; الإخلاص.. معناه مكانته وأثره | مجلة المجتمع

العنوان الإخلاص.. معناه مكانته وأثره

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 22-أبريل-1975

مشاهدات 70

نشر في العدد 246

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 22-أبريل-1975

الإخلاص في العبادة شرط في صحتها وإليك الأدلة على ذلك:

إن الله- تعالى- خلق البشر ولم يخلقهم عبثًا ولم يتركهم سدى بـل أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب وفرض عليهم العبادة كما قال- سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56).

والعبادة كما بينها شيخ الإسلام ابن تيمية هي «اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة» وبعد ذلك اشترط عليهم أن يخلصوا فيها ولا يشركوا معه أحدًا وبذلك أمرهم قال- تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (البينة: 5).

وقال الله- تبارك وتعالى: ﴿وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 111- 112). وقال أيضًا: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (النساء: 125)، وقال أيضًا: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء:145- 146). وقال أيضًا: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (البقرة:135).

وقال أيضًا: ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (البقرة:138- 139).

وقال أيضًا: ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (الأعراف:29).

 

معنى الإخلاص ومكانته وثمرته

أولًا: معنى الإخلاص في اللغة: التنقية من الشوائب وجعل الشيء محضًا غير مشوب فالمخلص لله من جعل دينه محضًا له وحده أي عبده ولم يشرك معه غيره، ولم يراء بعمله أحدًا.

ومعناه الشرعي: إخلاص العمل لله وحده دون إشراك غيره من الشوائب التي تفسده.

ثانيًا: مكانة الإخلاص في الشريعة الإسلامية وأقوال العلماء فيه:

لقد ذكرنا في صدر الكلمة الآيات الدالة على مكانة الإخلاص في الشريعة الإسلامية وهذه جملة من أحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأقوال العلماء لزيادة توضيحه وبیان أهمیته.

هذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث المشهور الذي يرويه عمر بن الخطـاب- رضي الله تعالى عنه: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» متفق عليه. وهذه عائشة- رضي الله تعالى عنها- تقول: قال النبي- صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهـاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا» متفق عليه.

وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم» رواه مسلم.

وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» متفق عليه. وعن أبي العباس عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب- رضي الله تعالى عنهما- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه- عز وجل- قال: «إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة» متفق عليه.

واعلم- رحمك الله- أن النية ومتابعة الرسول- صلى الله عليه وسلم- شرطان متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 112).

قيل من أخلص وجهه لله وخص الوجه بالذكر لكونه أشرف ما يرى من الإنسان ولأنه موضع السجود وقيل الوجه المقصد أي من أخلص مقصده لله وهو محسن أي مطابقًا لما جاء به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال الفضيل بن عياض: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، الخالص أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة.

ولنا عبرة في قصة أول ثلاثة تسعر بهم نار جهنم؛ قارئ للقرآن ومنفق لماله في الخير ومجاهد في سبيل الله والسر في ذلك أنهم جميعًا ابتغوا السمعة والرياء في أعمالهم فانهدم العمل بانهدام النية والقصد ويكفينا هذا المثال موضحًا هذه الحقيقة البديهية.

ويقول الله- تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(الكهف:110).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى: فلا بد من العمل الصالـح وهو الواجب والمستحب ولا بد أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى.

وقال ابن القيم- رحمه الله- في كتابه الفوائد: «لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكهف ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين.

ثالثًا: ثمرة الإخلاص:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء:145- 146).

فلا بد من التوبة والصلاح والاعتصام بالله والإخلاص له في الدين حتى يكون الأنسان مؤمنا فيعطيه الله الأجر العظيم ويكتبه مع الفائزين.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه التحفة العراقية في الأعمال القلبية: وأما الإخلاص فهو حقيقة الإسلام، إذا الإسلام هو الاستسلام الله لا لغيره كما قال تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (الآية ٢٦ من سورة الزمر).

فمن لم يستسلم له فقد استكبر ومن استسلم الله ولغيره فقد أشرك وكل من الكبر والشرك ضد الإسلام، والإسلام ضد الشرك والكبر.

وأقول وما قولك أشهد أن لا إله إلا الله إلا نفيا لهاتين الجريمتين الشرك والكبر، ومن هنا يتبين لنا أن الإخلاص ركن أساسي من ركان توحيد الألوهية.

وقال ابن تيمية في كتابه العبودية: وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له وإخلاص دينها له كما قال شداد بن أوس: يا بقايا العرب يا بقايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية. وقيل لأبي داود السجستاني: وما الشهوة الخفية؟ قال: حب الرئاسة.

وعن كعب الله عليه وسلم: بن مالك عم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» قال حديث حسن صحيح فبين صلى الله عليه وسلم أن الحرص على المال والشرف -الشرف هنا طلب الرئاسة- إفساد للدين.

وإن الله تبارك وتعالى يصرف عن أهل الإخلاص السوء والفحشاء كما قال سبحانه وتعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (يوسف: 24).

ومن ثمرات الإخلاص محبة الله والرجوع إليه والخوف منه والرغبة والرهبة إليه. وقال ابن القيم رحمة الله: المطلب الأعلى موقوف حصوله على همة عالية ونية صحيحة، فمن فقدهما تعذر عليه الوصول إليه، ويقول أيضا: لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت، ثم قال: فإذا طلبت الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر ابن سعدي رحمه الله في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد: إخلاص الدين لله وحده ولذلك خلق الله الخلق.

رابعا: كيف تحصل على الإخلاص؟

 جاءت أقوال كثيرة للسلف الصالح تبين أنهم يجتهدون غاية الاجتهاد في تصحيح نياتهم، ويرون الإخلاص أعز الأشياء وأشقها على النفس وذلك لمعرفتهم بالله وما يجب له وبعلل الأعمال وآفاتها ولا يهمهم العمل لسهولته عليهم وإنما يهمهم سلامة العمل وخلوصه من الشوائب المبطلة لثوابه أو المنقصة له.

قال الإمام أحمد رحمه الله: أمر النية شديد.

وقال سفيان الثوري: ما عالجت شيئا أشد على من نيتي لأنها تتغلب علي.

وقال يوسف بن أسباط: تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.

وقال سهل بن عبد الله: ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب.

وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر فيجب على من نصح نفسه أن يكون اهتمامه بتصحيح نيته وتخليصها من الشوائب فوق اهتمامه بكل شيء لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى. وجاء كلام لأبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- فيما معناه قال: أرأيت طريقًا ذا شوك تسير فيه متقيًا أن تصيبك شوكة مجتهدًا لذلك ما استطعت فذلك يورثك الإخلاص.

وقال أبو الدرداء- رضي الله عنه- في معنى كلام له: وكمال الأخلاق أن يجتهد المسلم ويجاهد نفسه على اتقاء الشبهات التي يتعرض إليها في مسيره في هذا الطريق.

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عطية السعدي قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذرًا لما به بأس»

أقول: ولا بد من الحرص الشديد على العبادات الواجب منها والمستحب وتجنب المحرمات الممنوع منهـا والمكروه للحصول على الإخلاص وهذا مقتضى قولك أيها الأخ: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمـدًا رسول الله وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت: 69) جاء في تفسير هذه الآية أقوال كثيرة ولكن الاختلاف فيها يكون المعنى عامًا للجهاد وليس خاصًا؛ اختلاف تنوع لا تضاد وعلى هذا بنوع معين.

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا أي جاهدوا من أجلنا ولوجهنا خالصًا ومراقبتنا ﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ أي سبل السير والطريق الموصل إلينا وقيل: لنزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقًا.

وقال ابن عطاء: جاهدوا في رضانا لنهدينهم إلى الوصول إلى محل الرضوان. وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا فينا أي: في طلب العلم لنهدينهم سبل العلم والعمل به.

وقال سهل بن عبد الله: الذين جاهدوا بإقامة السنة وإماتة البدعة لنهدينهم سبل الجنة.

وقال ابن عباس: الذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا.

وقال ابن عيينة: مثل السنة في الدنيا كمثل الجنة في العقبى من دخل الجنة في العقبى سلم، فكذلك من لزم السنة في الدنيا سلم، وكل هذه الأقوال وما شابهها داخل تحت تفسير هذه الآية..

وعلى ضوء ما تقدم فالواجب على دعاة الإسلام خاصة وعلى المسلمين عامة إخلاص دينهم لله وحده ولا يشركوا معه أحدًا ومضاعفة الجهد في سبيله لإعادة هذا الدين من جديد في واقع الناس على صورة أكمل وأشمل من الصورة التي عليها الناس الآن هذا ونسأل الله العظيم رب العرش- سبحانه وتعالى- أن يهدينا إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

                                              سلمان سعید

الرابط المختصر :