; الأسرة (العدد 737) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (العدد 737)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 15-أكتوبر-1985

مشاهدات 25

نشر في العدد 737

نشر في الصفحة 44

الثلاثاء 15-أكتوبر-1985

إعداد اللجنة النسائية في جمعية الإصلاح الاجتماعي

 

للأسرة كلمة:

 

يشاع بين الفتيات وبعض النسوة بأن عمل المرأة خارج منزلها تحقيق لذاتها، ولا أدري كيف يكون العمل خارج المنزل تحقيقًا للذات؟!

 

وهل الأم في بيتها عندما تربي جيلًا كاملًا من الأبناء الناجحين النافعين للمجتمع لا تحقق ذاتها؟!

 

وماذا نعني بتحقيق الذات؟

 

هل تشعر المرأة العاملة خارج منزلها في أي مجال بأنها أكثر ثقة وأرفع منزلة من ربة البيت؟

 

هل تشعر المرأة ربة البيت بأنها أقل من نظيرتها؟ هل تشعر بالدونية كما يقول بعضهم؟

 

لا أعتقد ذلك؛ فمن تجربة خاصة أجد ربة البيت المنظمة تملك الكثير من الوقت لتثقيف نفسها، وأجدها على اطلاع بما يجري في العالم من أحداث خارجية وما يكتب في الصحف من أمور داخلية أكثر من نظيرتها التي لا تجد متسعًا من الوقت لقراءة عدة صفحات من الصحيفة اليومية، فما بالك بالكتب الخارجية؟

 

دروس في الأسرة:

 

الدرس الرابع:

 

نستمر معكم من خلال دروس الأسرة اليومي ومع مدى الأيام، ومن خلال ما تواجه الأسرة في حياتها من أحداث وأمور.. يؤكد رب البيت معاني الإخلاص لله والصبر عند الشدائد والملمات، والمبادرة إلى عمل الطيبات، والتحصين بالدعاء، واللجوء إلى الله، وبث نسيم التعاون والتعاضد على البر والتقوى، وأداء الأمانات، وقضاء حوائج المسلمين.. وغسل نفوس الأولاد من نوازع الظلم والبغي والتكبر وتصعير الخد للناس، وتأكيد حقوق الأهل والأرحام والجيران، ورعاية حقوق المسلمين في السراء والضراء، وحب الخير للعباد والبلاد، والزهد في الدنيا من غير انهزامية عنها، والعمل والكدح بلا نهم وحب لزينتها، والرضا والقناعة بالقليل مع دوام الشكر لله، وعدم العزلة عن خلق الله ومعاشرتهم بالحكمة والمعروف. ويؤكد رب البيت لأولاده وأهل بيته قيمة الوفاء بالعهد وطيب الكلام، وطلاقة الوجه في لقائهم من المسلمين، فذلك أدعى للمحبة والمودة وأقرب لروابط الألفة، ويفجر في ضمائرهم معنى إكرام الضيف، والعطف على الفقراء، والحدب على الضعفاء، ومساعدة المحتاجين، والبدء بالسلام على من يلقون في الطريق من عامة المسلمين ومعارفهم، والتصرف بما أمر الشرع الحنيف أثناء المآتم والأفراح، فلا يخرجون على حدود الله، ولا يتكلمون إلا بما يرضي رب العباد.

 

وإلى درس آخر من دروس الأسرة المسلمة.

 

رأيت.. وما قال لي أحد

 

بمناسبة دخولنا في العام الدراسي الجديد يذكر لي منظر رأيته على بعض الأطفال في المدرسة.. رأيت أطفالًا يأتون إلى المدرسة ووجوههم شاحبة، يجلس الواحد منهم على الكرسي كأنه تمثال خامل لا حركة ولا نشاط؛ وذلك لأن الأب يخرج مبكرًا للعمل، والأم أيضًا تسعى للخروج مبكرًا حتى لا يفوتها التوقيع على الحضور. أما الطفل الضحية فتقوم الخادمة بتلبيسه أي ملابس غير مراعية نظافتها ولا ترتيبها ولا حسن تناسقها، يخرج هذا الضحية دون تناول فطور الصباح الذي يعينه على حسن استقبال يومه الدراسي، فتكون النتيجة خمول وعدم تركيز في الفصل، ومن ثم تأخر في الدراسة.

 

فيا أيتها الأم، ويا أيها الأب.. أنتما مسئولان أمام الله عن أبنائكم، وخاصة أنت أيتها الأم؛ لأنك لست ملزمة بكسب الرزق؛ إنما ملتزمة بأولادك أمام الله، فــ«كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».

