الثلاثاء 22-يونيو-1971
الأندية الصيفية ومشكلة الفـراغ
تحقيق: أبو هالة
§ إن الأمة التي لا تُعنى بشبابها في كل حالاتهم.. ولا توجه وترقب وتساهم في عمليات البناء لشخصياتهم.. تسلمهم بأيديها للمؤثرات العاصفة التي تأتيهم بها الرياح الهُوج من هنا وهناك.. فتصيح لتفيق يومًا على البناء الهش وقد تطاير في الهواء.. لا توجد على الأرض إلا بعض من بقاياه..
الفراغ
§ وإذا كان الفراغ من أسوأ الحالات التي يُعانيها الناس عمومًا.. إلا أنها من أخطر الفترات التي تمر بها حياة الشباب فقد تتحوّل بها رحلة الحياة بكاملها انحرافًا أو استقامةً ضياعًا أو أهمية..
ولذلك كان ذلك كله مما يعنيه حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
لقاؤنا في وزارة التربية
§ وسعيت إلى وزارة التربية التي تقوم على تربية الجيل ورعاية الشباب.. أبحث عن استعدادها لمواجهة هذه الفترة العصيبة من العام.. والتي يلتقي فيها الآلاف من شبابنا على مشاكل العطلة الصيفية وأهمها الفراغ..
وفي مبنى الوزارة بالدور الثالث حيث توجد إدارة النشاط المدرسي رأيت المسئولين هناك لا يكادون ينصرفون من اجتماع إلا إلى آخر.. دراسة وبحثًا واستعدادًا.. لكل ما يخرجون به علی الشباب في صيف هذا العام.
مع مدير إدارة النشاط المدرسي
والتقيت بالسيد/ عبد الوهاب الزواوي مدير إدارة النشاط المدرسي حيث كان لنا معه هذا الحديث:
٢٦ ناديًا صيفيًّا
هل يمكن لسيادتكم أن تذكروا لنا متى نشأت فكرة النوادي الصيفية للشباب؟
ـ بدأت فكرة الأندية الصيفية منذ عام ١٩٥٤.. ولكنها لم تأخذ صورة الاستمرار إلا في عام ١٩٦١ في اثنتين من المدارس، واشترك بها حوالي ۲۰۰ طالب، وبدأ عدد الأندية يتزايد ليصبح في العام الماضي ۱۹۷۰ أربعة وعشرين ناديًا للبنين والبنات، واشترك فيها حوالي ۱۷۰۰۰ طالب وطالبة، وتزايد عدد الأندية في هذا العام ۱۹۷۱ ليصبح ستة وعشرين ناديًا تخدم جميع مناطق دولة الكويت.
تكوين العلاقات الاجتماعية
ـ كيف نبتت الفكرة وخرجت إلى حيز الوجود؟
ـ لقد أدركت وزارة التربية أن مهمتها يجب أن تمتد إلى ما بعد وقت العام الدراسي.. لتضمن استمرار الرسالة التربوية خلال العطلة الصيفية.. وليجد الأبناء المكان المناسب للتدريب على تكوين العلاقات الاجتماعية السليمة..
فمن هنا نشأت فكرة الأندية الصيفية كاستجابة طبيعية لتنمية هواية الشباب وصقلها، وشغل أوقات فراغهم بما هو نافع ومفيد.
ـ هل شارك وزارة التربية جهات أخرى في نشاطها؟
ـ إن كل وزارات الدولة تخدم المجتمع وفي مقدمته الشباب والفتية لكل وزارة أسلوبها وتخطيطها لعملها.
المكان المناسب للحماية من الانحراف
ـ ما هو الغرض الذي من أجله أنشئت النوادي؟
ـ الأندية الصيفية هي المكان المناسب لحماية الطلبة والطالبات من التعرض للانحرافات.. بالإضافة إلى أنها تساعد على صقل مواهبهم، وتنمية شخصياتهم بما فيها من إمكانات وإشراف وتوجيه للفرص الصالحة لقضاء أوقات الفراغ في نشاط مُحبب إلى النفس في جو تربوي سليم.
البرامج مَرِنة
ـ هل يمكن لسيادتكم أن تعطونا فكرة عن البرنامج الذي أعددتموه للنوادي وأوجه النشاط المختلفة؟
ـ تتميز برامج النشـاط بالأندية الصيفية بكونها تتسم بالتحرر والمرونة، وهي مستوحاة من حاجات الطلبة والطالبات وميولهم، فهناك النشاط الفني والرياضي والاجتماعي والثقافي والعلمي ولكل منها شُعَبٌ مختلفة ولا بد لنا أن نُنَوِّهَ إلى أنه كلما تنوعت هذه الجماعات تمكن الطالب من اختيار الجماعة التي تشبع ميوله وتحقق رغباته.
ـ هل يشارككم تفتيش التربية الإسلامية في نشاطات النوادي؟
ـ تتعاون جميع أجهزة الوزارة بكل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير الرعاية الكاملة للطلبة والطالبات.
تدليل الشباب..
ـ يتهم الشباب الكويتي بظاهرة التدليل فما مدى صحة هذا الاتهام وكيف يتم اجتذابه إلى المشاركة في النوادي ونشاطاتها؟
ـ من الملاحظ أن ظاهرة التدليل لدى بعض الشباب ما هي إلا نتيجة لما يُتاح لهم من فرص سخية وتهاون وانشغال أولياء أمورهم عنهم والتساهل في تحقيق رغباتهم مما يدفعهم إلى الشعور بالغرور والتمادي فيه، وإذا لم تواجه هذه الظاهرة بالحكمة، والطرق المناسبة أخذتهم إلى طريق الانحراف.
ومن هنا نجد أن الوزارة في سعيها الدائب نحو خدمة الشباب أقامت لهم، الأندية الصيفية كظاهرة من ظواهر شغل الفراغ واستثمـــاره لصالحهم وصالح وطنهم ولذا فيمكن لهذه الأندية أن تجتذب الشباب، وتحتضنهم بما توفّره لهم من إمكانات وخِدْمَات فنية وثقافية واجتماعية ورياضية وعلمية..
نوادي الفتيات
هل أعدَّت الوزارة نواديَ للفتيات وما هي أوجــه نشاطاتها؟
ـ تكفل وزارة التربية الرعاية التامة للطلبات خلال العام الدراسي وأثناء العطلة الصيفية فافتتحت هذا العام «۱۹۷۱» سبعة أندية للطالبات تخدم جميع مناطق دولة الكويت وذلك لممارسة أوجه الأنشطة المختلفة التي تسد حاجات الطالبات وميولهن وصقل مواهبهن بإشراف مدرسات متخصصات وذوي خبرة في هذا المجال.
تحقيق الأهداف
من تجاربكم السابقة هل تعتقدون أن النوادي أدّت أهدافها في الأعوام السابقة؟
ـ إن الطاقة الحيوية للشباب تحتاج إلى مُتَنَفَّس للتعبير عنها دائمًا، والأندية الصيفية هي خير مجال لذلك ففيها توجيه لهذه الطاقات إلى ما فيه صـالح الشباب والمجتمع.. والوزارة في كل عام تزيد عدد الأندية إيمانًا منها بأن هذه الأندية تُحقّق الأهداف المنشودة وتخدم الشباب لما فيه الخير.
تجديد النشاط الفكري والجسماني
ـ ما هي نصيحتكم التي توجهونها للشباب على صفحات المجلة؟
ـ تقوم الدولة بتوفير كل السبل للارتقاء بالشباب.. ومن هنا كان على الشباب أن يستغلها بما هو نافع ومفيد.. فلا يبدد وقته فيما لا يعود بالفائدة، وبقدر ما نجد عطلة الصيف ملكًا للطالب، بقدر ما نطالبه بأن يعتبرها فترة انتقال من عام دراسي مضى ليستقبل عامًا دراسيًّا جديدًا.
ومن هنا كان على الطلبة ألا يعتبروها عطلة كسل بل هي تجديد للنشاط الفكري والجسماني.
ـ وخرجت من مكتب السيد عبد الوهاب الزواوي.. أَرمُقُ من بعيدٍ شبابَنا وهم يقدرون جهود المسئولين.. ويُهرَعون إلى النوادي يأخذون منها ما يملأ فراغهم.. ويزيدهم علمًا وثقافة وينهض بهم قوة وعافية.. ويحققون الأمل المعقود عليهم.
أبو هالة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970