العنوان ترجمات من الصحافة العالمية (1063)
الكاتب عمر ديوب
تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1993
مشاهدات 9
نشر في العدد 1063
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 24-أغسطس-1993
- استغلال السياسة البريطانية لحادث إيرما
الجارديان
ما إن تصدرت صورة الطفلة البوسنية «إيرما» البالغة من العمر 5 سنوات إثر إصابتها بشظايا قذائف المورتار الصربية، أولى صفحات الجرائد الإنجليزية ونشرات الأخبار التلفزيونية، حتى انهالت الاتصالات الهاتفية على هذه المؤسسات من أجل الاطمئنان على صحة تلك الطفلة، وإبداء الاستعداد بتقديم المساعدات لعلاجها. وفي غمرة هذا الهيجان العاطفي ظهر علينا كل من ميجور ودوغلاس هيرد وهما يعربان عن «حرصهما البالغ» على مساعدة الطفلة «إيرما» التي أبت مفارقة الدمية التي كانت تحملها قبل حادث إصابتها. إن في خطوة هذين المسؤولين ما يدعو إلى السخرية، فقد هبّا من أجل استغلال هذا الحادث للحصول على مكاسب سياسية.
ألم يقاوما بشدة كل الإجراءات التي قد اتخذت في محاولة لتغيير سياسة الدول الغربية تجاه سراييفو؟ ألم يقوما بصد الأبواب أمام كل المبادرات الأمريكية والأوروبية بشأن التدخل من أجل وقف القتال في البوسنة؟ أین كانا جون ميجور ودوغلاس هيرد عندما أقدم الصرب على قتل أطفال في عمر إيرما؟ وأين كانا عندما تم قتل الأبرياء من الرجال والنساء في البوسنة بصورة هزت مشاعر العالم؟ ثم من الذي حال دون حصول اللاجئين البوسنيين على تأشيرة الدخول لبريطانيا رغم محاولاتهم البائسة خاصة بعد أن وعدت الحكومة البريطانية بإيوائهم؟
وقد استغل كثير من الأطراف استقطاب الطفلة إيرما لأنظار العالم حيث استفادت منها دول حلف الشمال الأطلسي لتأجيل الضربة على معاقل الصرب التي كانت مقررة قبل إصابة «إيرما» كما استغلها الصرب لتأجيل انسحابهم من جبل إيجما الذي كانوا يحتلونه.
- مواكبة الإسلام للحياة الاقتصادية
الأيكومنست
إن المبادرة التي اتخذها مؤخرًا رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد بشأن تشجيع النظام المصرفي الإسلامي من أجل النهوض بالاقتصاد الماليزي، قد لا تبدو أفضل الطرق لتحقيق ذلك الهدف، ولكن هذا الأخير يرى بأن ربط الإسلام بالنمو الاقتصادي يمثل الحل الأخير لهذه المعضلة القديمة.
ذلك أن الدكتور مهاتير محمد بحث مواطنيه المسلمين الذين يشكلون نصف عدد السكان في ماليزيا على أخذ زمام الأمور في مجال التنمية والتخلي عن العقلية التجارية الصينية، ومن ثم فإنه يحاول تسخير الإسلام لطموحاته الاقتصادية، ولذلك فقد قامت حكومته في الشهر الماضي بتشجيع البنوك التجارية في اتباع النظام المصرفي الإسلامي.
إن النمو الاقتصادي الهائل الذي شهدته ماليزيا مؤخرًا لم يوهن الوجود الإسلامي في البلاد، كما أن الطبقة المتوسطة الجديدة لم تتخل قط عن معتقداتها الإسلامية. وتشهد ماليزيا حاليًا حوارًا ساخنًا حول دور الدين في هذا العالم المتغير بشكل سريع، فلم تعد برامج التلفزيون الدينية منبرًا للنقاش حول أدق مسائل القرآن، بل يشمل النقاش حاليًا مسائل تمس المال والأعمال ونواحي أخرى، كما تنظم الجامعة الإسلامية الدولية حلقات دراسية عن المال والأعمال لعلماء الدين، كما أنها على وشك فتح معهد للعلوم الإدارية.
وقد واجه الدكتور مهاتير في السابق تحديات من قبل المحافظين المتدينين اليمينيين الذين يمثلون الحزب الإسلامي، ولكنه بدأ في تغيير أسلوب تعامله مع هؤلاء عن طريق التأكيد بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. وقد ساعده في هذه الحملة المؤسسات التعليمية كالجامعات والصحف والمجلات المحلية لدرجة أن المعهد الماليزي لفهم الإسلام قد أكد العمل بجد بمثابة الجهاد.
إن النظام المصرفي الإسلامي يجنب المسلمين التعامل بالربا، كما يشجعهم الانخراط في الحياة الاقتصادية، أما بالنسبة لغير المسلمين فإن لهم الخيار بالأخذ بهذا النظام أو عدمه. ثم إن البنوك الإسلامية تتبع أسلوب المرابحة في حين أن البنوك التجارية غير ملزمة باتباع هذا النظام. كما سيقوم البنك المركزي الماليزي بتشكيل مجلس إسلامي خاص لتحديد المحرمات في المجال المصرفي وذلك للحيلولة دون حدوث خلافات مذهبية في الأمور الاقتصادية.
