العنوان كتاب جديد "جذور البلاء"
الكاتب جمال الحسن
تاريخ النشر الثلاثاء 11-مايو-1971
مشاهدات 16
نشر في العدد 59
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 11-مايو-1971
تأليف: الأستاذ عبد الله التل
عرض وتلخيص: الأستاذ جمال الحسن
يقع كتاب جذور البلاء في مائتين وثمانين صفحة من قطع قياس ٢٤سم × ١٧سم طبعت طبعته الأولى هذا العام ۱۳۹۰هـ - ۱۹۷۱م، وهي تشمل القسم الأول من بحث كان المؤلف قد أعده لنيل الدكتوراه من جامعة الأزهر، إلا أن ظروفًا معينة حالت دون مناقشته.
والكتاب يبحث بصورة وافية في الأسباب الحقيقية التي جعلت من اليهود بلاء ومرضًا يفتك بالإنسانية كافة تلك الأسباب التي تكمن في التطبيق العملي للخلق اليهودي المستمد من التوراة ومن التلمود على مر العصور.
يتكون الكتاب من ثمانية فصول، وثلاثة ملاحق ومقدمة، وفيما يلي فكرة سريعة عن كل فصل من الفصول:
هنا.. العلة
الفصل الأول:
يبحث عن الجذور في كتاب اليهود المقدس المكون من التوراة وأسفار الأنبياء والكتب والصحف، ويبدأ بإعطاء فكرة عن كل هذه الأسماء، ثم يشرح بالتفصيل أربعة عشر جذرًا من جذور البلاء النابعة من كتابهم المقدس ويأتي بالنصوص الوافية من كتابهم ويعطي أسماء المراجع، مما جعل روح البحث العلمي واضحة كل الوضوح، وندرج تلك الجذور فيما يلي:
١- الوعود الكاذبة التي منحها يهوه رب اليهود، منحها لهم بصورة خاصة وأهمها أرض ما بين الفرات ومصر.
٢- الكفر والتجديف على الله واعتبار يهوه ذا صفات عجيبة فهو عالم تارة وجاهل أخرى ضعيف حينًا وقوي حينًا أخر متعطش لسفك الدماء.
٣- العنصرية والتعصب والانعزال. واحتكار الرب يهوه لهم واعتبارهم الشعب المختار.
٤- القسوة والهمجية فربهم يهوه يزرع في نفوسهم الإرهاب والبطش ويأتي بأمثلة كثيرة على ذلك من الكتاب وأوضح مثل عليه حين طلب منهم أن يفتكوا بكل حي في أريحًا من إنسان وحيوان.
٥- الدعارة. وفيه يظهرون جميع الأنبياء أنهم شهوانيون ويشجعون شعبهم ويسهلون له أمر الدعارة.
٦- الظلم والطغيان. حيث تبيح لهم التوراة قتل الأبرياء والحيوانات.
٧- الغش والسرقة والطمع؛ فقد أباحت لهم التوراة ذلك.
٨- الرق والعبودية. شرعت لهم توراتهم ذلك الأمر واعتبرت كل غير يهودي عبدا لهم.
٩- الحقد والغدر والمكر. أعطت لهم التوراة دروسًا كثيرة في ذلك.
١٠- الغاية تبرر الوسيلة حتى لو كانت الوسيلة منافية للأخلاق.
١١- الجبن والنفاق والاعتماد على الرب فقط في الحروب فهو يحارب عنهم.
١٢- الجحود ونكران الجميل؛ فيهوه هو الذي أوحى إلى داود أن يغدر بالفلسطينيين الذين آووه وحموه في أيام محنته وحين أصبح ملكًا تنكر لهم وفتك بهم.
١٣- الاستغلال والسيطرة فلا يكاد سفر من أسفار التوراة أو إصحاح من إصحاحاتها يخلو من بيان يجلو غريزة الاستغلال وحب السيطرة.
١٤- الكذب؛ فالقارئ للتوراة يصادف هذا الأمر بكل وضوح في التهويل والخرافات.
الفصل الثاني:
وهو يبحث عن الجذور في التلمود. فيعطي أولًا نبذة تاريخية عن الفرق اليهودية التي أوجدت التلمود وهي الفريسيون والصدوقيون والقراءون والكتبة والأسينيون والسامريون.
فهذه الفرق قامت بعمل شروح وتفاسير وتأويل وتوسيع للتوراة اكتملت في عام ٤٠٨م ثم زادوها مع الزمن بما يشبع الرغبات اليهودية.
