; الأسرة - العدد 17 | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة - العدد 17

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 07-يوليو-1970

مشاهدات 18

نشر في العدد 17

نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 07-يوليو-1970

الأسْرَة

الزواج الثاني

 أو

تعدد الزوجات

 

يعلم الناس أن الإسلام يبيح للرجل تعدد الزوجات إلى أربع منهن، ويشتد كثير من الشباب في مناقشة هذا الموضوع أو معارضة تعدد الزوجات بشدة لأسباب سمعنا منها:

1‏- المشاكل التي تقوم بين الزوجات وما يعود به ذلك على الرجل من تعاسة وعلى الأسرة من عقد وأحزان وعلى المجتمع من أعباء وقضايا.

2- رمي الرجل بالاستسلام لشهوته والطمع الجنسي وعدم الاكتفاء بزوجة واحدة.

3‏- النظر إلى المجتمع الغربي وغيره من مجتمعات لا تبيح تعدد الزوجات.

وأذكر هذه الأسباب الثلاثة وقد يكون عند مناقشي هذا الموضوع ومعارضيه أسباب غيرها هم بها يعلمون.

وفي شريعة الله -سبحانه وتعالى- يدرك الناس بعلومهم المتزايدة مع مر العصور شيئًا منها وهنا في تعدد زوجات أثبت علم الإحصاء الحديث ما يلي:

تلد النساء في العالم أطفالًا يزيد الذكور منهم على النصف ولكنهم سريعو العطب فالموت ينزل بساحتهم فوق ما ينزل بساحة الإناث فيختطف منهم أكثر من اختطافه للإناث حتى إذا  بلغ الجيل من الذكور والإناث نحو عشرين عامًا من العمر كان الذكور يساوون الإناث عددًا لحكمة أرادها الخالق -سبحانه وتعالى- في هذا السن سن الزواج إذ يتساوى صف الذكور في العالم مع صف الإناث فلو تقدم  ذكر في العالم وهو يبلغ العشرين من عمره أو نحوها إلى أنثى في سنه لما بقي من الذكور أعزب ولا من الإناث عانس في هذا السن في العالم كله أو نحو ذلك.

ويسأل النساء والرجال أطباء العالم وعلماء الأطباء المختصين كيف تلد النساء الذكور والإناث يريدون أن يتناسل كل منهم على النحو الذي يحب فيستزيد ذكورًا أو إناثًا ولكن العلماء في هذا الموضوع يقولون بأن هذه النسبة بين الذكور والإناث عن خارجة طاقتهم ولا يستطيعون فيها تصرفًا فبويضة المرأة محايدة وحيوانات الرجل في كل مرة منها كثير قادر على إنتاج الذكر إذا اتصل بالبويضة ومنها كثير قادر على إنتاج الأنثى إذا اتصل بالبويضة، ففي كل اتصال بين الرجل والمرأة وقت نضج بويضة المرأة يكون احتمال إنتاج ذكر أو أنثى ولا يعين هذا النوع إلا قدرة خارجة عن بصر العلم، وإذا سألت العلم:

كيف تنطلق عشرات الآلاف من حيوانات الرجل المتنوعة إلى البويضة فيصيبها أحدهم ثم يكون إنتاج العالم من الذكور والإناث على نسبة واحدة في كل الشعوب؟ فإن العلم يجيب بأن القضية هذه لا تعينها إلا الصدفة والصدفة وحدها لأن الحيوانات المنطلقة غير الواعية يتصل أحدها

صدفة بالبويضة ويبدأ تكوين الإنسان ذكرًا أو أنثى وتكون النسبة العامة على نحوٍ ثابت بين الذكور والإناث على النحو الذي يجده الإحصاء.

بالنسبة للموضوع الذي أحاول بحثه أقول بأن هذه النسبة جاءت قديمًا ولا زالت بإرادة الله -سبحانه وتعالى- فهو خالق الإنسان ومدبر أمره أنى شاء. وقد تحدثت عن تساوي الذكور والإناث عددًا في سن العشرين ولكن الذكور يتعرضون للموت بالأمراض المختلفة أكثر من الإناث كما كانوا في أيام الطفولة ويزيد الفتك بهم في الحروب والحوادث فهم يتصدون لها أكثر من الإناث وبذلك يكون عدد الإناث بعد سن العشرين أكثر من الذكور فإذا تزوج كل ذكر بأنثى واحدة فإن الإناث الزائدات يبقين دون أزواج لهن وهذه المشكلة يحلها الإسلام بتعدد الزوجات فمن يا ترى يستطيع لها حلًا غير هذا؟ إن هذه المشكلة تدخل على المجتمع عوامل فساد وانحطاط وانحلال إذا لم تجد لها حلًا سليمًا، وأي حل أسلم من تعدد الزوجات؟

 

شعلة يوكسال: مسلمة نموذجية من تركيا

‏مثلت الداعية المسلمة شعلة يوكسال أمام محكمة الجنايات بسبب مقال كتبته في جريدة اليوم وكان رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير العدل التركي وأخيرًا إلى الأمة جميعًا، بشأن حكم صدر عن المحكمة العليا يبيح التقبيل في الشارع ويعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا يتناسب مع الحضارة والتقدم...

