; التلمود | مجلة المجتمع

العنوان التلمود

الكاتب أحد القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 06-ديسمبر-1977

مشاهدات 31

نشر في العدد 377

نشر في الصفحة 17

الثلاثاء 06-ديسمبر-1977

هو أخطر كتب اليهود على الإطلاق، ويعتبره الأكثرية الساحقة من اليهود أقدس من التوراة، فهو دستورهم الديني الذي يؤمنون به، ويسيرون على ضوء تعاليمه، وهو دستورهم الدنيوي الذي يحاولون تحقيق وصاياه.

وكلمة التلمود كلمة عبرية ومعناها التعليم وفعله (لمد) بمعنى عم ومنه (تلمد) بمعنى تلميذ، ومعناها في الاصطلاح كتاب شريعة اليهود وفقههم.

وهو مؤلف من بحوث أحبار اليهود وربانيهم وفقهائهم المنتسبين إلى فرقة الغربيين، ويدعي أحبار اليهود أن ما فيه من معلومات إنما هي التعاليم الشفوية التي تلقاها موسى- عليه السلام- عن الله تعالى يوم تلقى التوراة، فأما التوراة فمكتوبة، وأما هذه التعليمات فبقيت شفوية يتناقلها الأحبار جيلًا بعد جيل عن موسى.

وقد دون (يوحناس) هذه التعاليم سنة 189م في كتاب أطلق عليه اسم (المشنا) باللغة العبرية، مدعيًا أنه يخاف على هذه التعليمات من الضياع، ومعنى المشنا: المثنى والمكرر؛ لأنها تعتبر تكملة للتوراة وتكرار وتثنية لها، فالتوراة رقم 1 والمشنا رقم 2 ثم أضاف إليها الأحبار بعد ذلك شروحًا وتعليقات حتى قام (يهوذا هاناس) الملقب بالربي أو القديس سنة 216م بمزج هذه الشروح والتعليقات بالمشنا في كتاب واحد باسم المشنا أيضًا، وقسم إلى سبعة أبواب: هي الزراعة والأعياد والنساء والتعويضات والوقف والذبائح والطهارة وتشمل 613 وصية.

ثم شرحت هذه المشنا فيما بعد باللغة الآرامية وسمي شرحها (الجمارا) أي التكملة، وقام بالشرح مدرستان:

1- مدرسة أحبار بابل، وتم العمل فيه في القرن السادس الميلادي ويسمى الكتاب المكون من المشنا والجمارا البابلية (التلمود البابلي).

2- مدرسة أحبار فلسطين، وتم العمل فيه في آخر القرن الخامس الميلادي ويسمى الكتاب المكون من المشنا والجمارا الفلسطينية (تلمود أورشليم).

وبعد تمام شرحه أصبح عبارة عن موسوعة تتضمن الشريعة والتأملات الميتافيزيقية،  والتاريخ، والآداب، والعلوم الزراعية، والصناعة، والمهن، والتجارة، والربا، والضرائب وقوانين الملكية، والري، والميراث، وأسرار الأعداد، والفلك والتنجيم، بل أنه يغطي كل جوانب الحياة الخاصة والعامة لليهودي، حتى العلاقات الخاصة بين الرجل وزوجته، تكلم فيها ورسم الحدود لكل هذه العلاقات.

وتلمود بابل في موضع التقديس من اليهود، وهو أفضل عندهم من تلمود أورشليم، كما أنه أفضل عندهم من التوراة، وتبلغ صفحاته نحو ستة آلاف صفحة في كل صفحة أربعمائة كلمة.

وفرقة القرائين لا يؤمنون بالتلمود، ولا يعملون به؛ لأنهم يأخذون أحكامهم من التوراة رأسًا بدون التلمود ولا توسط الأحبار.

وقد دون اليهود في التلمود من الأحكام والتعليمات ما يبرر وضعهم الاجتماعي والسياسي، وما يغرس في نفوسهم ونفوس أجيالهم اللاحقة احتقار المجتمع البشري، ويشحنها بالحقد عليه، وحب الانتقام منه، وليبرر أكلهم أموال الناس، والسطو على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم.


