العنوان الافتتاحية المجتمع في عامها الرابع..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 13-مارس-1973
مشاهدات 22
نشر في العدد 141
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 13-مارس-1973
وثبة إلى الأمام مضاعفة التوزيع.. زيادة الصفحات التزام الاعتدال.
بهذا العدد - ١٤١ - تبدأ- المجتمع - مسيرة عامها الرابع ففي الأسبوع الماضي أنهت - المجتمع ثلاثة أعوام من رحلتها الصحفية.. وفي بداية عامها الرابع نقضي معها - ومع قرائها - وقتًا طيبًا مباركًا فيه.
وستتركز هذه الكلمة على نقاط.. نحسبها ضرورية.
أولًا: القضايا والموضوعات وبطبيعة الحال نبدأ بالقضايا والموضوعات.. لأن الصحيفة - خاصة الصحف والمجلات الملتزمة - لا تقوم إلا لكي تخدم قضية أو قضايا.
• محليًا: تناولت المجتمع مختلف قضايا المجتمع الكويتي ومشكلاته.. نقدًا وتحليلًا.. وعلاجًا.
• في التربية.. والإعلام.. والاختلاط والخمر.. والخطر العقائدي - التبشير والشيوعية..
وفي التعليم الجامعي انفردت «المجتمع» بتقديم دراسات مكثفة عن إصلاح جامعة الكويت.. وفي التشريع.. ومكافحة الجريمة.. وفي ميدان الشباب والمرأة وفي مجالات استقلال البلاد وسيادتها على ثروتها الوطنية وفي إصلاح المسجد والدفاع عن أصالة المواطن الكويتي.. وطبيعة انتمائه الحضاري والعقائدي.
تناولت - المجتمع – هذه القضايا وغيرها وقدمنا في كثير منها دراسات بناءة وهادفة.
• عالميًا: وقفت المجتمع بكل عزيمتها.. وإمكاناتها
ووفائها.. مع قضايا الحق والعدل في العالم الإسلامي.
وقفت.. مع قضية فلسطين.. والمسجد الأقصى
وقفت.. مع باكستان
وقفت.. مع مسلمي الفلبين
وقفت.. مع مسلمي تشاد
وقفت.. مع إرتريا..
وقفت.. مع الدعاة إلى الله في إندونيسيا.. ومصر.. وسوريا.. والسودان.. والباكستان.
وقفت.. مع مسلمي الصين وروسيا ويوغوسلافيا وتايلاند وقفت.. مع قضية الحرية وضد الطغيان.
تمثلت هذه الوقفات فـــي تقديم الأخبار والتحقيقات والتقارير والدراسات.. والتحليل والرأي.
● في مجال الفكر والدعوة:
أخذت «المجتمع» نفسها بتقديم زاد فكري، تميز بالنقاء وسلامة المعايير فاجتنبت ال مذهبية الضيقة.. والخلط والتشويش.. سواء كان قديمًا أو حديثًا.
وفي التوجيه والدعوة.. التزمت بالإسلام وأعطت ولاءها له وحده.. فلم تصطبغ بمدرسة ما.. ولم تضيق ما وسعه الله.
وكل كلمة مهذبة جميلة تدعو إلى الله على بصيرة.. هي كلمتها وتنادي من يملكها: هات ما عندك..
ثانيًا: توزيعها وحجمها
خلال عام أو يزيد، تضاعف -تمامًا- توزيع «المجتمع» فقفز من أربعة آلاف نسخة إلى ثمانية آلاف نسخة.
وهذه المضاعفة.. أدت إلى توسيع النطاق الجغرافي الذي تتحرك فيه -المجتمع-.. حيث كسبت أوطانًا جديدة.. وأدت بالتالي إلى اتساع نطاقها الإنساني.. حيث كسبت قراء وأصدقاء جددًا..
وزاد عدد صفحات «المجتمع» ملزمتان -١٦ صفحة- إذ كان ٣٢ صفحة، فارتفع إلى ٣٦ صفحة.. ثم إلى ٤٤ صفحة ابتداءً من هذا العدد «141».
ثالثًا: رسالتها الصحفية
خطت «المجتمع» خطوات ملحوظة في مجال تطوير الصحافة الإسلامية الملتزمة.
