العنوان مجلس النساء وكيف يعالج
الكاتب بدرية العزاز
تاريخ النشر الثلاثاء 30-ديسمبر-1980
مشاهدات 22
نشر في العدد 509
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 30-ديسمبر-1980
نحن معشر النساء يكثر حديثنا فيما ينفع وما لا ينفع بل ما يُؤخذ على مجالسنا أنها مجالس لغو لا تجدي ولا تفيد، وهذه خصلة قد تكون في بعضنا إن لم تكن في غالبيتنا، ونسأل الله جاهدين أن يخلصنا منها.
ولكن على كل حال إذا حدث وإن كنا جلوسًا في مثل هذه المجالس يمكن أن نتخلص من إثم ذلك بذكر حديث كفارة المجلس الذي أشار إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولنكن حريصات على حفظه عن ظهر غيب، والحديث يقول كما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» إلا غفر له ما كان في مجلسه.
خارجة من زنزانة!!
إنها امرأة مسلمة.. وقبل أن أحدث أخواتي المسلمات عما حدثتني به هذه الخارجة من الزنزانة!! أود أن أجيب على سؤال إحداهن لي.. لماذا دخلت هذه المسلمة في الزنزانة؟
والزنزانة.. لا أراكن المولى ظلمتها وظلامها والوحوش السادرين على أبوابها.. بله جلاديها الأغبياء؛ الذي أحسب أن ظل الثور أخف من ظل أحدهم وألطف!!. الزنزانة هي غرفة مساحتها متر مربع واحد في سجن ما.
وهذه المرأة المسلمة أدخلت.. ووضعت!!! وحبست!!! وعذبت!!! وتألمت!!! وحقق معها!!! وقيل لها!!! و.... و.... إلى أن شتم ربها.. ولعن نبيها.. وأخذ منها قرآنها.. ومنعت من أداء صلاتها.... كل هذا لأنها مسلمة.. وهي أم لشباب مسلم، وزوجة لرجل مسلم، وأخت لأشقاء مسلمين.. وابنة لشيخ مسلم!!.
الإسلام هو السبب.. ولا غيره من سبب!!.
أما الذي حدثت عنه هذه الخارجة من السجن، فالأكباد تنفطر.. والقلوب تدمى... والعقل يجن إذا قيل!! فالرحمة هناك مشطوبة من قاموس الزنزانة.. والأخلاق الكريمة لا محل لها عند أصحاب تلك الزنزانة.. لكن أين هي هذه الزنزانة الشيطانية؟.
إنها في بلد.. سكانه وأهله مسلمون.. عرب.. وأي عروبة!! وأي إسلام سيبقى في ذلك البلد إذا قيدت النساء إلى السجون؟؟ ترى ألا من مغيث!!؟.
-أم سدرة-
-حوار-
قابلتني إحداهن وقالت!
صباح الخير...
قلت لها رادعة.. وعليك السلام!! ألا تريدين أن أرد عليك هكذا!؟ الإسلام له تحية. وغير الإسلام له أشكال كثيرة من التحيات؟ ما أجمل السلام معنى وصوتًا لو سكبته عليّ في بدء تحيتك هذه؟
قالت لي: كلامك صحيح.. السلام جميل.. لكن لساني تعود على «صباح الخير» و«مساء الخير».. بل إن صديقاتي يقلن لي «كود مورننك»!! أحيانًا!.
عجبت لهذه المسلمة التي تساير عادات الناس وتأخذ بها وتدع سنة الإسلام.. لكنني لم أيأس من نصحها..
-أم أسعد-
نعم الفراغ والصحة وكيف تستغل؟؟
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل في الحديث القدسي قال: «حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي» رواه أحمد.
يحرص الإسلام كما نرى من خلال الحديث السالف الذكر على إنشاء علاقات طيبة ومتينة بين أفراد المجتمع الإسلامي، لما لذلك من أثر طيب في تحقيق التعاون وتقديم الخير والقضاء على أنواع الشر والفتن التي قد تسري في جسد المجتمع فتجعله فريسة لكثير من الأمراض النفسية من نفاق وكذب... إلخ.
ولكن قد نجد بعضًا من النساء من يقضي معظم وقته في السوق لا للشراء وإنما لقضاء وقت فراغه الذي هو في الحقيقة نعمة من نعم الله ومن أعظم النعم خاصة وإذا اقترن بالصحة.
مثل هؤلاء الأخوات لا يغيب عن بالهن بأن هناك أخوات لهن في أشد الحاجة لهاتين النعمتين، فكم من أخت مريضة أقعدها المرض فلم تعد تستفاد من وقت الفراغ فأخذت الهواجس والهموم تفتك بها، مثل هذه الأخت هي بحاجة لمن يذكرها برحمة الله وعظيم الأجر الذي ينتظرها إذا هي صبرت واحتسبت. وهناك من ضاقت عليها الحياة فلم تعد ترى بابًا يفتح لها كي تتغلب على همومها ومشاكلها، هذه الأخت بحاجة إلى تذكرة بأن الحياة الدنيا دار ابتلاء وأنها حتمًا ستنفرج بإذن الله.
وكما يقول تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات: 55)
في الزحام
إن هذه الدنيا التي نحياها عجيبة فمطالبها كثيرة ومتطلباتها عديدة فيقع المرء في تيارات من التجاذب، فهذا يشده نحو عمله وذاك يشده نحو أسرته وثالث يشده نحو ماله وكسب عيشه وهذا تيار الرفقة والزمالة... و...و
…وتيارات عديدة أخرى كل واحد منها يحاول جذب ذلك الفرد المسكين ناحيته، ويحاول هذا الفرد من جانبيه أن يعطي كل ذي حق حقه ويبذل قصارى جهده من أجل ذلك، وفي خضم هذه التيارات ينسى نفسه وما لها من حق عليه فلا يكاد يلتفت إليها فيهملها وقد تنهار في مسالك الضلالة، فلا يجد الوقت الذي يصلحها فيه أو قد لا يشعر بفداحة الأمر فيتجاهلها إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، وهناك يدرك كبير خطأه، وفي هذه الآونة ماذا يجديه ذلك الإدراك وهذا الوعي.
لذا لا بد لكل واحد منها جعل وقت لنفسه فيه يعمل على إصلاحها وإعادة بناء ما تهدم منها وإقامة ما أعوج منها، وهذا ما أشار إليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بعد أن وضح حق الآخرين على المرء، أشار إلى أن للنفس حقًا فلا بد من تحقيق وتنفيذ هذا الحق. والله نسأل أن يجعلنا قادرين على أن نعطي كل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط اللهم آمين.
أم القعقاع
في رحاب الأسرة
الحلقة الأولى
يسعدني أن أتحدث إليكم عن الأسرة كما يريدها إسلامنا الحنيف فأقول وبالله التوفيق:
الأسرة هي المجموعة الصغيرة المكونة من الأبوين وأولادهما، وأساسها الزوجان اللذان يقومان بالدور الأساسي في التكوين والتنظيم والرعاية من البداية إلى النهاية، والمجتمع هو مجموع هذه الأسر وهي لبناته التي يقوم عليها وينمو بها.
إذن فالعناية بالأسرة هي عناية بالمجتمع وبقدر ما تكون الأسرة قوية متماسكة بقدر ما يكون المجتمع، فلا عجب أن يكون اهتمام الإسلام بالأسرة وأسس تكوينها وترابطها وتعاطفها اهتمامًا بالغًا، فلم يغادر القرآن والسنة صغيرة ولا كبيرة في سعادة الأسرة واستقرارها إلا بيناها تفصيلًا أو بينا الأصل الكلي الذي تندرج تحته هي وأشباهها ونظائرها، وإليكم بعض الأمثلة.
1- يثير القرآن في نفس كلا الزوجين الشعور بأن كلا منهما ضروري للآخر ومتمم له ومفتقر إليه في تحقيق وجوده وامتداد أثره؛ فالمرأة جزء من الرجل ولا يستغني حي عن جزئه والرجل أصل للمرأة ولا يستغني كائن عن أصله. اقرأ ذلك في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ (الأعراف: 189).
2- ويصور القرآن بأبلغ عبارة مدى الحب والالتحام الجسدي والروحي بين الزوجين اللذين ينشئان حياتهما الزوجية على أسس إسلامية متينة ويجعل من كليهما وحدة شعور ووحدة عواطف ووحدة مضجع ووحدة أسرار متبادلة ووحدة أمل ووحدة عمل ووحدة إنتاج للذرية وحدب عليها وسهر وكدح من أجلها اقرأ هذا وأكثر منه في قوله تعالى ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾ (البقرة: 187) فسمى امتزاج كلا الزوجين بالآخر لباسًا لانضمام جسديهما وامتزاج روحيهما وتلازمهما تلازم الثوب للجسد ولأن كلًا منهما ستر لصاحبه كما يستر الثوب الجسد. فما أبلغ هذا التعبير في تصوير الحياة الزوجية المثالية .
3- ويعبر القرآن عن هذا الترابط الغريزي الفطري والعاطفي الوجداني بين الزوجين يعبر عنه أنه آية من آيات الله ونعمة عظيمة تستوجب الشكر والحمد فيقول تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21).
4- ومما يؤكد هذه المعاني التي أسلفناها إطلاق كلمة «زوج» على كل من الزوجين فكل منهما قبل الارتباط بالزواج فرد وليس بزوج وبالزواج امتزج كل منهما بالآخر فأصبح بها زوجًا وأصبحت به زوجًا وأطلق على كليهما «زوجان».
فما أجدر أن يدرك الزوجان معنى الزوجية في الإسلام وأن يحافظ على هذه الصورة الجميلة المشرقة الودود التي وضع الإسلام الزوجين في إطارها.
وبهذه المعاني تتكون الأسرة التي يريدها الإسلام والتي تكون محضنًا نقيًّا أمينًا لإنتاج خير الرجال وأفضل النساء الذين تتشرف بهم الأمة وتسمو بهم الحياة إلى ذروة المجد والعزة والسعادة الأبدية الخالدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.