; الأسرة (55) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (55)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-أبريل-1971

مشاهدات 64

نشر في العدد 55

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 13-أبريل-1971

خدعوها فقالوا: المرأة فستان وطبخة!

  بقلم: هشام الحسيان

هكذا أصبحت المرأة في نظر الكثير من الناس، لقد صوروها بإطار ضيق محدود لا تكاد تتحرك فيه وجعلوا تفكيرها وجل اهتمامها فيما تلبسه من أنواع الفساتين وألوانها وموديلاتها، وماذا تستطيع أن تأكل هذا الصباح على مائدة الإفطار، وعند الغداء، وفي المساء؟ وأغلقوا في وجهها الأبواب الخيرة، الأبواب التي توصلها إلى الإدراك الكامل بشؤون حياتها، ومعرفة حتى الشيء البسيط من أمور دينها، لقد أصبحت المرأة عن طريق دعواتهم الضالة تلهث صبح مساء وراء كل جديد في عالم الأزياء، تبحث عما ترسمه باريس لها من أنواع الموديلات حتي تسابق الأخريات في مظهرها؛ لتسمع التصفيق الحاد من أولئك البشر المستهترين بالقيم الخلقية، والذين لا يقيمون للحياء والخجل وزنًا، صارت تسايرهم في كل ما يقولون ترتدي الفستان الفاضح حتى تصبح في نظرهم امرأة عصرية، وتملأ وجهها بالمساحيق التي لا مبرر لها كي تسمع كلمة إطراء وثناء من أولئك الأوغاد، وتتسابق مع الأخريات في تصفيف شعورهن حتى لا تنافسها أخرى من بنات جنسها، وتظهر بالشكل الذي حددته لها، فئة ماكرة تتخذ من هذه الإنسانة الضعيفة المغلوبة على أمرها مصدرًا من مصادر الرزق، وزينوا لها هذه المظاهر بغلاف براق لامع، وحشوا تفكيرها بأقاويل لا آخر لها وبأن المرأة ملك للآخرين لا ملك لزوجها، وعليها أن تلبس ما يلفت النظر، ويسلب العقول هكذا دائمًا يقولون لها، وهي لا تتردد في مسايرتهم؛ حتى تحتفظ بمكانتها بينهم وحتى لا يفوتها الركب، وتصل إلى الشيخوخة التي لا تترك لها مجالًا للظهور بهذا المظهر المنافي لأبسط قواعد الدين والأخلاق والقيم، لقد ضحكوا عليها وتصورت أنهم صادقون معها إلى أبعد الحدود، وجاءت أجهزة الإعلام وأيدت هذا الكلام وصارت تقدمها بنفس الشكل الذي صوره لها الآخرون، لقد أصبحت حياتها نوعًا من المتناقضات، وتجد نفسها دائمًا تدور في حلقة مفرغة لا أول لها ولا آخر، وصاروا يكررون لها الأسطوانة المرة تلو المرة وهي تستمع إليها بلهفٍ بالغٍ؛ لأنها ترضي نفسيتها التي تطبعت بهذه الطباع، بعد أن أبعدوها كل البعد عن الطريق الصحيح الذي رسمه ديننا الحنيف للمرأة، أبعدوها عن دورها الهام في حياتها كأم وكزوجة وكربة بيت عليها من الواجبات الشيء الكثير، وأن دورها في الحياة لشيء عظيم، وعلى يدها تنشأ وتنمو أجيال المستقبل ورجال الغد، ونساؤها الذين سيعتمد عليهم مجتمعنا.

 يجب أن تعي المرأة ما يدور حولها، وتنتشل نفسها من الهوة العميقة التي لو هوت فيها فأنها لا شك خاسرة مكانتها وسمعتها واسمها مدى الحياة، عليها ألا تندفع وراء تيار المدنية الجارف المبني على الزيف والمكر والخداع، فالأشياء الدنيوية البراقة لا تغني من جوع ولا تروي من عطش.

 وهي إن بقيت على هذه الحال فإن المستقبل سوف يحطم حياتها ويجعلها جثة هامدة لا حراك فيها، ومن ثم مضغة في أفواه البشر، والمرأة العاقلة المدركة لأمور دينها ودنياها لا ترضى لنفسها أن تصل إلى هذا المستوى من الانهيار، ولا تقبل أن يمسها الآخرون بكلمة قاسية تجرح كرامتها وأحاسيسها ومشاعرها، والإغراءات الدنيوية لا حدود لها ولا نهاية، وهي متى ما اندفعت و انصاعت وراء كل جديد فإنها ستجد نفسها في ضياع دائم، تتخبط في طريقها بلا هدف ولا قصد، وسوف تجد من يشجعها على مثل هذه التصرفات من أولئك الذين يصطادون في الماء العكر، ويزينون لها كل حركة من حركاتها، ويبتدعون لها شتى الأساليب حتى يجذبوها إليها، وتصبح بالتالي دمية في أيديهم يحركونها أنی شاءوا، هذا ما وصلت إليه المرأة في أيامنا هذه، لقد شوهوها من جميع الجوانب، بشكلها، بمظهرها، بأسلوبها في الحياة، بتفكيرها، بعباداتها، وطباعها.

غيروا كل شيء فيها وأبعدوها عن الواقع عن الطريق السليم، والمرأة لم تكن في العهد الماضي بهذا الشكل، كانت تحس وتدرك تمام الإدراك بدورها العظيم المقدس في الحياة، دور الأم بعاطفتها الجياشة تجاه أبنائها وتضحيتها إلى أبعد الحدود في سبيل عزتها وكرامتها، والعمل بجد ونشاط على خلق جيل صالح من أبنائها وبناتها، والقيام بواجبها الكامل تجاه شريك حياتها وتقاسمه شظف العيش، وتقف معه في السراء والضراء، وهي لا تألو جهدًا في القيام بأي عمل حتى لو كان شاقًا لمجتمعها؛ حتى تستطيع أن تصل به مع أمثالها إلى المستوى اللائق الذي يرضي ذوي العقول النيرة.

 كانت لها بطولات شتى في ذلك الماضي القريب، ومواقف خالدة يشهد لها كل صغير وكبير، وتاريخنا الإسلامي العظيم حافل بالسير العطرة للنساء المسلمات الخالدات، نساء عاهدن الله أن يكن قدوة صالحة لكل صغير وكبير، وتكون لهن أيادٍ بيضاءٍ في التاريخ الإسلامي المجيد، لم يفكرن في القشور الدنيوية الزائلة، لم يتسابقن وراء كل بدعة جديدة، عشن في واقع ملموس، وأنبتن شخصيتهن ومكانتهن بين الآخرين في ذلك الوقت، وصارت المرأة مضرب مثل من الحكمة في تلك العصور، ونساؤنا في العصر الحاضر لو افتدين بسابقاتهن لخلدهن  التاريخ، وجعل لهن صفحات بيضاء ناصعة وسجلًا حافلًا بأدوارهن البطولية في الحياة، وإننا بانتظار ذلك اليوم الذي نرى فيه المرأة تفكر آخر ما تفكر بلون الفستان وشكل الطبخة، ونجدها وقد وقفت قوية صلبة في وجه كل تيار جديد جارف، عندها سنقول أن المرأة قد أثبتت دورها فعلًا، وأدت واجبها كاملًا تجاه مجتمعها وأمتها ودينها الإسلامي الحنيف، وإن غدًا لناظره قريب.

 

كيف تقي المرأة نفسها من الإصابة بأمراض القلب؟

يجب على المرأة أن تحرص دائمًا على عدم زيادة وزنها بالإفراط في الطعام عن المعدل المطلوب؛ لأن السمنة تزيد من نسبة حدوث المرض بحوالي ٤٠٪، وأهم ما يجب أن تراعيه أيضًا في طعامها هو عدم الإكثار من تناول المواد الدهنية؛ لأنها تساعد على تصلب الشرايين، وبالتالي الإصابة بأمراض القلب، ثم عليها بعد ذلك أن تمارس بانتظام وبصفة مستمرة بعض الرياضة الخفيفة، كرياضة المشي، وأن تتحاشى بقدر الإمكان الاستسلام للقلق النفسي، وتهتم بالترفيه عن نفسها بين وقت وآخر.

 

كريم لا يرضى ببخل

وآمرة بالبخل قلت لها أقصري

                فليس إلى ما تأمرين سبيل

أرى الناس خلان الجواد ولا أرى

                بخيلًا له في العالمين خليل

وإني رأيت البخل يزري بأهله

             فأكرمت نفسي أن يقال بخيل

عطائي عطاء المكثرين تكرمًا

                ومالي كما قد تعلمين قليل

 

كلوا واشربوا ولا تسرفوا

طبق من تركيا

أرز بالطماطم والفلفل الأخضر

المقادير: كوب أرز- ملعقة كبيرة سمن- بصلة مفرية ناعمة- ملعقتان كبيرتان فلفل أخضر مفري- كوب ونصف کوب بهریز– كوب ونصف كوب طماطم مصفاة- قليل جدًا من القرنفل الناعم- ملح وفلفل.