▪    من تعليمات التلمود...

ويعتقد اليهود أن التلمود وجد قبل الخليقة، ولولاه لزال الكون، ومن خالفه يموت، ومما جاء فيه «إن الله قد منح اليهود السلطة على جميع مقتنيات كل الشعوب» سفر ما كريم «سخر الله لشعبه المختار الحيوان والإنسان؛ لأنه يعلم أن اليهود تحتاج لنوعين من الحيوان: نوع أخرس كالدواب والطير، ونوع ناطق كالجويم الذي خلقهم على هيئة اليهود ليسهل على اليهود تسخيرهم».

ومنه «إن أموال غير اليهود تعتبر كالمال المتروك الذي يحق لليهود أن تستولي عليه».

ومنه «لولا اليهود لارتفعت البركة من الأرض واحتجبت الشمس وانقطعت المطر».

ومنه «لا يمكن نقض تعليمات الحاخامات، ولا يمكن تغيير تعاليمهم ولو بأمر الله».

ويؤكدون هذه الوصية بأنه سبق أن وقع خلاف بين الله من ناحية وبين حاخامات اليهود من ناحية أخرى، وبعد أن طال الأخذ والعطاء، واستمر الجدل بين الطرفين تقرر إحالة الموضوع برمته إلى أحد الحاخامات؛ ليصدر حكمه النهائي في الأمر الذي كان في صالح الأحبار، مما اضطره سبحانه وتعالى إلى الاعتراف بخطئه، والاعتذار للحاخامات، وتعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، وقبحهم ولعنهم!

▪    موقف التلمود من المسيح عيسى

يعتبر التلمود المسيح عيسى يهوديًّا مرتدًا، وأن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين القطران والنار، وأن أمه مريم أتت به سفاحًا من العسكري الروماني (نابندارا).

▪    ومن تعليمات التلمود أيضًا:

(1) النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود.

(2) بعض الشياطين من نسل آدم، فقد كان آدم يأتي شيطانة منهم اسمها (ليليت) مدة 130 عامًا، فولد منها شياطين، وكانت حواء في تلك المدة لا تلد إلا شياطين؛ بسبب نكاحها من ذكور الشياطين.

(3) الأجانب كالكلاب، والكلب أفضل من الأجنبي؛ لأنه مصرح لليهودي أن يطعم الكلب، ومحرم عليه إطعام الجويميم.

(4) يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع امتلاك باقي الأمم في الأرض؛ لتبقى السلطة لليهود وحدهم.

كما تقضي التعليمات التلمودية باستنزاف دماء غير اليهود؛ لاستعمالها في بعض المناسبات الدينية، وتتم عمليات الاستنزاف في حفل سري يدعى إليه لفيف من صغار الحاخامات؛ لتدريبهم على العملية، وكما يدعى إليه لفيف من أعيان اليهود بالمنطقة؛ للبركة والتعبئة الروحية والنفسية ضد الجويميم.

ويستعمل في ذلك طرق متعددة منها طريق البراميل ذات المسامير، ومنها قطع الأوردة، ثم تحفظ الدماء في زجاجات صغيرة يسهل نقلها، وما خيف عليه الفساد يخلط برماد الكتان.

ويستعمل الدم البشري بوضع نقطة منه على فطير الفصح أو غيره، وهناك بعض المناسبات الدينية التي يستعمل فيها الدم البشري ومنها:

(1) عند ختان الأطفال في اليوم الثامن حيث يمزج مع دم الطفل المختون ويحتك به.

(2) عند الزواج حيث يصوم العروسان من المساء وعند الصباح يناولهما الحاخام بيضة مسلوقة يغمسها في الرماد المشرف بالدماء البشرية.

(3) في يوم 9 يوليو يوم المناحة على خراب أورشليم، حيث يدهن كل فرد جبهته برماد الكتان الملوث بالدماء.

(4) في عيد الفصح حيث يوضع فقط من الدم المذكور على فطير الفصح عند عجنه.