ثم ينقل عن التلمود وصفه للإله والملائكة والشياطين وبعض الأسرار التلمودية، ثم عن علاقة اليهود بغيرهم ثم يذكر تسعة وخمسين بندًا من أدب وحكم وفن وفلسفة التلمود وهذه كلها هي مقومات الثقافة اليهودية وجذورها التي أوجدت الخلق اليهودي وما أدى إلى مصائب وبلاء في العالم.
ومن هذه البنود مثلًا: بند ٤٣ -مصرح لليهودي أن يسلم نفسه للشهوات والرذائل.
٥٩- إذا احتدم خلاف بين الله والحاخاميين فالحق مع الحاخاميين.
عداؤهم للديانات
الفصل الثالث:
يبحث عن عداء اليهود الأول للمسيحية والإسلام ويشمل هذا الفصل النصوص التي تدل على محاربتهم للمسيحية ونصوصًا من الإنجيل حول محاولات المسيح إصلاح أمر اليهود ثم نصوصًا حول فرية الصلب.
أما عن عداء اليهود للإسلام ففيه شرح لوضع اليهود قبل الإسلام وبعد ظهوره ومؤامراتهم ضد الإسلام مع ذكر آيات كريمة كثيرة عن ذلك وعن صفات اليهود المميزة لهم من الجبن والإجرام والقسوة والكفر وقتل الأنبياء والكذب والافتراء لزعزعة العقيدة والمكر والكيد وعبادة الذهب وأكل المال الحرام والمكابرة ونقض العهود والفحشاء والمنكر والربا والذلة والمسكنة والخزي، كل ذلك بآيات توضح الأمر جليًا.
أذرع الشر وأدواته
الفصل الرابع:
يبحث في أسلحة التنفيذ التي يستخدمها اليهود من أجل الإفساد في الأرض وهي:
١- الحركة الماسونية: ويعطيها حقها في الشرح وذكر النصوص وكشف الأسرار.
٢- الصهيونية: ويشرح جذورها وتطورها مستندًا إلى مصادر كثيرة هامة.
٣- جمعيات أخرى: مثل جمعية بناي برث (أبناء العهد) وهي جمعية خاصة باليهود فقط تتعاون مع الحركة الماسونية وموجودة في دول كثيرة منها دول عربية وكذلك جمعية شهود يهوه وهي ذات صبغة مسيحية في ظاهرها ويهودية في باطنها.
ثم يتكلم عن نوادي الروتاري التي لها فروع في أكثر بلدان العالم ويشير إلى أن الفاتيكان قد كشف أمرها وحرمها. ثم يشرح عن استغلال فكرة اللاسامية في مقاومة كل من يخاصم اليهود.
الفصل الخامس:
وهو عن الفتن والمؤامرات التي حاكها اليهود وقد وفق المؤلف حين بين أن جميع المؤامرات التي حيكت ضد العالم الإسلامي منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الآن فيها أصابع يهودية أعطى على ذلك أمثلة.
الفصل السادس:
ويبحث في طرق التدمير في المجتمعات غير اليهودية ويحسن المؤلف إذ يعطي أمثلة حية للوسائل اليهودية الرسمية لتدمير المجتمعات غير اليهودية بواسطة الجنس والشذوذ الجنسي واستغلال الأدب والفن والنصب والرشوة والسرقة ولعل قصة عائلة مزراحي اليهودية ص ١٩٣ في لبنان تعطي صورة عن الأمثلة التي يقدمها المؤلف فقد قامت هذه العائلة اليهودية الحسنة السمعة في طرابلس لبنان باقتراض مبالغ طائلة من البنوك ومن الأصحاب بحجج مختلفة شارك في ذلك الطفل والمرأة والشيخ ثم هربوا إلى إسرائيل بما لديهم من مال.
الغزو الفكري
الفصل السابع:
ويبحث في الغزو الفكري ويفضح المستشرقين والمبشرين حيث أكثريتهم يهود. ويفضح أساليبهم وأهدافهم واستغلالهم التعليم والطب والكتب والنشرات والصحف والمؤتمرات التبشيرية ثم ينهي البحث بذكر كلمات صالح لبعض المستشرقين الذين فيهم شيء من اعتدال.