- ما الذي تخفيه الأيام لشعب البوسنة؟
التايم
بدأت بوادر وقف العمليات القتالية في البوسنة والهرسك تلوح في الأفق بعد حرب مضنية دارت رحاها أكثر من ١٦ شهرًا، وإن هذا الوقف ليس بسبب إدراك الأطراف المتحاربة خطورة المرحلة القادمة وما تنطوي عليه من أهوال، ولا هو ثمرة لقيام الديمقراطيات الغربية بفرض العدالة، ولكن إذا ما توقفت العمليات القتالية في البوسنة في غضون الأسابيع القليلة القادمة فإن ذلك نتيجة شعور الأطراف المتحاربة بالإنهاك، وليس بفضل التوصل إلى اتفاق ما أو أي ضغوطات يحاول السياسيون ممارستها على هذه الأطراف.
في الواقع فإن مسلمي البوسنة الذين يتفوق عليهم الصرب والكروات عددًا وعتادًا قد خسروا الحرب، ذلك أن الصرب والكروات في البوسنة الذين كانوا يتلقون دعمًا كبيرًا من أقاربهم في جمهوريات ما كان يعرف بيوغسلافيا سابقًا قد احتلوا ٩٠% من أراضي البوسنة، وإن مدينة سراييفو آيلة على السقوط، وإذا لم يتم عمل شيء لتوظيف انتصار الصرب وهزيمة المسلمين بشكل عقلاني، فإنه لن يكون هناك مناص من أن تغرق العاصمة البوسنية وكذلك الجيوب المسلمة الأخرى في بركة دم.
وفي اجتماع جنيف الأخير الذي جمع رئيس حكومة البوسنة على عزت بيغوفتش بالزعيم الصربی سلوبودان میلوسوفتش والرئيس الكرواتی فرانجو توجمان، كان هناك شعور سائد بأنه لم يعد هناك ما يدعو للتفاوض، كان على المسلمين الاختيار بين أخذ ما بقي لهم بموجب التسوية الحالية أو المطالبة بشيء أكثر مع خسارة كل شيء.
وقد استسلم الرئيس علي عزت بيغوفتش للأمر الواقع، وقبل في اجتماع جنيف المبدأ الذي رفضه منذ زمن طويل ألا وهو تقسيم البوسنة إلى عشر مناطق عرقية داخل ثلاث جمهوريات تتمتع كل منها بالحكم الذاتي، ولو أن الخلاف ما زال قائمًا حول خريطة التقسيم. وقد بدأت القوات الصربية من الانسحاب من جبل «إيجما» المطل على مدينة سراييفو ولا ندري ماذا تضمر الأيام القادمة للشعب البوسني المسلم.
- علي بابا نجيدا أن يرحل!!
عندما أقدم الرئيس النيجيري إبراهيم بابا نجيدا في شهر يونيو الماضي على إلغاء نتائج انتخابات الرئاسة، عمت الاضطرابات كافة أنحاء نيجيريا، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ١٠٠ شخص إلى جانب خسائر مادية. وقد سبق أن وعد الرئيس بابا نجيدا بتسليم السلطة إلى الحكم المدني فور ظهور نتائج تلك الانتخابات، ولكنه نكص عن وعده وازداد تشبثًا في الحكم رافضًا تسليمه إلى المرشح مسعود أبيولا الفائز بنسبة ٥٨% من مجموع الأصوات. وهكذا دفع الجنرال بابا نجيدا أكبر بلد في القارة الأفريقية - من حيث عدد السكان- إلى حافة الهاوية، حيث بدأ سكان المدن بالهجرة إلى الريف خوفًا من تفكك الاتحاد الفيدرالي الهش وانزلاق نيجيريا إلى حرب أهلية جديدة. وإن هذا البلد مهيئ للتمزق العرقي حيث لا تخلو من المواجهات الدامية في بعض الفترات قبائل «الهوسا» و«الإيبو» و«اليوروب» وكذلك بين المسلمين والمسيحيين. إن الأزمة الحالية التي تمر بها نيجيريا تعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية التي وقعت خلال الفترة ما بين (١٩٦٧- ۱۹۷۰) التي راح ضحيتها حوالي ملیونی شخصًا؛ وذلك إثر محاولة قبيلة «الإيبو» المقيمة في الشمال إقامة دولة خاصة بها باسم دولة بيافرا.
وهناك مخاوف من تكرار تجربة يوغسلافيا المريرة في نيجيريا. وما زال الوضع خطيرًا في نيجيريا التي تشهد حاليًا عصيانًا مدنيًا. وما زال بابا نجيدا يجيد المراوغة والمماطلة للتملص من تسليم السلطة، ولكن عليه أن يرحل قبل فوات الأوان.