(5) عندما يقترب اليهودي من منيته يقدم له الحاخام بيضة فرغت من صفارها ويمزجها إما بالدم أو برماد الكتان الملوث به، ويدهن به قلب المشرف على الموت.

وقد حدثت أحداث ذبح فيها أطفال أو صفي دمهم بوسائل شريرة، وقدم الكثيرون من الحاخامات اليهود وأفراد آخرون يهود أيضًا إلى المحاكمات في دول كثيرة منها:

(1) ترينت بإيطاليا: ذبح الطفل سيمون وصدر الحكم فيها بإعدام (إسرائيل فيتال) وبإحراق جثة طوجيا وإلقاء جثة مويز للوحوش وتقطيع جثة صمويل وهو حي.

(2) طاسناد في النمسا ذبح الطفل أندريا وحكم فيها على الحاخام رولير وصديقه يعقوب بالإعدام.

(3) كييف- روسيا.

(4) ذبيحة الأب قوما وإبراهيم عمار بدمشق في سوريا.


▪    وثيقة يهودية تبين سياسة اليهود التلمودية

لقد عثر المؤرخون على وثيقة خطيرة تفسر للناس السياسة التلمودية، وتضيء أمامهم الطريق؛ لاكتشاف الكثير من الأسرار التي يرسمها اليهود في دهاء وخفاء لمعاملة المجتمع البشري.

والوثيقة مؤرخة 21-12-1489م، وقد أرسلها حاخام باشا (للإسرائيليين) بالقسطنطينية، وكان يشغل يومئذ منصب الزعيم الديني الأكبر لجميع يهود الإمبراطورية العثمانية، كما يتمتع بولاء اليهود له في جميع بلاد أوروبا، وكانت هذه الوثيقة ردًا على الحاخام (غلور) بمدينة (أرل) بفرنسا، وقد جاء في الوثيقة:

«وصل إلينا كتابكم وفيه ... الصعوبات التي تواجهونها.. تطلبون فيها مشورة الشريعة والحاخامات والعظماء» تقولون: إن ملك فرنسا يطالبكم باعتناق المسيحية، فلبوا طلبه؛ إذ ليس في إمكانكم مخالفته، ولكن أخفوا دائمًا شريعة موسى في قلوبكم، وتقولون: إن الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي يستولون على أموالكم، ونقول لكم اجعلوا من أولادكم تجارًا يسترجعون أموالكم، ويضيفون إليها» وتذكرون أنهم يبغون الإضرار بحياتكم، ونقول لكم اجعلوا من أولادكم أطباء وصيادلة وهكذا تستطيعون أنتم الإضرار بهم، وقتلهم دون أن تخشوا عقابًا من القوانين وتذكرون أنهم يهدمون معابدكم وكنائسكم، ونقول لكم: اجعلوا من أبنائكم مسيحيين وأهلوهم؛ ليكونوا كهنة وقسسًا وإكليريكيين، وهكذا يتسنى لكم أن تهدموا كنائسهم، وتهدموها من داخلها من غير أن يشعروا بذلك.

وتذكرون أنهم يعتدون على حقوقكم ويظلمونكم، ونقول لكم: ألحقوا أولادكم بعد اعتناقهم المسيحية بالوظائف العامة، وبذلك تتمكنون من حفظ حقوقكم، والانتقام من خصومكم، وتستولون على أموالهم».

«حافظوا على هذه النصائح، واعتبروها أوامر مقدسة، وسوف يرون أنكم ستحصلون على المجد والعز بعد المذلة والفقر».

هذا ولا شك إن هذه الوثيقة ما هي إلا واحدة مما دبره اليهود، ومما جعلوه خطة سير لهم، فإن كانت قد ظهرت بطريق المصادفة، فهناك الشيء الكثير الذي لم يظهر.