ولقد اعتبرت رسالتها هذه تحديًا للنظام القائم واعتراضًا على علمانية الدستور وأحكامه وقال النائب العام إن رسالة يوكسال هي دعوة لحركة النور الرجعية في تركيا.

ولقد دافعت السيدة شعلة عن أفكارها بجرأة وحزم... فتأجلت الدعوى إلى موعد آخر...

وقضية أخرى تحاكم شعلة يوكسال من أجلها وتعلن المحكمة براءتها... ففي يوم 26/4/1967 اعتقلت هذه المجاهدة المسلمة بسبب كتابتها مقالًا في جريدة بوجون بعنوان «آن للنساء أن ينهضن» وكان المقال يتضمن دعوة صريحة للنساء المسلمات بالعمل ونقدًا لاذعًا للاتحاد النسائي التقدمي. وقد قُوبِل هذا المقال يومئذ بالنقد الشديد من قبل التقدميات والاتحادات النسائية التقدمية وقد ردت الآنسة يوكسال عليهم ردًا فند مزاعم الاتحاد النسائي ورد تهمهم وقد قوبل ردها بالاستحسان والامتنان.

وبعد الأخذ والرد طالب الاتحاد النسائي فتح دعوة ضد الآنسة يوكسال وقد عقدت المحكمة وتم براءة الآنسة يوكسال وفي نهاية المحاكمة طلبت المحكمة كلمة أخيرة من الآنسة المتهمة عندئذ أجابت وقد اغرورقت عيناها بالدمع «العدل أساس الملك» وشكرت المحكمة على تحريها للحق.

قد ينصرف ظن كثير من الناس إلى أن كل رجل سوف يتزوج بأكثر من واحدة، وهذا الظن مردود لا أساس له في الواقع الاجتماعي قديمًا وحديثًا لأن النساء الزائدات عددًا من الرجال بعد سن العشرين يؤلفون نسبة قليلة في الحروب والكوارث التي تخطف من الرجال عددًا كبيرًا، وهؤلاء النساء الزائدات هن اللواتي يقفن منتظرات ليتقدم إليهن رجال متزوجون فيضيف كل منهم واحدة إلى ثلاث مع زوجته الأولى، والرجل الذي يرغب في ذلك لا يفعل هذا اعتباطًا بل يفعله لأمور في نفسه وظروفه وبيئته وأمور يعلمها الله -سبحانه وتعالى- خالق هذه النسبة الزائدة من النساء وجاعل النسبة الراغبة في تعدد الزوجات من الرجال ملاءمة ليقوم التوازن الاجتماعي وصلاح الناس على أساس من هذه الناحية سليم.

فالرغبة المطبوعة في الرجال عامة هي الزواج بواحدة والاكتفاء به، والواقع الذي خلقه الله في عدد الرجال والنساء يوفر زوجة واحدة لكل رجل إلا قليلًا من الرجال المتزوجين يتقدمون للزواج من النساء الزائدات وهذا واقع أراده الله ليعيش الرجال والنساء على خير.

فإذا جنح اجتهاد فريق من البشر إلى شرعية الزواج بواحدة فقط بعد أن أكمل الله دينه وأتم نعمته فإنهم يجنحون إلى خلق المشاكل والفساد في الأرض وترك فراغ كبير يعاني منه النساء الزائدات وقد ينشط إلى التدخل فيه رجال متزوجون فينعكس الأمر على النساء الأصيلات ويتخبط الذكور والإناث لأنهم حادوا عن طريق الله -سبحانه وتعالى- في تركيب المجتمع والأسرة على أساس إباحة تعدد الزوجات. وحين تبقى النساء الزائدات دون زواج فإن طاقة الأنوثة والأمومة والتربية الكامنة فيهن تنشط وتتطلب المجال للعمل والانطلاق ولا يكون هذا إلا بالزواج أو الانحراف والكبت والترهيب وللناس الاختيار بين سنة الله في الزواج والانحراف، ونسأل الله الأخذ بأيديهم إلى صلاح الأحوال وهو ولي التوفيق.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة.. وحزيران

نشر في العدد 3

838

الثلاثاء 31-مارس-1970

مجلس الوزراء يبحث إصلاح الأسرة

نشر في العدد 3

104

الثلاثاء 31-مارس-1970