; “الإرهاب”.. في استطلاعات الرأي العام الغربية | مجلة المجتمع

العنوان “الإرهاب”.. في استطلاعات الرأي العام الغربية

الكاتب د. سامر أبو رمان

تاريخ النشر الثلاثاء 01-أغسطس-2017

مشاهدات 24

نشر في العدد 2110

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 01-أغسطس-2017

موضوع الإرهاب موضوع خصب ومثير بكل المجالات، ومنها مجال قياس الرأي العام الذي يعد القناة التي تنقل لنا آراء وأفكار عامة الناس وغيرهم وتوجه رأيهم كذلك، ويبدو أن شأنه شأن الكثير من مجالات الإعلام والسياسة التي غدت تربط الإسلام والمسلمين بأحداث العنف، والإرهاب والتطرف، ليكرس النظرة السوداوية للإسلام وللمسلمين سواء بحسن نية أو سوئها.

وقد تضمنت بعض أسئلة استطلاعات الرأي موضوع الإرهاب والمسلمين، نعرض جزءاً من نتائجها بشكل موجز، ونظرة عامة لعشرات الأسئلة خلال السنين الماضية من بعض الشعوب الغربية التي من أبرزها الأمريكية.

أقلية مسلمة وليس كل المسلمين:

يبدو أن هناك قناعة راسخة لدى الرأي العام الغربي بأن الفئة التي تقوم بأعمال إرهابية من العالم الإسلامي وتتصارع مع المنظومة الغربية هي الأقلية من المسلمين وليس كل المسلمين، فقد سُئل الأمريكيون عدة مرات في استطلاعات مركز «بيو» (Pew) فيما إذا كانوا يعتقدون أن الهجمات “الإرهابية” على مدى السنوات القليلة الماضية هي جزء من صراع كبير بين السكان في أمريكا وأوروبا مقابل الإسلام، أم هو صراع مع جماعة راديكالية صغيرة؟ وجاءت النتائج خلال  الأعوام 2001، 2002، 2005، 2006، 2011م؛ أن الغالبية بنسبة 57.6% (متوسط) أنه صراع مع مجموعة راديكالية صغيرة، مقابل الثلث تقريباً 32.5% (متوسط) يعتقدون أن الهجمات “الإرهابية” هي جزء من صراع رئيس بين السكان في أمريكا وأوروبا مقابل الإسلام، في حين رفض ما  متوسطه 10.3% الإجابة أو أنهم لا يعرفون.

كما وردت بعض الأسئلة حول مدى مسؤولية المسلمين عن أعمال العنف، وأحياناً مقارنتهم بالأمريكيين، فقد بيَّن استطلاع “Roy Morgan Research” عام 2011م أن 34% من الأستراليين يعتبرون أن المسلمين – غالباً - هم المسؤولون عن الإرهاب في العالم، مقابل 11% يعتبرون الأمريكيين المسؤولين عن الإرهاب، و9% يرون أن العرب هم المسؤولون، وذهب 4% إلى أن “الإسرائيليين” هم المسؤولون.

وفيما يتعلق بآراء الكنديين ومكافحة المتطرفين والتطرف من خلال معرفة الأسباب؛ فقد جاء في أحد استطلاعات “Environics FOCUS CANADA” عام 2006م السؤال: “البعض يقولون: إن سبب التطرف وأعمال الإرهاب التي تُرتكب باسم الإسلام والمسلمين هي السياسة الخارجية من الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة؟”، وجاءت المفاجأة أن ثمانية من كل عشرة (78%) من الكنديين – تقريباً - يعتقدون أن السياسة الخارجية الأمريكية هي سبب التطرف الإسلامي والإرهاب، وانقسم هؤلاء فيما بعد بين 45% يعتبرون أنها “السبب الرئيس”، و33% يقولون: إنها “السبب الفرعي”، أما من يرون أنها “ليست سبباً على الإطلاق” فهم فقط 18%.

فاعلية وسائل مكافحة الإرهاب:

ومع ممارسات مواجهة الإرهاب ومكافحة العنف تنوعت أفكار أسئلة استطلاعات الرأي، فعلى سبيل المثال، سُئل الأمريكيون في استطلاع «Princeton Survey Research Associates” عام 2001م عن رأيهم بقيام الولايات المتحدة الأمريكية باغتيال “الإرهابيين” في الخارج، وأشار حينها ما يقارب نصفهم 48% إلى أنهم يعتقدون أن هذا السلوك الأمريكي لن يُحدِثَ فَرْقاً على صعيد المساعدة في التغلُّب على “التطرف” السائد أو الموجود في الإسلام، مقابل 22% فقط يعتبرون أنه سيسهل التغلب على هذا “التطرف”، و20% يعتبرون أنه سيُعقّد أو يُصعّب التغلب على “التطرف” السائد أو الموجود في الإسلام.

وحول فاعلية وسائل مكافحة العنف والإرهاب، وحينما عرض على الأمريكيين بعض الخيارات لقياس مدى فاعليتها، ومنها “استخدام وسائل الإعلام في العالم العربي لمواجهة دعوات التطرف الإسلامي” اعتبر ثلاثة أرباع الأمريكيين (75%) بفاعليتها (32% فعالة بدرجة كبيرة، 43% فعالة إلى حد ما)، أما مقترح “تجنيد زعماء مسلمين ذوي شعبية لانتقاد التطرف الإسلامي” فكان نسبتها 68% (30% فعالة بدرجة كبيرة، 38% فعالة إلى حد ما).

وسألت استطلاعات رأي “Fox News/Opinion Dynamics” في عامي 2005 و2010م فيما إذا كان قادة التيار الإسلامي يقومون بما فيه الكفاية لمحاولة وقف المتطرفين المسلمين من ارتكاب أعمال الإرهاب، واعتبر 73%، 64% - على التوالي - من الأمريكيين أنهم لا يقومون بذلك.

وعند تخصيص السؤال عن القادة المسلمين في الولايات المتحدة ومن جهة مختلفة (مركز “بيو”)، نجد أن نسبة الموافقة على أنهم يعملون بما فيه الكفاية ارتفعت إلى 34%، ولكن تبقى الأغلبية منهم ترى أنهم لم يعملوا بما فيه الكفاية.

الرابط المختصر :