; الأسرة (42) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (42)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يناير-1971

مشاهدات 35

نشر في العدد 42

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 05-يناير-1971

ابنة باكستان تخاطب ابنة العرب

كوني مسلمة

إن كلماتي إليك لا تعدو كونها تذكيرًا لك إن نسيت، وتبيانًا لحقائق يجب ألا تجهليها أبدًا.

إن الدور الذي يجب أن تلعبيه على مسرح الحياة هو دور المجاهدة الصابرة، تلتمس سبل النجاة لبني جنسها بالموعظة الحسنة، وإزاء ذلك فإن عليك أن تكوني القدوة والنموذج الصادق لكل من تنصحين، وإن نقاشك مع الآخرين يجب أن يكون علميًّا بنّاءً هدفه الوصول إلى الحقيقة.

عليك ألا تؤمني بأنصاف الحلول على حساب المبدأ فإنها كثيرًا ما تفسد عليك دينك وهيبتك، فإياك أن تستسلمي لدعاة الباطل ورسل إبليس إلى المغفلين والمغفلات من أبناء المسلمين. فالذين يقولون إن الفستان لا بأس أن يكون حتى منتصف الساق، ولا بأس أن تكشف الفتاة رأسها داخل سور المدرسة!!

قولي لهم: لماذا لا يكون الفستان حتى الكعب؟ هل يذهب ببهاء الفتاة، هل يعرقل مشيتها؟ كلا، ألف كلا إنها خطوة مبدئية لتقودك إلى حلول أكثر خطرًا وأبشع جرمًا.

لماذا لا تغطي الفتاة رأسها داخل سور المدرسة وخارجه، وهي تنشر الغسيل على السطح أو وهي داخل البيت؟ ألا تعلم أن عيون اللصوص تتجه في كل مكان، كلما وجدت منظرًا تحط عليه.

كوني مسلمة صادقة، إسلامك ينبع من إيمان بالله وشريعته وحاكميته المطلقة، لا كالذين يقولون هذا ما وجدنا عليه آباءنا!!

قولي للفتاة التي تكشف عن صدرها وساقيها وترخي شعرها على كتفيها وتسير متبرجة هل تفترضين كل الذين يسيرون في الشارع محارم لك؟ فسرت هكذا عابثة بدون تفكير، هل هؤلاء الذين تلمحينهم عن شمالك وعن يمينك «أزواج» فكشفت لهم عن فتنتك بهذه الصورة المخجلة المحزنة.

قولي لها: إنك لست مسلمة؛ لأنك اتخذت طريقًا غير الطريق الذي أراده الله لك، وهو واحد لا يتغير، قولي لها إن جوهر الفتاة أخلاقها وحياؤها، وجمالها وسمعتها، واعلمي أن الكلمة الطيبة تخرج من القلب الطيب ولا تستقر إلا في القلب الطيب.

أختي المسلمة: لا تستسلمي لأدعياء الباطل ولا يحزنك ما يخلعون عليك من أسماء، هم أحق بها وأجدر.

لا تتقاعسي عن واجبك ولا تجعلي الظروف تحكمك، فإن المسلم لا يستسلم للظروف، بل يصنعها تحت قيادته، احتسبي كل ما تعملين  لله في سبيل الله، وعيون الله ترعاك.

 

المرسلة
فوزية حسين –لاهور

باكستان الغربية

 

بنات النبي صلى الله عليه وسلم

 

{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ}

لقد وأد الناس في الجاهلية بناتهم رحمة بهن على زعمهم وإشفاقًا من مصير مجهول حتى جاء الإسلام وحرم الوأد والتجهم للأنثى فأنصفها وكرمها بأحكامه ومعاملاته، فمن حكمة الله عز وجل أن يكون محمد أبا بنات يتسامى بإنسانيته ومعاملته في رعايتهن ليكون القدوة للمؤمنين فيما ينبغي للبنت من حقوق صانها الإسلام، ومكانة تليق بحياتها ورسالتها.

وإن أبوة الرسول لبناته كانت حدثًا جديدًا في حياة المرأة العربية، حتى قال عمر بن الخطاب كنا والله في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم.

لقد وهب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم من البنات أربعًا هن زينب ورقية وأم كلثوم والزهراء وقد توفين جميعًا قبل وفاته عليه السلام إلا فاطمة فقد توفيت بعد والدها رحمها الله ببضعة شهور.

وهذه نبذة عن حياة كبرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم.

تزوجت زينب ابن خالتها أبا العاص بن الربيع قبل الدعوة الإسلامية.
وجاء الإسلام وآمنت زينب واتبعت رسالة والدها بالرغم من تجهم زوجها واستبداده بجاهليته، ولم يكن تعنته ومجافاته للدين الجديد سوى إبقاء على عزته القرشية، وبالرغم من إسلام زينب إلا أنها لم تظهر لزوجها إلا المودة والرحمة، وقد جاء أبو لهب أكثر من مرة محاولًا إقناع أبي العاص بتسريح زينب وردها لوالدها، ولكن خاب أبو لهب وتبت يدا أبي لهب.

ويرحل الرسول إلى المدينة مهاجرًا تاركًا ابنته زينب في مكة مشتتة الفكر بين زوجها وأبيها، وتأتي موقعة بدر الفاصلة بين المسلمين والكفار، ويهب أبو العاص مع قريش لمناوأة محمد وحرب الذين سندوه وأيدوه، وتنتهي المعركة ويأتي نذير رافعًا صوته بالنداء والبكاء معلنًا خيبة قريش وانكسارها ومعددًا أسماء القتلى والأسرى فيا لهفة زينب حين تسمع أن زوجها أسير.

وقام داعي مكة يدعو إلى فداء الأسرى وتلفتت زينب فلم تجد في حوزتها من المال ما يكفي لفدية أبي العاص، فأخذت قلادة كانت عندها أثيرة غالية قلدتها بها أمها خديجة وكانت هذه القلادة عزيزة عند أبيها فهي تحمل ذكرى بعيدة لا تقدر بثمن، وكانت هذه القلادة فيما حمل من مال في سبيل الفداء.

وطرحت الفدية أمام الرسول وصحبه وهتف أحد الحاضرين هذا عقد زينب بنت الرسول تفادي به زوجها أبا العاص، فيا موقفا لمحمد ما كان أروعه وما أشد ما كان فيه من ألم واستحياء. فسأل النبي صحبه عن رأيهم بشأن هذه الفدية فتجاوزوا عنها وردوها مع الأسير.

وباغتت زينب آيات من القرآن الكريم تحرم أن تكون المسلمة زوجة لمشرك، وهكذا تركت زينب زوجها على مضض وذهبت لوالدها في المدينة.

ويشاء الله سبحانه أن تتجلى حكمة الإسلام وسماحته مرة أخرى فبينما كان أبو العاص خارجا في تجارة لقريش، إذ هاجمه نفر من أصحاب محمد وسلبوا أموال قريش وتجارتهم، فكيف لأبي العاص أن يعود ويقابل أهله وعشيرته ومن ائتمنوه على أموالهم وخطرت بباله زينب فذهب إليها وطلب منها إجارته، وتذهب زينب إلى المسجد وتعلن أنها قد أجارت أبا العاص ويوافقها والدها ويجيره أيضا وكذلك فعل الصحابة وجمعوا كل بضاعة كانت في القافلة وردوها لأبي العاص كاملة غير منقوصة عن رضا وطاعة ورأفة، وشرح الله قلب أبي العاص للإيمان بعد ما شاهد ولكنه غادر المدينة بقافلته إلى مكة التي علمت بما حدث للقافلة من سلب ونهب، فلما وجدوا بضاعتهم ردت إليهم تعجبوا وأسلم كثير منهم وبعد تسليم أبي العاص البضاعة لأصحابها أعلن إسلامه.

وجمع الإسلام شمل الزوجين الحبيبين تحت ظله الظليل الذي انبسط في أرجاء مكة بعد فتحها، وضم أبو العاص زوجته إليه بعد فراق ست سنوات.

وبعد مدة ذهبت زينب لزيارة والدها في المدينة، ولكنها هوجمت في الطريق وطعنها هبار بن الأسود وحملت إلى ديار بني عبد مناف بين مكة والمدينة، وسمع والدها وزوجها بالخبر فذهبا إليها وظلا معها وهي تعالج سكرات الموت حتى لقيت الرفيق الأعلى، وذهب المسلمون يبحثون عن الذي تسبب في موت ابنة النبي فلم يعثروا عليه حتى جاء بنفسه وطلب من النبي الصفح والعفو فعفا عنه.

كانت وفاة زينب بعد عام من جمع الشمل وعودة الصفاء بين الزوجين، وكان أبو العاص بعدها مثال الولاء والإخلاص.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة - العدد 6

نشر في العدد 6

25

الثلاثاء 21-أبريل-1970

الاحتشام سر الجمال

نشر في العدد 8

59

الثلاثاء 05-مايو-1970