ولعل ذلك يفسر لنا موفق الكنيسة الكاثوليكية وانحرافها وانقسامها على نفسها، وأيضًا توضح لنا سر التسلسل اليهودي إلى الكرسي البابوي والسلك الكنسي والإكليريكي وإشاعة الانقسام فيها محاولة هدم التعاليم المسيحية من داخل مجلس الكردينالات، ثم هذه أمثلة لما ظهر من عتاة اليهود الذين تظاهروا باعتناق الإسلام أو النصرانية، ثم كانوا حربًا عليهما.

(1) اعتنق جون أوسترنجر النصرانية، وهو يشغل مدير معهد الدراسات اليهودية المسيحية في جامعة (سيتون هول) بالولايات المتحدة، ثم هو كذلك يشغل مستشارًا بسكرتارية الوحدة المسيحية، هذا الشخص كان صاحب الوثيقة التي قدمها للكردينال (بيا) الألماني التي عرضها على المجمع المسكوني، فحكم بتبرئة اليهود من دم المسيح سنة 1963 مع أن الأناجيل المعتمدة لدى النصارى تؤكد أن اليهود هم المسئولون عن صلب المسيح وقتله، هكذا في أناجيلهم: (إنجيل متى الإصحاح 37، إنجيل مرقص 15، إنجيل لوقا 22، إنجيل يوحنا 19) وإن كنا نحن المسلمين نعتقد أنهم دسوا له الفتن والاتهامات، ولكن الله نجاه من كيدهم.

(2) ومن قبل ذلك دخل شاءول المسيحية فأفسدها، ودخل عبد الله ابن سبأ الإسلام؛ ليقوض بنيانه، ونفث فيه من سمومه الكثير إلا أن الله الذي حفظ الإسلام والقرآن قد رد كيده وكيد أعوانه في نحرهم.

(3) تظاهر تسبتاي تسيفي باعتناق الإسلام عام 1666م واتخذ لنفسه اسم محمد أفندي، ثم اكتشفت السلطات العثمانية أنه يتردد على المعبد أيام السبت، فأمر السلطان العثماني بنفيه إلى جزيرة سالونيك.

(4) تظاهر كارل ماركس وأسرته باعتناق المسيحية في أول القرن التاسع عشر الميلادي، فأتيح له أن يكون مذهبه الذي حول مئات الملايين من الناس عن كنائس المسيحية الثلاث بعد أن اعتنقوا مذهبه الإلحادي.

وهنا نتبين بوضوح المعنى الذي يرشد إليه حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم: «كل مسلم على ثغرة من ثغر الإسلام، الله، الله، فلا يؤتى الإسلام من قبلك» فقد تسمى أناس كثيرون بأسماء الإسلام، وأعلنوا الحرب على الإسلام، فقد يكون هؤلاء ممن دخلوا الإسلام من الباب الخلفي كما دخل عبد الله بن سبأ وأتباعه، وفي العصور الوسطى كانت جمعيات سرية كثيرة تعمل باسم الإسلام للقضاء على نفس الإسلام، وكذلك في العصور الحديثة ومنها مذهب البابية وامتداده البهائية التي استقرت بعد حروب ومتاعب في جبال الكرمل بجوار عكا، وكشفت عن وجهها الكالح، حيث اجتمع المجلس الأعلى لها في مقرها، وانتخب (ميسون) الصهيوني الأمريكي رئيسًا روحيًا لها ولفروعها في أنحاء العالم.

وكذلك كان التدبير اليهودي والمال اليهودي والكيد اليهودي وراء كثير من الجمعيات التي تهدم في الإسلام، ومن هذه الجمعيات ما هو قائم اليوم، ويعتلي رياسة دول إسلامية، ويحكمها ويوجه سياستها، ويقود شعبها جمعيات يهودية.

وتحت عناوين مختلفة ينشئ اليهود جمعيات كثيرة، يعتمدون عليها في بث أفكارهم وفي إفساد الأديان الأخرى، وفي التجسس على الحكومات وعلى الأفراد، ويختزنون المعلومات التي يحصلون عليها؛ لبيعها لجهات أخرى تهمها هذه المعلومات، وبالتالي يبنون عليها سياستهم وخططهم.
 

الرابط المختصر :