وتبدو متعة البحث حين يمزج المؤلف تجربته الشخصية في هذا المجال فيكشف لأول مرة حقيقة المبشر زويمر اليهودي الذي لم تعرف يهوديته إلا حين موته.
ص٢٢٨.
الفصل الثامن
استراتيجية السماء
وفي هذا الفصل بيان لرسالة الإسلام الناجحة بفضل الحكمة الإلهية في إحقاق الحق وإزهاق الباطل. وقد أبرز المؤلف بعقليته العسكرية الناجحة أسس الجهاد الإسلامي الذي طبق الفن العسكري الحديث بوحي من الله. ثم أورد كثيرًا من الآيات التي تكون هذه الأسس. كما فند الفرية الكبرى حول الإكراه في الدين.
ثم يفضح أذناب اليهود الذين يحاولون فصل الدين عن العروبة ويعطي أمثلة حية لذلك.
الملاحق: وأخيرًا يقدم المؤلف ثلاثة ملاحق للقرارات السرية لمن يسمون أنفسهم حكماء صهيون. ولخطبة المبشر زويحر في القدس. ولكلمة مخلصة لعالم فرنسي عن فضل الإسلام على أوروبا.
أخطاء وردت
لوحظت الأخطاء التالية لدى قراءة الكتاب:
١- ص ٩٨ لم تذكر نهاية الآية ١١٩ آل عمران وهي ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
٢- ص ١٠٧ لم تذكر لله في الآية ٦ الجمعة ﴿إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ...﴾.
٣- ص ١٠٧ آية ١٨١ آل عمران ذكرت كلمة "غذاب" بدلًا من "عذاب"..
٤- ص ٣٨ أورد المؤلف كلمة الفسق في غير محلها وهذا أمر شائع بين الكتاب فالفسق معناه يؤخذ من الآية الكريمة: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (سورة الحشر: ١٩) أي أن الفاسق هو الذي يعرف الله ويعرض عنه.
٥- استعمل المؤلف كلمة «المسيحية» كثيرًا وهي بنص القرآن: نصرانية، وليست مسيحية كالذين يقولون محمدية عن الإسلام وهذا خطأ.
نواقص
١- في معرض ذكر المؤلف لأسلحة التنفيذ اليهودية كنا نود لو ذكر جمعيات الاتصال بالأرواح وما يدور فيها من أسرار ضد الإسلام وضد الأمة.
٢- يحاول بعض الكتاب إظهار أن اليهود أذكياء وما هم بالأذكياء فالفشل كان دائمًا يطاردهم في مختلف العصور، ولئن نجحوا في العصر الحالي فما ذلك بذكائهم ولكن بهوة الانحطاط التي وصل إليها العالم العربي. وحبذا لو شرح هذا الأمر. وكان يمكن أن يرد مثلًا في أسباب النصر والهزيمة.
٣- اليهود الذين تنصروا أو أسلموا وكان لهم دور خطير في تدهور الأمة الإسلامية حيث قادوا أحزابًا وشخصيات بارزة لم يرد لهم ذكر في البحث؛ عسى أن يأتي فضح أمرهم في القسم الثاني من الكتاب.
ونحن نقترح على إدارة تحرير المجتمع أن تفسح مجالًا لمن لديه خبرة شخصية في هذا المجال أن يكتب لها. هذه الخبرات الشخصية إذا جمعت كانت مادة دسمة لبحث عميق.
٤- دلائل النهوض في الأمة الإسلامية كان من الضروري أن يكتب عنها شيء من أجل رفع اليأس من القلوب، خاصة وأن الأمر دومًا بيد الله وهو ذو فضل ورحمة واسعتين، فيهما أمل كبير أن يعيد الله لهذه الأمة مجدها لتسحق أعداء الله الألداء.
نتيجة هامة كان يمكن للمؤلف أن يشير إليها وهي أن الأحداث في أي جيل وأي مكان، يكمن الدين محركًا هامًا لها.
قيمة الكتاب
يعتبر هذا الكتاب من المراجع الهامة في موضوعه خاصة وصفحاته مملوءة بالأدلة والبراهين حتى إنه من بين صفحاته المائتين والثمانين وردت ١٤ صفحة ملاحق وأكثر من ٢٣٠ صفحة لها هوامش لذكر كثير من المراجع.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الخلفيات الدفينة لمشكلة راهنة - في التنظيم والنشاط اليهودي - الحلقة الثالثة والأخيرة
نشر في العدد 129
18
الثلاثاء 12-ديسمبر-1972