العنوان الباقوري يفضح نفسه
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1976
مشاهدات 16
نشر في العدد 297
نشر في الصفحة 38
الثلاثاء 27-أبريل-1976
في فترة الطوفان تضيع معالم الأشياء، ويبرز في القوادم أبطال النفاق ويطفو على السطح الزبد وتبقى الحقيقة ثابتة لا تتغير!.
والذين يخدعون الناس لفترة لا يقدرون على خداعهم دهرًا.. وسوف ينكشف الوجه المزيف.. ويعرف الناس الحق من الباطل.
وليس كل ما يقال في الساحة يسلم به.. فما أكثر الغثاء وأقل النافع ولتجدن من هذا الكثير سقط كثير وقليل ما يمكنك أن تجد فيه فائدة.
هل أدركت أن الخداع أصبح قضية ملموسة وسمة من سمات هذا العصر ولا يخدعنك عن الحقيقة لباس أو مظهر فالناس بإيمانهم.. ويشهد على ذلك سلوكهم ولتجدن من كلامهم ما يؤيد ذلك..
الباقوري شيخ عرف منذ حداثته بجهالة تقوده نحو حب المنصب ورفع راية الظهور.. وكان نهَّازًا للفرص يبحث عن سانحة تؤديه إلى جناح البريق.. ليكون علمًا للنفاق..
وإذا كان اليوم يستعرض عضلاته ضد من سكتوا.. ويعلن صراحة معاداته للدين ويقدم الدليل تلو الدليل على انحرافه عن جادة الحق.. فإنه لم يكن ملتزمًا في يوم من الأيام سلوكًا محمودًا.. حتى يشكر له.
ولم تكن قضية انحرافه مثار شك أو مجلس حديث.. ولكنها معلنة من قبله.. فلأنه:.
•لا يقدر على ضبط أهله بالتزام الحجاب.. رأى أن حجاب المرأة ليس بالأمر الملزم كما أن كشف المرأة رأسها أو تقصيرها ثيابها يقول فيه الشيخ المنهزم لا يبلغ أن يكون كبيرة من الكبائر أو موبقة من الموبقات.. إنه صغيرة من الصغائر أو سيئة من السيئات.. ولا يصمت على هذا الافتراء بل يتقرب به إلى العامة ليقول لهم إن هذا هو كلام أهل الشرع!..
•ولا يخجل عندما يدعو النساء إلى مجالسة الرجال وحضور المآدب المختلطة.. ويتهكم على الحجاب فيقول إنه فرض على المجتمع الإسلامي فحيل بينه وبين مجالس الرجال!..
•ويفتي في برنامج إذاعي يوم 11/ 2 / 1976م عن سكوت المشايخ عن تحريم الخمر والطلب من الدولة بمنعها فأجاب: لا يمكننا ذلك لأننا في بلد يعيش فيه مسلمون وغيرهم والواجب علينا تبغيض الخمر للناس ثم نترك الخيار لهم!..
•وفي جريدة الأخبار القاهرية المؤرخة بتاريخ ٧/ ٤/ ١٩٧٦م تحدث عن التوسل بالأولياء والصلاة داخل الأضرحة فقال: إن تزيين القبور وإقامة الأضرحة عليها من الأمور المستحبة.. عجبًا لك أيها الشيخ المنهزم.. ألست أنت الذي كنت ذات يوم تتصدى لمثل هذه البدع وتقول: إنها ضرب من الوثنية وعبادة الأشخاص وقد منعه الإسلام ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
•والشيخ الذي نسي نفسه في حضرة الحكام تاه بفاروق دلالًا وانتشى معه حتى الثمالة وصرح بقول لا يزال يدوي: «لو عرفتم الرجل لقدرتموه ولكنكم تجهلونه»، وذلك قبل قيام الثورة المشؤومة بأيام قلائل.. أثبت أنه أكثر من الملك حبًا له..
ولكنه لم يثبت على حال.. فما إن قامت الثورة حتى كان أول هاتف معها.. وأول من شتم الملك ومحبي الملك!.
•وجاء الرئيس الأخير فإذا به يحوطه بكل إجلال ورعاية.. وينضح في برديه ما وسعه النضح، فقد تدرب على النفاق حتى مله النفاق.. وقام بكتابة مقال نشرته جريدة الأهرام على إثر الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية.. وكان مقالًا أثار الضحك والسخرية والاستهزاء عندما تحدث عن «بغلة السلطان» والذين يسيرون في ركاب البغلة ويمسكون بذيلها.. وذلك عندما نزه السادات عن الاستفتاء لأن فيه تجريحًا لمقام الرئاسة.. وكان يستنكر ذلك له متحديًا أصول الخلافة الراشدة نفسها!.
•وميدانه الكبير الذي صال فيه وجال كان العهد الأسود في بلاده عندما ضربت أطواق الحديد حول الرقاب فأفلت منها.. ومضى يكتب ويضحك حتى سئم الناس صورته لكثرة تقلباته وأخاديعه..
في مذكراته التي تنشر هذه الأيام يتطرق إلى صلته القديمة بالإخوان المسلمين أيام أن كان الثقل البشري يرجح جانبهم.. فكانت فرصته المؤاتية أن يكون بجانبهم، فلما تغير الوضع وجاءت الثورة كان أول الراكعين على أعتابها.. وكانت بحاجة إلى سند قوي لوحت للباقوري لأنها تعرف أخلاقه.. فانطلق لاهثًا ليحمل اسم الوزير للمرة الأولى في حياته.. وهنا كان صدامه مع الإخوان خروجًا على الطاعة وكانت قولته للمرشد العام.. «يا سيدي لا أريد أن أحملكم أوزاري إن كان دخولي الوزارة وزرًا.. فأنا أرى أن هذه فرصة ممكنة لخدمة الوطن.. والوطن ظرف للدين فلا توجد فضيلة دينية ولا دنيوية بغير الظرف الخاص بالوطن وهذه فرصة لإظهار الثورة التي آمنت بها مخلصًا لوجه الله والوطن، لهذا أريد أن أقدم استقالتي من كل مؤسسات الإخوان»، وبذلك قدم استقالته.. وكسب كرسي الوزارة..
وسار في طريق الثورة وانحدر معها أيما انحدار.. ولا تسل عن فتاواه.. فكلها محزن.. يقود إلى هاوية..
ولن يسكت الباقوري.. ما دام الجو مهيَّأ له ولأمثاله.. ولا يزال طمعه إلى مشيخة الأزهر باقيًا… فلطالما لمح لعبد الناصر وصرح... لينقله إليه.. وغاية ما فعله معه أن عينه وزيرًا للأوقاف.. وظلت أمنيته تتردد في صدره ولما يزل يرددها فلعلها أن تجد أذنًا صاغية من خليفة الزعيم الراحل.. لعله يحقق له أمنيته!..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل