير، ألا وهو جنات عدن خالدين فيها، وتذكري أن خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، ونرجو من الله أن يوفقنا في طاعته وعبادته وبطاعة أزواجنا وخدمتهم.
نساء خالدات
الرمُيصَاء
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد، زهرة من زهرات يثرب، ونبتة كريمة مما أنبت بنو النجار، عرفت في التاريخ الإسلامي باسم الرميصاء، روت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكثير من أحاديثه، وكان بيتها المنزل الوحيد الذي يدخله ويرضى أن يقيل فيه ويصلي، وكان ابنها أنس بن مالك خادم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي ظل معه مخلصًا في خدمته حتى وفاته -عليه الصلاة والسلام-.
وقد كانت زوجة لمالك بن عدي، وكان يجمعهما الكثير من الحب والإخلاص والوفاء، وقد أسلمت أم سليم وكان زوجها غائبًا، فلما عاد عرضت عليه الإسلام ودین محمد الجديد وإيمانها، ولكنه رفض وخرج غاضبًا من داره، وكانت -رضى الله عنها- تلقن ابنها أنس الشهادتين، وعندما توفي زوجها، أقسمت أم سليم لمن حولها بأن لا تتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس فيقول: جزى الله أمي عني خيرًا لقد أحسنت ولايتي، وكانت سيرتها العطرة وخلقها الكريم ينتشر بين أهلها من رجال بني النجار، حتى تعلق قلبهم فيها، وقد كان أبو طلحة زيد بن سهل أكثر هؤلاء تعلقًا بها، يتردد عليها خاطبًا ولكنها تصده، وتذكره بالعهد الذي أقسمته على نفسها، حتى تمر السنوات ويأتي اليوم الذي يتكلم ابنها أنس عنها في المجالس، عند ذلك ترضى أم سليم بأبي طلحة، وتشترط عليه أن يكون صداقها إعلان إسلامه، ويعلن أبو طلحة إسلامه ويتزوجا، وترزق أم سليم طفلها الأول من أبي طلحة ويسميانه عمير، ويخرج أبو طلحة ذات يوم إلى بستان قريب تاركًا عمير مريضًا، وتشتد الحمى به حتى يتوفاه الله، وغسلته أم سليم ولفته، وأعدت العشاء لزوجها وتزينت له وأصاب منها ما يصيب الرجل من أهله، فلما اغتسل لصلاة الفجر قالت له: يا أبا طلحه أرأيت أن أعرنا بني فلان عارية فتمتعوا بها، فلما طلبت منهم شق عليهم؟ قال ما أنصفوا. فقالت: إن ابنك عمير كان عارية من الله فقضبه الله، وفوجئ أبو طلحة بالنبأ، وذهل لقوه إيمان زوجته، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وحين رآه الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال له: -بارك الله لكما في ليلتكما- فحملت بولدها عبد الله بن أبي طلحة، وقد كانت تجاهد وتربط الخنجر إلى خصرها وهي حامل في غزوة حنين، وقد كانت تتصدر مكانة كبيرة بين صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم-، كل هذا بفضل إيمانها والعمل لأجل عقيدتها، حتى استحقت أن تكون من المبشرين بالجنة فيما روى عن ابنها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«دخلت الجنة فسمعت خشنه -أي صوت- بين يدي فقلت ما هذا؟ فقيل الرميصاء بنت ملحان». رواه الشيخان -رحمها الله-، فقد أحسنت في تربية أبنائها وعملت لأجل نشر عقيدتها وإيمانها، رضوان الله عليها وجعلها قدوة لنا في هذه الحياة.
طبق الحلوى
من الآداب التي ذكرها الغزالي في الأحياء أن تجمع الزوجة أسرتها أسبوعيًا على طبق جميل من الحلوى، فإن الأسرة عندما تشعر أنها في فرح كل أسبوع، تمتلئ بالسعادة والغبطة والاعتزاز والحب للبيت.
طبق الأسبوع
الكوسَة المحشوة بالعصَاج
المقادير:
٢ ك كوسة صغيرة الحجم - نصف ك عصاج بالطماطم - كوبة عصير طماطم مصفاة - ملح - فلفل - بهار - ملعقة كبيرة دهن - قليل من الماء المغلي.
الطريقة:
تغسل وحدات الكوسة وتقور كما تعد لطبق المحشو.
- يعد العصاج، وذلك بتحضير البصل المفروم وقليه قليلًا في الدهن، ثم إضافته للحم المفروم، واستمرار التقليب إلى أن يحمر البصل، يضاف عصير الطماطم ويتبل العصاج بالبهار والملح والفلفل، ويترك حتى ينضج.
- تحشى وحدات الكوسة بالعصاج وترص في صينية، ويضاف لها عصير الطماطم والدهن، وترفع على النار، ثم يزاد لها قليلًا من الماء حتى يتم، وتأكلونها بالعافية إن شاء الله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل