العنوان الثَور الأبيَض
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1970
مشاهدات 30
نشر في العدد 2
نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 24-مارس-1970
هربت أشعة الشمس البرتقالية عند الغروب من الغابة الخضراء.
فلبست الغابة ثيابا رمادية طرزتها «عرائس الليل». بخيوط من شعورهن الفاحمة..
وحين غاب آخر شعاع وقفت عمالقة الأشجار وقد ملأت جيوبها بثمر الألوان وأطلت مناقير الطيور وأجنحتها مزركشة بألوان نسجتها. من السحاب والسماء.. وعادت لأوكارها في المساء.
الببغاء الأفريقية في لون البرتقال. «والكناريا» بلون الليمون الناضج. و«اللقلق». بلون أوراق الموز الحريرية الخضراء..
أما المناقير فقد غمست في أوراق الورد الحمراء.
الغابة الخضراء مبهجة.. الغابة الخضراء مثمرة..
عزفت فرقة الطيور الخضراء.. وغنت البلابل الصغيرة.. نشيدها الأخير قبل رحلة النوم اللذيذة..
● الثعابين أنصتت في صمت.. وتلوت في جلودها الناعمة.
ثم نامت عند أقدام الأشجار... فكأنها أحذية مبرقشة في أرجل العمالقة
● الأن الغابة الخضراء مالت للسكون إلا من عصفورتين.. تأخرت عودتهما.
فكانت أصواتهما كالكمان يسمع عند المساء..
تجمعت الفيلة الشقية عند البحيرة الخفية..
والتقت أشجار الموز بشيلان الحرير الطائرة في الهواء
أما سبائط الموز الصفراء فكانت كأطفال صغار يرضعن من أمهاتهن..
وعبثت الفيلة الصغار بمياه البحيرة ترسله من خراطيمها نافورات ملونة بألوان الغروب.
فطرب البط البري الأبيض.. وصفر من بعيد.. والقردة الذكية.. قذفت ثمار جوز الهند الشهية ولما أقبل الغروب مالوا للسكون... تعلق هذا من ذيله.. وذلك من يده. في أوضاع بهلوانية تليق بعالم القردة الشقية...!
وهكذا تجمع الفراش.. عند الورق الملون لنبات الفوجير والطاووس عند كرمة العنب.. أما الثعالب فجلست تتآمر على الأرانب والذئاب على الخراف. والنمور تسن أنيابها على الصخور وعاد كل إلى مكانه يلتمس الحماية في قطيعه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

