; الاختلاط في الجامعات! | مجلة المجتمع

العنوان الاختلاط في الجامعات!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1970

مشاهدات 34

نشر في العدد 32

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 20-أكتوبر-1970

رسالة حول:

الاختلاط في الجامعات!

علمت المجتمع أنَّ مجلس الأمة سيبحث مجددًا مشروع قانون تنظيم التعليم العالي، وقد قدمت الجمعية للسادة رئيس وأعضاء مجلس الأمة كتابًا نُورِد نصه فيما يلي، وإنّنا على ثقة أنَّه سيقف الأعضاء جميعًا لتأييد مشروع القانون المذكور، وتجنيب الكويت الأخطار والمتاهات وضياع المُثل والقيم الذي تتعرض له الجامعات التي أخذت بالاختلاط.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

وبعد؛ يسرُنا أنْ ننتهز مناسبة الفترة الختامية من الدورة الحالية للمجلس الموقر؛ لنقدم لكم تمنياتنا الطيبة سائلين المولى -عز وجل- أنْ يُسدد خطاكم، وأنْ يأخذ بأيديكم لما فيه الخير.

وإنَّنا إذ ننتهز هذه المناسبة لنقدم إليكم ما تتطلبه هذه الفترة العصيبة التي تمر بها أمتنا من تضافر الجهود المخلصة للسير بالكويت في وجه التيارات المنحرفة، والغزو اللا أخلاقي المنظم الذي يستهدف عقيدتنا وأخلاقنا وأجيالنا.

وأملنا بكم كبير بحشد جميع الطاقات وتجنيب الوطن العزيز مساوئ التفسخ والمجون الغربي، الذي أخذ يغزو مجتمعنا بكل الوسائل.

وذلك باتخاذكم القرارات والتوصيات والقوانين التي من شأنها حماية الكويت وأجيالها، وأنَّ المواطنين سوف ينظرون لتلك الجهود الطيبة التي ستبذلونها إنّ شاء الله بكل تقدير وإكبار.

ومما تجدر الإشارة إليه أنَّه سوف يُعرض على المجلس مشروع قانون تنظيم التعليم العالي، ومنع الاختلاط بين الطلاب والطالبات في الجامعة من أضرار ومساوئ خطيرة على الأجيال، وأنّ الأقطار التي جربت الاختلاط تفكر بالتخلص من هذا الوباء بعد أنْ قاست من ضياع للقيم، وانتهاكٍ للأعراض، وانصرافٍ عن العلم.

 وقد نشرت الجمعية فتاوى وآراء علماء المسلمين بعدم جواز الاختلاط في الجامعات، وأنّ الدعوى الباطلة التي يُروجها البعض الذين لا تهمهم مصلحة الكويت وأجيالها أنّ التعليم المختلط أقل في التكاليف من التعليم غير المختلط، إن هذه الدعوى كاذبة؛ حيث إن تكاليف كلية مختلطة تضم ألف طالب وطالبة تقارب تكاليف كليتين، إحداهما للطلبة والأخرى للطالبات؛ لأن تصميم الكلية بجميع أقسامها وأساتذتها يكون وفقًا لعدد طلابها أو طالباتها.

ولو فرضت جدلًا أن التكاليف أكثر بقليل، فهل أصبح المال أغلى من القيم والأخلاق وصيانة الأعراض؟!

إننا نهيب بكم باعتباركم من الأعضاء الذين نأمل فيهم إن شاء الله أنّهم سيضعون مخافة الله أمام أنظارهم، وأنْ يصوتوا لإقرار قانون منع الاختلاط، وسوف يُسجل التاريخ موقف الرجال الغيورين المناصرين للحق، والمؤازرين للفضيلة والحريصين على مستقبل الكويت وأجياله، آملين أن تكونوا عند حسن ظن الشعب بكم، والله نسأل أنْ يُوفقكم ويُسدد خطاكم.

وتفضلوا بقبول فائق التحيات.

                                                               رئيس الجمعية

 أسباب المذلة؟!

أخرج الإمام أحمد عن نافع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

 «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد: سلَّط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم».

 اطمئنان!

 لن تنجح أبدًا في بلاد الإسلام ثورة تدوس عقائده وشرائعه، وتهمل أوامره ونواهيه!!

متى حدث الانقلاب؟ وكيف انتصروا؟!

لم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يربيهم تربيةً دقيقة عميقة، ولم يزل القرآن يسمو بنفوسهم ويذكي جمرة قلوبهم، ولم تزل مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم تزيدهم رسوخًا في الدين، وعزوفًا عن الشهوات، وتفانيًا في سبيل المرضاة وحنينًا إلى الجنة، وحرصًا على العلم، وفقهًا في الدين، ومحاسبةً للنفس، يُطيعون الرسول صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره، وينفرون في سبيل الله خفافًا وثقالًا، قد خرجوا مع الرسول للقتال ۲۷ سبعًا وعشرين مرةً في عشر سنين، وخرجوا بأمره لقتال العدو أكثر من ۱۰۰ مائة مرة، فهانَ عليهم التخلي عن الدنيا، وهانت عليهم رزيئة أولادهم ونسائهم في نفوسهم، ونزلت الآيات بكثير مما لم يألفوه ولم يتعودوه، وبكل ما يشق على النفس إتيانه في المال والنفس والولد والعشيرة، فنشطوا وخفوا؛ لامتثال أمرها.

وانحلًت العقدة الكبرى -عقدة الشرك والكفر- فانحلّت العقد كلها، وانتصر الإسلام على الجاهلية في المعركة الأولى، فكان النصر حليفه في كل معركة، وقد دخلوا في السلم كافةً بقلوبهم وجوارحهم وأرواحهم كافةً، لا يشاقون الرسول صلى الله عليه وسلم من بعد ما تبين لهم الهدى، ولا يجدون في أنفسهم حرجًا مما قضى، ولا يكونون لهم الخيرة من بعد ما أمر أو نهى، حدثوا الرسول صلى الله عليه وسلم عما اختانوا أنفسهم، وعرَّضوا أجسادهم للعذاب الشديد إذا فرطت منهم ذلَّةً استوجبت الحد نزل تحريم الخمر والكؤوس المتدفقة على راحاتهم، فحال أمر الله بينها وبين الشفاه المتلمظة، والأكباد المتقدة، وكسرت دنان الخمر فسالت في سكك المدينة، حتى إذا خرج الشيطان من نفوسهم، بل خرج حظ نفوسهم من نفوسهم، وأنصفوا من أنفسهم إنصافهم من غيرهم، وأصبحوا في الدنيا رجال الآخرة، وفي اليوم رجال الغد، لا تجزعهم مصيبة ولا تبطرهم نعمة، ولا يشغلهم فقر، ولا يطغيهم غنى ولا تُلهيهم تجارة، ولا تستخفهم قوة، ولا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا، وأصبحوا للناس القسطاس المستقيم، قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسهم أو الوالدين والأقربين.

وطأ لهم أكناف الأرض وأصبحوا عصمةً للبشرية، ووقايةً للعالم، وداعيةً إلى دين الله واستخلفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في عمله، ولحق بالرفيق الأعلى قرير العين من أمته ورسالته.

أبو الحسن الندوي

   «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟!».

 

الرابط المختصر :