إن الإعلام الإسلامي -بشكل عام- ليس موجودًا.
وفي عصر أصبح الإسلام فيه أخطر الأسلحة السلمية.. كان لا بد من قيام إعلام إسلامي، يكون نواة لهذا الجانب الهام، من جوانب الحياة الحديثة.
ومن المتعذر أن يملك القطاع الخاص تلفازًا.. أو إذاعة.. ولكنه يستطيع أن ينشئ مجلة مثلًا..
والصحافة لا تزال تحتل مكانتها في عقل القارئ ونفسه، وستظل محتفظة بهذا الدور أمدًا طويلًا..
في ضوء ذلك نستطيع أن نقول أن «المجتمع» تستطيع أن تكون نواة لصحافة إسلامية ملتزمة.. وأن تكون «قاعدة» لمؤسسة صحفية كبيرة.. تنافس وتتمدد.. وتتسع وتحقق نجاحًا مطلوبًا في هذا الميدان.
رابعًا: نهجها
ومباشرة نقول: إن نهج «المجتمع» هو «الاعتدال»:
- الاعتدال في النظرة إلى الناس والأحداث.. فلا سوء ظن ولا سذاجة.
- الاعتدال في التحليل والتفسير.. فلا مغالاة ولا تبسيط.
- الاعتدال في الموقف والحكم.. فلا تطرف ولا حيف.
إن الاعتدال هو الاتزان.. والعقل.. والروية.. وسكينة النفس والفكر.
وطبيعة الفكرة تلزم بالاعتدال، ثم إن أمتنا تعبث -إلى درجة الإنهاك- من التطرف.. والغلو.. والشطط والانفعالات غير المنضبطة..
وأعصابها -وكذلك المرحلة التي تمر بها- لا تحتمل مزيدًا من التطرف والمغالاة.
يضاف إلى ذلك أنه ما من موقف تطرف أو غلو، إلا وفيه من الهوى بقدر ما فيه من الغلو.
خامسًا: أسلوبها
الرسالة عظيمة.. فلا ينبغي أن تقدم في أسلوب غير عظيم، والأسلوب له دوره في الإقناع بالحق، و«المجتمع» تلزم نفسها بالأسلوب العف، والأداء المهذب، إن الأسلوب غير المهذب.. ينفر ولا يجذب، واللجوء إلى الألفاظ الجارحة.. أو الخادشة.. يكون على حساب المعنى دائمًا.. وكأن صاحبه يستغني به عن ضرورة استحضار المعنى.. وعن قيمة الفكرة!
ولمزيد من الالتزام بالأسلوب العف، قررت إدارة التحرير حذف کلمات معينة من القاموس الذي يتداوله الناس.. مثل كلمات: قذر.. منحط.. عفن... إلخ.
ولئن كانت هذه الكلمات تعبر عن الغضب أحيانًا، فمن الخير أن يتحول الغضب إلى تفكير.. ثم إلى روية.. ثم إلى معنى يصاغ في لفظ كريم نبیل.. ويخدم هدفًا.. ويحقق نفعًا.
وبعد: فقد بقي كلمتان:
o إن المجتمع أمامها الكثير.. لكي تصل إلى الكمال الميسور.
نعم هي حققت وثبة إلى الأمام.. بيد أن التطور لا يقف عند حد.. والوثوب.. إلى مستويات أرقى بغية كل طموح.
وبالجهد الدؤوب، والإيمان بالهدف.. يمكن أن يطرد التقدم.. وتتصل حلقاته.. وتتصاعد نسبه.
وما تم تطور الحياة الإنسانية، إلا بالدأب والإيمان بالهدف.
o وهذه كلمة شكر وامتنان.. نزجيها -في احترام وإشادة- إلى أصدقائنا كتاب وقراء المجتمع، الذين كان تعاونهم معنا عظيمًا.. وإنتاجًا ومقترحات وتشجيعًا.
وإلى الزملاء العاملين في المجلة.. تحريرًا وإخراجًا وإدارةً.. هؤلاء الذين تحولت روح الزمالة بينهم، إلى صداقة حميمة.. وتحول التعاون بينهم إلى مسؤولية مشتركة.. تؤدى بالتضامن والصفاء.
إلى هؤلاء جميعًا.. نتقدم بالشكر.. والتقدير.. والامتنان.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل