; الانتخابات اليمنية: الشعب اليمني لا بديل للخيار الإسلامي | مجلة المجتمع

العنوان الانتخابات اليمنية: الشعب اليمني لا بديل للخيار الإسلامي

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 12-يوليو-1988

مشاهدات 19

نشر في العدد 874

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 12-يوليو-1988

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يدلي بصوته.

لا بُدَّ من صنعاء وإن طال السفر، هكذا يبدو أن الديمقراطية حسمت توجهاتها ... فكانت البداية مع صدور قرار الرئيس علي عبد الله صالح بإجراء الانتخابات العامة والتي بدأت إجراءاتها في الخامس من الشهر الجاري، ويتنافس المرشحون على ۱۲۸ مقعدًا تمثل ۸۰٪ من العدد الكلي لأعضاء مجلس الشورى، في حين أنه يحق للرئيس وفقًا للدستور تعيين ۳۱ عضوًا لتكتمل بذلك العضوية الكلية للمجلس، وقد حددت مصادر متصلة بالحكومة اليمنية أن الرئيس سوف يختار ضمن الأعضاء المعينين ١٠ من أعضاء الاتجاه الإسلامي... والبقية ستشمل بعض القوميين والمستقلين من الشخصيات السياسية المرموقة. وعلى الرغم من أن الانتخابات اليمنية تجري على أساس غير حزبي إلا أن التوجهات الفكرية والسياسية تبدو ظاهرة للعيان، خاصة فيما يتصل بالتيار الإسلامي وذوي التوجه القومي وقد اشتملت أعمال الدعاية الانتخابية بالإضافة للملصقات الحائطية والمنشورات، منابر المساجد في المدن الرئيسية والأرياف، ويلاحظ أن الهدوء والانتظام قد رافق عملية الاقتراع في جميع المراكز والبالغ عددها ۳۸۸ مركزًا تشرف عليها ١٨٥٠ لجنة انتخابية، كما شهدت المراكز إقبالًا واسعًا من قبل المواطنين.

الاتجاه الإسلامي يكتسح:

برهنت نتائج الفرز الأولية لعدد من الدوائر الانتخابية على فوز الاتجاه الإسلامي بأغلبية مرتفعة، لا سيما في المدن الرئيسية، كما في تعز وصنعاء والحديدة، وفوز الاتجاه الإسلامي لا يعد أمرًا مستغربًا في اليمن، فقد كان الاتجاه الإسلامي هو صوت الشعب الحقيقي على مر العهود السياسية الماضية، بدءًا بالعهود الملكية البائدة التي شهدت جهادًا مريرًا من قبل الإسلاميين، وانتهاءً بحركات الانفصال العقائدي المشبوه كتلك التي شهدتها البيضاء وتعز في منتصف السبعينات - إبان فترة إبراهيم الحمدي - حيث تنادي بعض الماركسيين في المدارس والمنتديات بضرورة إبعاد العقيدة الإسلامية من صياغة المجتمع اليمني الجديد. 

فتصدى لهم الإسلاميون والجماهير اليمنية حتى أزالوا شوكتهم، وقد كان صدى هذه الواقعة حاسمًا في تزكية الاتجاه الإسلامي الذي يمثل الأصالة اليمنية الحقة، وينفي عنها رزالة الاستجداء الطائفي والفكري، ومما يدلل على الثقة العالية التي يتمتع بها التيار الإسلامي أن الرئيس علي عبدا لله صالح قد أدلى بصوته لأحد رموز الاتجاه الإسلامي في تعز - وفقًا لملاحظة جريدة السياسة الكويتية، كما أن فوز الإسلاميين في دوائر صنعاء بست من سبع دليلًا آخر على التقبل الواعي والمدرك الثقل الاتجاه الإسلامي والفائزون هم:

  1.  د. عبد الوهاب الديلمي. 
  2. الأستاذ عبد الرحمن العماد
  3.  الأستاذ عبد الوهاب الأمين. 
  4.  المهندس عبد الله الأكوع.
  5.  المهندس عبد الله الصعتري.
  6. - القاضي يحيى الشيباني.

وليس من دلالة أكثر من المبايعة شبه الجماعية من قبل مناطق الوعي والتجمعات الحضرية لعناصر الاتجاه الإسلامي، ولا غرو فإن «الإيمان يماني والحكمة يمانية» كما جاء في الحديث الشريف.

خطوات نحو الغد:

أن فوز الاتجاه الإسلامي في اليمن يرمز إلى عدة دلالات أضافة لتأكيد درجة الاعتزاز الإيماني للشعب اليمني، فالاتجاه الإسلامي كفيل بحمل قضايا وهموم الشعب اليمني في الشمال والجنوب معًا، ويرى أن عقيدة التوحيد هي الإطار الشامل لوحدة اليمنين ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (الأنفال: 63)، فالشعب اليمني يأمل أن يدفع مجلس الشورى المنتخب قضية الوحدة إلى مشارف التنفيذ، كما يدلل أن اليمنيين وهم يمارسون حقهم السياسي في الاختيار لمن يساهم في إزكاء روح التنمية والتقدم، إن اقدر من يقوم بأداء الأمانة في ذلك هو الاتجاه الإسلامي ... ويبقى أن تعلم أن الاتجاه الإسلامي برهن هو الآخر على صدق مساعيه بالتخطيط ونكران الذات، وتجاوز أسباب الفوضى في تقديم المرشحين، فقد شهدت وكالات الأنباء أن الاتجاه الإسلامي انفرد بمرشح واحد لكل دائرة، خلافًا لما عداه من التوجهات السياسية، كما أن الدعاية الانتخابية كانت تتم وفق برامج تهتدي بالنهج الإسلامي، وتراعي الأصالة والتقاليد اليمنية العريقة ... فهنيئًا لشعب اليمن السعيد بمجلسهم الجديد، ويا مرحى للقيادة الرشيدة بالقادمين والقرآن نصب أعينهم .

الرابط المختصر :