الطريقة: يغسل الأرز جيدًا بعد تنقيته، ثم يجفف جيدًا، ثم يقدح السمن ويضاف إليه الأرز المغسول المجفف والفلفل الرومي المفري والبصل، ويقلب الخليط باستمرار على النار لمدة عشر دقائق حتى يصفر لون الأرز، ثم تضاف بقية المقادير ويترك على النار لمدة خمس دقائق، ثم تهدأ الحرارة ويترك على النار الهادئة لمدة عشرين دقيقة، ثم يصب في طاجن أو في صحن فرن مدهون بالسمن، ويرش السطح بالبقسماط وتوزع قطع السمن أو الزبد على السطح ثم ترش الجبن الرومي، ويدخل في فرن متوسط الحرارة لمدة ٢٥ دقيقة أخرى حتى يحمر الوجه، ثم يُقدم ساخنًا بمفرده أو مع اللحوم أو الطيور.

أكلة.. لبنانية

من أحب الأكلات اللبنانية (التبولة)، (الكبة النيئة)، والتبولة تصنع من برغل منقوع في المياه ومدقوق ومخلوط بالبقدونس المفري والنعناع والليمون وقطع الطماطم وزيت الزيتون، والكبة النية لا تزيد على قطع من لحم الخروف التي تدق جيدًا ويضاف إليها بصل مفروم وقليل من البرغل المدقوق بعد نقعه في المياه فترة من الوقت، وقليل من الفلفل والبهار والملح ثم يرش عليها زيت الزيتون وتؤكل هكذا نيئة.

 

قرأت

«وصية»

كتب عبد الملك بن مروان وصية زیاد بیده، وأمر الناس بحفظها وتدبر معانيها وهي «أن الله -عز وجل- جعل لعباده عقولًا عاقبهم بها على معصيته، وأثابهم بها على طاعته، فالناس بين محسن بنعمة الله عليه، ومسيء بخذلان الله إياه، ولله النعمة على المحسن والحجة على المسيء، فما أولى من تمت عليه النعمة في نفسه ورأى العبرة في غيره بأن يضع الدنيا بحيث وضعها الله، فيُعطي ما عليه منها، ولا يتكثر مما ليس له فيها، فإن الدنيا دار فناء ولا سبيل إلى بقائها، ولا بد من لقاء الله -عز وجل- فاحذركم الله الذي حذركم نفسه، أوصيكم بتعجيل ما أخرته العجزة قبل أن تصيروا إلى الدار التي صاروا إليها فلا تقدروا فيها على توبة، وليس لكم منها أوبة، وأنا استخلف الله عليكم واستخلفه منكم.

 

بين الروح والمادة

العالم لا يحتاج اليوم إلى إصلاح المادة، ولكن إلى إصلاح الروح.

إن المادي ينظر إلى الوردة فيقدرها بثمنها القليل بالسوق، والروحي ينظر إليها فيرى جمالها لا يقدر بثمن، إن المادي بارد العواطف يقدر الناس بقدر ما ينال منهم.

والروحاني يرى في كل إنسان أخًا يعينه ما أمكن، ويأخذ بيده إذا عثر، ويرحمه إذا كبا، ويمده بالسعادة إذا شقي.

وصية

من خطباء بني هاشم: عبد الله بن الحسن بن الحسن، وهو القائل لابنه إبراهيم أو محمد:

أي بني إني مؤد إليك حق الله في تأديبك فأد إلي حق الله في حسن الاستماع، أي بني كف الأذى وارفض البذا، واستعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك فيها إلى القول، فإن للقول ساعات يضر فيها الخطأ، ولا ينفع فيها الصواب، واحذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحًا كما تحذر مشورة العاقل، إذا كان غاشًا يوشك أن يورطاك بمشورتهما، فيسبق إليك مكر العاقل وغرارة الجاهل.

قالت أعرابية حين خاصمها ابنها: أما كان بطني لك وعاء؟ أما كان حجري لك فناء؟ أما كان ثديي لك سقاء؟

 

خطبة من خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، إن المؤمن بين مخافتين: بین عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبین آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الموت فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.

 

من خطبة إياد قس بن ساعدة قبل الإسلام قال:

آیات محكمات مطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهبٍ وآت، ضوء وظلام، وبر وآثام، ولباس ومركب ومطعم ومشرب، ونجوم تمور، وبحور لا تفور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، ولیل داج، وسماء ذات أبراج، مالي أرى الناس يموتون ولا يرجعون، أرضوا فأقاموا، أم حبسوا فناموا؟

 

استعانة

وكان أبو الدرداء يقول: أبغض الناس إلي أن أظلمه من لا يستعين علي بأحد إلا بالله.

ندم

قال لقمان لابنه: أي بني إني قد ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت.

وقال الشاعر:

ما إن ندمت على سكوتي مرة

             ولقد ندمت على الكلام مرارًا

 

الله المستعان

قال عمر بن ذر رحمه الله: «الله المستعان على ألسنة تصف، وقلوب تعرف وأعمال تخلف».

 

الرابط المختصر :