; الابتكار.. طعم آخر للحياة.. طرق الابتكار | مجلة المجتمع

العنوان الابتكار.. طعم آخر للحياة.. طرق الابتكار

الكاتب د.عبدالحميد البلالي

تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2007

مشاهدات 11

نشر في العدد 1759

نشر في الصفحة 59

السبت 07-يوليو-2007

تناولنا في آخر الحلقات مثيرات الابتكار، ونبدأ هذه الحلقات بتناول  طرق الابتكار التي تعتبر لب البحث في قضية الابتكار

١-الاقتداء

القدوة هو من تميز عن الآخرين بأخلاقه أو بملكاته الأدبية أو العلمية أو الشرعية، وذلك التميز ناشئ من ممارسة عميقة في المجال الذي تميز فيه، أو ربى نفسه عليه، وبالتالي فهي مجموعة من الخبرات الأخلاقية أو العلمية أو الشرعية فالمقتدي بمثل هؤلاء يختصر الكثير من الوقت والجهد، ويصل إلى الهدف بأقصر طريق، ولكن عليه ألا يكون عبداً لذلك المقتدى به يأخذ منه الصواب والخطأ. بل يأخذ صوابه، ويتجنب أخطاءه، ويحذر ألا يتم عصب سب له في كل شيء، بل يتخذه مساعدا ومعينا على بداية الطريق في عالم الابتكار بمعرفة ودراسة طرق التفكير واتخاذ القرار.

 وديننا الحنيف يحثنا دوماً على اتخاذ القدوة الصالحة حتى يساعدنا ذلك باقتفاء ما تميز به من أخلاق، وحذرنا في الوقت نفسه أن نلغى رأينا وقراراتنا خاصة إذا ما رأينا فيمن نتبعه بعض الاعوجاج أو الابتعاد عن الطريق القويم.

 فقال r «لا يكن أحدكم إمعة، يقول: أنا مع الناس، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أحسنوا، وإن أساءوا أن تتجنبوا إساءتهم.».(المصدر : الألباني) "إسناده ضعيف".

يقول الدكتور وين وينجر في كتابه finstein factor ضع الشخص الذي تريد أن تضاهيه وترغب أن تحصل على مواهبه في عقلك.

وحاول دومًا أن تكون ذلك الشخص ومحاكاته في موهبته التي تريد، وفي الوقت نفسه زود عقلك وإدراكك بجميع ما يمكن أن تعرفه عن تلك الموهبة، وإذا داومت على التدريب على ذلك فإن عقلك الباطن سوف يأخذ هذه الموهبة ويغرسها فيك.

وينهي د. وينجر مقالته بقوله: هذه هي أعظم الطرق لاكتساب المواهب ولتكون أي شيء ترغب.

٢-اكتب كل ما تستطيعه

هذه طريقة تعتمد على كتابة كل ما يمكن من أمور مختلفة بسرعة، وخلال ١٥ دقيقة فقط، ويمكن زيادة المدة إذا احتجت لذلك. وقد تخرج بابتكارات جديدة أو أفكار جديدة خاصة إذا عرفت كيف تربط بين الأفكار، لتخرج بمبتكر جديد، أو ليقدح في عقلك فكرة جديدة تقودك إلى ابتكار جديد.

٣- ابدأ بالعميل أولا:

في مجال الأعمال حاول دائماً أن تبحث عن الإبداع في لقائك بالمستخدم أو الزبون اسأله: ماذا يريد؟ وماذا يتمنى؟ وما هي ملاحظاته؟ هذه المعلومات تفتح لك أبواباً واسعة وكثيرة للإبداع.

ولا بد أن تنوع في الأسئلة، وتعيدها بصيغ مختلفة حتى يفهمها المستخدم، ولا بأس بعمل استبيان للعميل يبين فيه ملاحظاته، وماذا يريد، أو ماذا يفضل.

 فالعميل هو المستخدم للمنتج أو الخدمة وهو المستفيد منها، وبالتالي فشعوره بها وحاجته للاستفادة الكاملة منها تختلف كثيرا عن المعطي لهذه الخدمة والذي لا ينظر إلا إلى الربح المادي أو الهدف السياسي أو الاجتماعي فحسب.

والمؤسسات الناجحة في العالم دائماً تلجأ إلى هذه الطريقة لتطوير منتجها، وحتى الجامعات العريقة - وخاصة التي في البلاد الغربية والولايات المتحدة - تترك للطالب في نهاية العام فرصة لتقييم أساتذته أو المنهج ويستفيدون من ذلك في تطوير وسائل التعليم، وتلافي السلبيات في عمليات التوجيه. ونقل المعلومة. أما المؤسسات الفاشلة فهي لا تزيد في أفضل الأوقات على تعليق صندوق مكتوب عليه للمقترحات ) حيث لا يعلم به أحد، ولا يفتحه أحد. وحتى لو فتح هذا الصندوق فإن ما به من مقترحات للزبائن لا تصل إلى أصحاب القرار، والهدف من تعليقه فقط التظاهر بالديمقراطية وقبولهم للآراء الأخرى.

٤- ابحث عن حلول متعددة

إياك والركون إلى حل واحد، أو إجابة واحدة، فإن هذا هو شأن المتسرع العجول ذي النظرة القاصرة والأفق الضيق، كما أن ذلك مخالف للنظرة الشرعية والتي يدعونا لها القرآن وهي (نظرية التثبت ).

 وفي هذا السياق أيضا، فإياك أن تكون رهينة المورد واحد أو مصدر واحد، فتكون أسيرا لذلك المورد أو المصدر، فإذا ما أصيب بسوء أو تعطل تعطلت أعمالك معه، بل اطرق جميع الأبواب ونوع في المصادر واطلب هذه الحلول والأفكار من كل إنسان ومن كل مكان، اسأل الزبون والمنافسين في المجال نفسه والنظراء والأبناء والزوجة والأقارب، والفنانين وأصحاب الذوق الرفيع والطلبة والمدرسين، وشجع جميع من يعملون في دائرتك على أفكارك، وما هي الأفكار التي تثمر أو لا تثمر، وتذكر أن الابتكار والاكتشافات غالباً ما تأتي من الخارج.

وحاول أن تحتك بأصحاب المعدلات العالية من الإنجاز لتتعرف على طرقهم وحلولهم للمشكلات التي تعترضهم وأدواتهم في حل تلك المشكلات، وعود نفسك على وضع حلول بديلة ومتعددة جاهزة لكل طارئ أو جاهزة للتجريب فالحياة لا تعرف الجمود.

([1]) رئيس جمعية بشائر الخير الكويت

الرابط المختصر :