 

أم سليمان

 

ماذا تفعلين لو...؟

 

يبتلع الأطفال الصغار والكبار على السواء بعض الحجارة الصغيرة أو النقود أو الدبابيس أو الخرز أو الأزرار أو أي شيء آخر. ويبدو أنهم يستطيعون أن ينزلوا معظم هذه المواد بسهولة من خلال معدهم وأمعائهم حتى المواد الخطرة منها مثل قطع الزجاج المكسور. أما المواد الشديدة الخطورة فهي الإبر والدبابيس المستقيمة، فإذا كان طفلك قد ابتلع مادة ملساء دون أن يشعر بعدم الارتياح كابتلاع حجر أو زر فلا داعي لأن تنزعجي وتعطيه قطعة من الخبز لدفع تلك المادة المبتلعة، بل اكتفي بمراقبة خروجه لبضعة أيام للتأكد من أن المادة المبتلعة قد خرجت بالفعل. على أنه من الطبيعي أنه إذا أصيب الطفل بالقيء، أو بألم في المعدة أو إذا لصقت المادة المبتلعة بالمريء أو الحنجرة، أو إذا كان قد ابتلع مادة حادة كدبوس مفتوح أو إبرة فعليك أن تراجعي الطبيب فورًا، وإياك أن تعطي مادة مسهلة لطفل ابتلع مادة غريبة فهي لا تجدي شيئًا، ومن المحتمل أن تؤذي الطفل.

 

المرأة بين الأمس واليوم:

 

حينما كانت المرأة في عهد الدعوة الأول مدرسة تعد الأجيال كان الإسلام يسعد بهذه الأجيال، فلا غرابة فإن هذه المهمة المنوطة بالمرأة هي التي جعلت الخنساء تدفع بأبنائها الأربعة إلى ساحة الوغى ونصرة دين الحق والاستشهاد في سبيله. وكأم حارثة حين أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، هل ابني استشهد؟ وما مقامه إن كان من أهل الجنة سعدت بذلك، وإن كان من أهل النار فسأبكيه ما حييت؟ فقال لها رسول الله: «يا أم حارثة، إن في الجنة جنانًا، وإن ابنك قد أصاب الفردوس الأعلى».

 

وأمثال هؤلاء كثير، ولكن المشاهد اليوم على النقيض من هذا، والسبب يرجع في ذلك أن المرأة في عصرنا هذا قد تخلت عن المهنة التي شرفها الله بها، ألا وهي تنشئة الأجيال على الإيمان بالله وحب الله ورسوله وحب الطاعات واجتناب المعاصي وحب الجهاد في سبيل الله وطاعة الوالدين، فنحن نرى نساء زماننا هذا قد تركن أمر الله بالحشمة وخرجن من بيوتهن متبرجات كاشفات عاريات، «مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ولا هم لهن سوى اقتناء آخر صيحة في الموضة، وتكديس الثياب وقضاء قسم كبير من النهار في النوم، والقسم الآخر في التسكع في الأسواق والسهرة مع صديقاتهن.

 

ويا ليت الحوار والنقاش الذي يجري بينهن في تلك السهرة يكون في مرضاة الله بل في معصيته؛ فالحديث غيبة ونميمة، ففلانة عندها من الذهب مما لا يتناسب وآخر صيحات الموضة، فهي في نظرهن متأخرة، وفلانة خادمتها ليست على قدر من الجمال والذكاء، وفلانة لا تذهب إلى الخياطة التي يكون سعرها مرتفعًا جدًّا، إلى آخر هذا الهراء.

 

والواقع أن حقوق المرأة لم تضع إلا عندما باعت نفسها للشيطان ونسيت أحكام ربها وتبعت صيحات الناعقين لخراب البيوت من أصحاب الموضات، ونسيت كذلك مهمتها التي خلقت من أجلها؛ ألا وهي تربية الأجيال وتنشئتهم تنشئة إسلامية، فهل تعي المرأة المسلمة العبر والدروس من الأمم التي حولنا وما تجنيه المرأة فيها من هضم لحقوقها الإنسانية وتعود إلى فطرتها ومهنتها التي هيئت من أجلها، أرجو من الله ذلك.

 

مهدي علي أحمد الزميلي

 

طيبتني أمي:

 

كان شيخًا كبيرًا جلله وقار الشيوخ ونضرة نور الإيمان تعود أن يأتي إلى مسجد الحي قبيل آذان الفجر من كل يوم ليتهجد ويصلي، وكان دائمًا ما يشم بعد آذان الفجر رائحة طيب العود فيندهش لهذه الرائحة التي تأتي في غير مناسبة، فالناس يقومون عادة بعد الأذان ولا يتمكنون من إشعال الجمر ليتطيبوا بالعود، وكان يصلي بالقرب منه طفلان في سن الزهور أكبرهما يبلغ الثانية عشرة من عمره، فسأل الشيخ أحدهما: هل الطيب معك أو مع والدك؟ فقال الطفل: بل معي ومع والدي. فقال الشيخ: ومن طيبك؟ فقال: طيبتني أمي. فسر الشيخ لصنيعها، وبعد الصلاة اقترب من والد الطفل وسأله عن الخبر، فقال الوالد «الذي يثق بالشيخ»: إن زوجتي تستيقظ آخر الليل ثم توقظني وتوقظ ولدي الصغيرين فنصلي جميعًا ما يشاء الله لنا أن نصلي، ثم نختم صلاتنا بالوتر، ثم تقدم لنا زوجتي ما أعدته من القهوة والشاي، فإذا أردنا الخروج إلى المسجد لنصلي الفجر قدمت لنا الطيب فتطيبنا، وهذا ما تشمه معنا دائمًا.

 

ففرح الشيخ وانفرجت أساريره؛ لأن هذا الصنيع يقع في هذا الزمن الذي قل فيه من يصلي الفجر فضلًا عن قيام الليل، ثم قال للرجل: أقرئ زوجتك مني السلام وقل: بارك الله فيك وفي أمثالك، واستمري على ما تفعلينه.

 

راشد بن مبارك السبيعي

 

تسهيل الزواج:

 

الزواج نصف الدين، وهو رباط مقدس يربط بين الرجل والمرأة اللذين يكمل أحدهما الآخر، والزواج المبكر محبب لكلا الطرفين؛ لأنه يعصمهما من الزلل ويحفظهما من الحرام، كما أن الوالدين يحتاجان في شيخوختهما إلى من يساعدهما ويحنو عليهما. فإذا ما كان لهما أبناء صالحون بروهم ووصلوهم وأحسنوا إليهم. أما بالنسبة للشباب الذين يسافرون لإكمال تعليمهم في الخارج فهو أغض للبصر وأحصن للفرج.. فهلا ساعد الآباء أبناءهم على الزواج المبكر من فتيات ذوات خلق ودين، وهلا شجعوهم على ذلك مثلما يشجعونهم على الدراسة وتحصيل العلم.

 

                                                                             أم عبد الله

 

المنطقة الشرقية- السعودية

 

الحلقة الأولى

 

من أي النساء أنت؟

 

هل أنت: امرأة مقلدة؟

 

وهي التي لم تنشأ النشأة الإسلامية الصحيحة، وإنما كانت تربيتها تعتمد على طبيعة البيئة والتقاليد والعادات والقيم التي تؤمن بها هذه البيئة أو تلك، «فأبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه».

 

أم أنت: امرأة قلقة؟

 

وهي التي تعيش في صراع وقلق حاد بين مستحدثات العصر الحديث ومغرياته وأساليبه في الدعاية والتأثير، وإبرازه بكل ما هو حديث، وبين ما عرفته عن إسلامها وفطرة الكون كله الذي يدعوها إلى القيام بدورها كأنثى والمحافظة على طبيعتها ونظرتها كمسلمة لا تحتكم إلا إلى منهج الله سبحانه وتعالى.

 

أم أنك: مسلمة غريبة؟

 

وهي التي تنشأ في جو لا يعرف الإسلام ولا يتمسك بأهدابه سلوكًا أو شعارًا، مما يدفع بهذه المرأة التي فهمت الإسلام بالدراسة الواعية والنظرة الصائبة والتمييز العادل إلى الخروج عن تقاليد أسرتها المنحرفة، وتتخطى العادات المستحكمة وتستمر في فهم إسلامها والتعرف على ما يطلبه منها دينها، ولو أدى ذلك إلى صعاب تعترضها ومتاعب تحيط بها، وقد تتعرض للاستهزاء والسخرية من مجتمعها وبنات جنسها، والاستغراب والاستهجان من الذين يركضون وراء التبرج والزينة والظهور.

 

أم عبد الله

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 3

863

الثلاثاء 31-مارس-1970

نشر في العدد 3

52

الثلاثاء 31-مارس-1970