العنوان الأسرة.. عندما يشتكي الآباء والمربون
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-ديسمبر-1982
مشاهدات 17
نشر في العدد 600
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 21-ديسمبر-1982
كثيرًا ما يشتكي الآباء والمربون من أن نصائحهم لأبنائهم تذهب سدى فلا يرون لها أثرًا في تعديل سلوك الأبناء، لمثل هؤلاء نقول: راجعوا أنفسكم في نصائحكم لأبنائكم. هل تقيمون أنتم هذه المثل الأخلاقية التي تطالبوهم بالامتثال لها.
فإذا وجدتم أنكم لا تطبقون مثل هذه القيم فكيف تطالبون غيركم بتطبيقها، فعدم توفر القدوة الحسنة من الأخطاء التربوية الفادحة فمثلًا نجد الأب الذي ينهي ابنه عن شرب السجائر ولا يمتنع هو عن شربها أمام ابنه أو قد يكلفه لشراء بعضها.
وقد يظن بعد ذلك الابن أن هذه السجائر لا تخلو من الفائدة وإلا لامتنع والده عن تعاطيها.
ونجد بعض المدرسات يطالبن الطالبات بالامتثال لقواعد أخلاقية معينة كالالتزام بالملبس المحتشم والابتعاد عن مظاهر التبرج، حتى أن إحداهن تقيم الدنيا وتقعدها إذا رأت طالبة تضع شيئًا من المكياج والأصباغ على وجهها وإذا ما نظرنا إلى هذه المدرسة وجدنا وجهها يعرج ويزخر بالأصباغ.
لمثل هؤلاء الآباء والمربون نقول إنهم هم السبب في انحراف الأبناء عن جادة الصواب لافتقادهم القدوة الحسنة.
ونوجه لهم اللوم الرباني حين يقول تعالى: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ (سورة الصف: 3).
أم عبدالله
الصبر عند البلاء
كنت دائمًا أسأل نفسي هل إذا أصبت بمصيبة أو ابتلاء أكون من الصابرات وأرجع الأمر إلى الله سبحانه وتعالى أم أجزع من المصيبة.
لا يخفى على أحد أن كل إنسان لابد وأن يتعرض لمصيبة أو ابتلاء إما بفقد عزيز عليه أو بمرض أو بخسارة في مال أو بأي مصيبة أو ابتلاء آخر يبتليه به الله، وهنا قلت لنفسي لا بد من اللجوء إلى كتاب الله وسنة نبيه، وقراءة الكتب الإسلامية وذلك حتى يدرب المسلم نفسه على تلقي المصائب والابتلاءات، وعندما أصبت بمصيبة فقد إحدى قريباتي وجدت نفسي صابرة وغير جزعة من المصيبة فحمدت الله على ذلك وسألته إن يمنحني مزيدًا من الصبر والسلوان.
ومن رحمة الله بنا أنه جعل بين أيدينا معينًا وزادًا نستزيد منه في جميع أحوالنا ألا وهما كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- نستلهم ونستزيد منهما ما يعيننا على الصبر عند البلاء، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ (سورة البقرة: 156 – 157). وقوله ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (سورة الزمر: 10). وغيرها من الآيات الكثيرة التي تتعرض للصبر عند البلاء وتبين أجر الصابرين.
قالت أم سلمة، رضي الله عنها: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها» إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها قالت: فلما توفى أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخلف الله تعالى لي خيرًا منه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أخرجه مسلم.
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «الصبر عند الصدمة الأولى» فيجب علينا يا أخواتي أن نصبر عند الابتلاء وأن نرجع الأمر إلى الله- سبحانه وتعالى- حيث أنه لا يعمل إلا ما فيه خيرنا وصلاحنا، وأخيرًا نسأل الله تعالى أن لا يرينا مكروهًا.
أم صهيب
المرأة والفتن
المرأة المسلمة بحاجة إلى تدبر آيات الله وما أنزل في كتابه الكريم بشأن النساء، وأن تتأسى ببيت النبوة في التربية والإعداد والتطبيق الدقيق لشرع الله عز وجل.
والمرأة بحد ذاتها تهوى الفتنة، وتغرها الأزياء والأضواء والثناء وشياطين الإنس يعرفون ذلك فهمسوا وصرخوا بأذان النساء أنكن كذا وكذا....
وأنتن أهل لأن تتحملن المسئولية وتطالبن بالحرية و... و...
والمرأة المسلمة خاصة – تتعرض لهذا الغزو الخطير وتسعى كل الجهات التي تعادي الإسلام أن تخرجها من دائرة النظرة السليمة والمنهج القويم لتدخل في تصوراتها قيمًا زائفة وتثير عندها الاهتمام بالأزياء الحديثة، والصور العصرية وتقنعها بأن ذلك ضرورة لازمة للمرأة والحياة العصرية وأنه من الأمور التي لا غبار عليها.
فالفطانة لها أهمية كبرى في حياة المسلمة الداعية إلى الله فعليها أن تفطن إلى نتائج الترف والتي تؤدي بدورها إلى إفساد تصورات المرأة وسلوكها وتحطيم كيان الأسرة وإحداث الفصام بين المرأة والرجل الداعية الذي كان يتمنى أن تكون المرأة إلى جانبه تسعى لمرضاة الله.
أم منيرة
قصص الأنبياء والمرسلين للأطفال
قصة يوسف عليه السلام
18- بين يوسف وإخوته
وكلمهم يوسف وقال لهم: من أين أنتم؟ قالوا: من كنعان. قال: من أبوكم؟ قالوا: يعقوب بن إسحق بن إبراهيم «عليهم الصلاة والسلام»، قال: هل لكم أخ آخر؟ قالوا: نعم لنا أخ اسمه بنيامين، قال: لماذا لم يحضر معكم؟ قالوا: لأن والدنا لا يتركه ولا يحب أن يبعد عنه. قال: لأي شيء لا يتركه هل هو ولد صغير جدًا؟ قالوا: لا ولكن له أخ اسمه يوسف ذهب معنا مرة وذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب! ضحك يوسف في سره ولكن لم يقل شيئًا واشتاق يوسف إلى أخيه بنيامين وأراد الله أن يمتحن يعقوب مرة ثانية، فأمر لهم يوسف بالطعام وقال لهم:
﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ (سورة يوسف: 59) ولا تعطون طعامًا إذا لم تأتوا به!
وأمر يوسف بمالهم فوضع في متاعهم.
١٩- بين يعقوب وأبنائه
رجعوا إلى أبيهم وأخبروه بالخبر وقالوا له: أرسل معنا أخانا وإلا لا نجد خيرًا عند العزيز، وطلبوا من أبيهم يعقوب أن يرسل بنيامين وقالوا: ﴿إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (سورة يوسف: 12)
قال يعقوب: ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ﴾ (سورة يوسف: 64)
هل نسيتم قصة يوسف؟ أتحفظون بنيامين كما حفظتم يوسف؟ ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
ووجدوا مالهم في متاعهم فقالوا لأبيهم: إن العزيز رجل كريم. قد رد مالنا ولم يأخذ منا ثمنًا، أرسل معنا بنيامين تأخذ حقه أيضًا، قال لهم يعقوب لن أرسله معكم حتى تعاهدوا الله أنكم ترجعون به إلا أن تُغلبوا على أمركم، وعاهدوا الله، وقال يعقوب ﴿اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾ (سورة يوسف: 66).
وقال يعقوب لبنيه ﴿يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ (سورة يوسف: 67).
أم عامر
ما ينبغي علينا في الحديث والتحدث!
1- من أدب الحديث النظر إلى المحدث وعدم مقاطعته أثناء الحديث وعدم تسفيه رأيه أو تكذيبه وإذا اضطر لتصحيح خبر، أو فكرة فليكن بالحكمة والمودة والاحترام.
٢- أن يُعطى لكل مجلس حقه فلا يهزل في مجلس الجد ولا يضحك في مجلس الحزن
مراعاة لشعور المحزونين.
3- أن لا يكثر الكلام وأن لا يتكلم فيما لا يعنيه -أي فيما لا يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه- ففي الحديث: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
قال إبراهيم بن أدهم: «يُهلك الناس خلقان فضول المال وفضول الكلام».
4- أن لا يكثر الكلام عن نفسه ومأثره، ولو كان صادقًا قيل لحكيم ما الصدق القبيح؟ قال: ثناء المرء على نفسه.
ويقول تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (سورة النجم: 32).
5- أن يكون الحديث في خير كبر الوالدين، أو صلة رحم أو إصلاح بين الناس ففي الحديث: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيلقل خيرًا أو ليصمت».
ويقول تعالى: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ (سورة النسا: 114).
6- لا ينقل خبرًا قبل التأكد منه، ولا يفشي سرًّا لم يأذن صاحبه بنشره، ففي الحديث عن أبي هريرة: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ماسمع»، ويقول تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (سورة ق: 18).
أم عبد الرحمن
همسة في أذنك يا من تقرئين القرآن
أختي في الله إذا أردتِ أن تقرئي في كتاب الله عز وجل فعليكِ أولًا أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وذلك للأسباب الآتية:
- أولًا: أن القرآن شفاء لما في الصدور يذهب لما يلقيه الشيطان من فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة.
- ثانيًا: أن القرآن مادة الهدى والعلم والخير في القلب كما أن الماء مادة النبات والشيطان نار يحرق النبات أولا فأولا، والفرق أختي بين السبب الأول والثاني أن الاستعاذة في السبب الأول لأجل حصول فائدة القرآن، وفي السبب الثاني لأجل بقائها وحفظها وثباتها.
- ثالثًا: إن الملائكة تدنو من قارئ القرآن وتستمع لقراءته والشيطان ضد الملك وعدوه فأمر القارئ أن يطلب من الله تعالى مباعدة عدوه عنه حتى يحضره خاصة ملائكته.
رابعًا: إن الشيطان يجلب على القارئ خيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن وهو تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به سبحانه.
- خامسًا: إن القارئ يناجي الله- تعالى- بكلامه والله- تعالى- أشد أذنًا للقارئ الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته، والشيطان: إنما قراءته الشعر والغناء.
- سادسًا: أن الله- سبحانه- أخبر أنه ما أرسل من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان من أمنيته فإذا كان هذا فعله مع الرسل- عليهم السلام- فكيف بغيرهم؟
- سابعًا: أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير أو يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ ليقطعه عنه.
- ثامنًا: إن الاستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن المأتي به بعدها «القرآن» ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي تلاوة غيره.
أم سليمان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل