; الأسرة (196) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (196)

الكاتب فاطمة عصمة زكريا

تاريخ النشر الثلاثاء 16-أبريل-1974

مشاهدات 13

نشر في العدد 196

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 16-أبريل-1974

ركن الطفل

تقدم المجلة زاوية «صحة الطفل» ليحتل مكانه المناسب في ركن الأسرة.

ويقوم بإعداد زاوية صحة الطفل.. طبيب الأطفال الدكتور مصطفى علي جزاه الله خيرًا 

 

الحلقة 1

 

صحة الطفل

الإنسان المسلم الحق هو الإنسان المتحضر، ولهذا كان المجتمع الإسلامي متميزًا عن غيره من المجتمعات وهكذا يجب أن يكون، إذ إنه لا يليق بالإنسان المسلم أن يكون مهملًا في تربية أولاده ورعايتهم خلقيًّا وصحيًّا مثل تحصينهم ضد الأمراض ودرء أخطار الحوادث والأمراض منهم بحدود مسؤوليته التي أناطها الله تعالى به «والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته.. »إنها مسؤولية كبيرة أمام الله تستلزم أن يكون الأب والأم محضن رعاية كاملة للبراعم المتفتحة في جو نظيف، جمل، سلیم، فهل لي أن أذكر كل أب بمسؤوليته نحو أبنائه بأن لا يتأخر بمعالجتهم حين المرض وأن لا يهمل حصوله على البطاقة الصحية مما يضطره أحيانًا إلى استعارة بطاقة جاره وهو لا يدري أي خطأ ارتكب! وسيكون حديثي في هذه الحلقة إعطاء لمحة موجزة عن حوادث الأطفال، وهي كثيرة جدًّا ومتنوعة وأكثر ما تكون بين السنتين والخمس سنوات من عمر الطفل وقد يصعب حصرها لكثرة أشكالها. ولكن الأم الواعية هي التي تستطيع أن تجنب طفلها الحوادث، حوادث الطرق بأن لا تترك طفلها يعبث بالشارع حتى إذا دهسته سيارة صاحت وأدركت مدى الإهمال الذي وقعت به. وحوادث البيت بأن لا تترك أمام طفلها كل ما يمكن أن يكون ضارًا له، إن حوادث شرب الكيروسين «زيت الكاز» كثيرة وما ينتج عنها من نزلات رئوية كثيرة.. وشرب التايد والكلوركس ودواء الصراصير وتناول العلاجات على اختلاف أنواعها؛ كل ذلك كثير بسبب إهمال الأم في ترتيب بيتها وتجنيب أطفالها ما يؤذيهم. لعب الأطفال تكون أحيانًا سببًا لحوادث الاختناق مثل البالونات أو تكون بها أدوات جارحة فلا بد من اختيار كل ما هو غير مؤذ أو ضار.

حوادث الحروق يمكن تجنبها حين لا تترك الأم أطفالها بجانبها بالمطبخ أو حينما تغسل!! او عندما لا تترك بين أيديهم علب الكبريت يلهون بها. 

ومن الحوادث الخطرة حوادث السقوط من مکان عال مثل شرفات الشقق العالية حيث إن بعض الأسر تترك أولادها بالبيت وتذهب لزيارات الأصدقاء أو لقضاء بعض حاجياتهم من الأسواق مما يترك أولادهم عرضة لأخطار لعبهم وسقوطهم من شرفة المنزل. 

هذه بعض الأسباب لحوادث الأطفال غير ما قد يسبب الطفل من حوادث لأقرانه إن كان بعيدًا عن مراقبة أهله. أرجو الله أن يوفق كل أم أن تكون مثالًا للأم الواعية المربية المسؤولة والقادرة على تربية جيل مؤمن قوي بإيمانه وفكره وجسمه.

د. مصطفى علي

الرابط المختصر :