العنوان الجامعة والشباب (العدد 469)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-فبراير-1980
مشاهدات 19
نشر في العدد 469
نشر في الصفحة 46

الثلاثاء 12-فبراير-1980
التسجيل
لا يكاد يذكر الإرشاد والتسجيل حتى تسمع من كل طالب تنهدات الأسى والألم.
فهذه العملية يخرج منها الطالب الجامعي في بداية كل فصل دراسي، وكأنه قد خرج من عملية جراحية ويحس بأنه قد تخلص من نصف عبء هذا الفصل، بل قد يكون أكبر من ذلك، لا تستغربون من هذا الكلام فما أقوله الحقيقة، وأقول لمن لا يصدقني تعال في بداية أي فصل دراسي إلى جامعة الكويت، وبالتحديد إلى صالة كلية العلوم لترى بأم عينيك هذه المشاكل، فأول ما يقابلك ازدحام على الأبواب ويحسبك بأن هذه الأبواب لن تتحمل هذا الضغط البشري عليها، فكل طالب يحاول أن يسبق زميله عله يحصل على بعض المواد التي يريدها، وقد أنتج هذا الضغط أن تحطم باب الصالة لأكثر من مرة، ولكن هذه المسألة يمكن تجاوزها لأن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت استطاع أن يحلها بابتكاره لطريقة الأرقام.
وتبقى المشاكل الداخلية فعندما تدخل الصالة تريد أي مادة وخصوصًا مواد إدارة الأعمال في كلية التجارة والاجتماع في كلية الآداب فإنك ستجابه بالكلمة المعهودة «المادة مقفلة» فتسأل عن شعبة أخرى أو مادة فيجيبك إن المادة الفلانية بها أماكن فارغة فتذهب تعدل جدول موادك حتى لا يتعارض مع بعضه لتضع المادة الجديدة بدل المادة المقفلة، وحينما تنتهى من هذه العملية وتذهب للسكرتير ليسجل لك المادة تفاجأ بالكلمة السابقة إن المادة أقفلت، فتعيد الكرة وتبحث عن مادة وهكذا دواليك حتى يضيع الوقت وأنت لم تنه الجدول !
إن هذا بالفعل ما يحدث في تسجيل جامعة الكويت وخصوصًا في مواد السنة الأولى وكان له نتائج سلبية على كثير من الطلبة خصوصًا الطلبة المستجدين فمنهم من كره الجامعة بسبب هذه المشاكل فتركها، ومنهم من تعثر في دراسته نتيجة أخذه لمواد هو يعلم أنها ليست مناسبة له، ولكنه اضطر لأخذها لملء جدوله ولكون المواد التي يريدها قد أقفلت.
إن الحل لهذه المشاكل ليس بالحل الصعب، فالمطلوب إيجاد وفرة من الدكاترة، وفتح شعب بعدد أكبر لاستيعاب أعداد الطلبة المتزايدة، وكذلك أن تفتح شعب جديدة تلقائيًا خلال أوقات التسجيل إذا وجد أن هناك ضغط على الشعب الموجودة، وإذا تعلل البعض بأن هناك نقصًا في عدد المدرسين، فالرد عليه بأن عبء الدكتور في جامعة الكويت قليل جدًا بالنسبة إلى عبء الدكاترة في الجامعات العربية الأخرى، فلا أرى هناك بأسًا من أن يزاد عبء الدكتور بأن تضاف إليه شعبة واحدة زيادة.. هذه مشكلة واحدة من مشاكل التسجيل والإرشاد وهناك مشاكل أخرى سنحاول أن نتطرق إليها في حلقات قادمة بإذن الله.
مجالس الطلبة في مدارس الكويت
مما لا شك فيه أن في تعويد النشء على حرية التعبير عما يحمل من أفكار وإعطائه الفرصة لإبداء آرائه دليل على الرغبة في إيجاد مستوى أفضل من التفكير والوعي لدى الجيل الجديد، وهذا بالتالي دليل على اهتمام واع وحرص على رقي هذه الأمة.
من هذا المنطلق كانت نظرتنا إلى مجالس الطلبة التي أوجدتها وزارة التربية في مدارسها الثانوية، فقد رأينا في فكرتها أنها ستحقق الهدف الذي ذكرناه في مقدمة حديثنا، فيه لاشك إن أتيحت لها فرصة ستقوم بهذا الدور، ولكن ما لاحظناه في المدارس الثانوية هو الاهتمام بشكل المجلس لا بمضمونه، فتحرص المدرسة في بداية السنة الدراسية إلى اختيار مجموعة من الأعضاء من الفصول الدراسية المختلفة، إما عن طريق الانتخاب أو عن طريق التعيين ثم يجتمع الطلبة المختارون فيختارون بينهم رئيسا أو أمين سر وغير ذلك من الأمور الشكلية، ثم ينتهي المجلس وكأن هذا المجلس مهمة ثقيلة على الإدارة المدرسية من قبل الوزارة فهي تلقيه عن كاهلها بهذه الانتخابات وهذه الأمور الشكلية، ثم بعد ذلك يكون دور المجلس أن يقدم الهدايا للمدرسين الذين أدوا خدمات للمدرسة، أو يعود الطلبة والمدرسين وكأنه مؤسسه خدمة اجتماعية وليس مجلسًا لشؤن الطلبة
ومع احترامنا لهذه الأمور الاجتماعية وعلمنا بأهميتها وأنه لابد من أن يكون للمجلس دور فيها، ولكنا نرى أن دور المجلس أكبر من هذا الشيء، فنحن نريد مجلسًا للطلبة يكون له دور في صنع القرار الذي يخرج من إدارة المدرسة، ونريد له دورًا في تنمية وتطوير هذه المدرسة وإغنائها بالوسائل والأساليب التي تفيد في المجالات العلمية والتربوية، ونريده كذلك أن يذلل الصعوبات التي تواجه الطلبة، وأن يساعد في حل المشاكل التي يجابهونها، وأن يكون همزة وصل بين الإدارة والطلبة ليوصل شكاوي الطلبة إلى الإدارة، وما يجدونه من صعوبة في الدراسة والمناهج الدراسية.
كل هذه الأمور لابد أن يكون للمجلس دور فيها، إذا اريد لفكرة مجالس الطلبة أن تنجح، أما هذه الأشكال والهيئات فهي مرفوضة بتاتًا..
إن هذه السلبية الموجودة بين الطلبة والإدارة وما يكنه الطلبه من ريب وسوء نية اتجاه بعض الإدارات ناتج عن عدم احتكاك الإدارة بالطلبة، وعدم اتصالها بهم الاتصال الكافي فهم يحسونها وكأنها ند لهم، ونحن نرى أن خير وسيلة لإزالة هذه الجفوة مجالس الطلبة بشكلها الفعال.
فلذلك نحن نطالب بمجالس الطلبة ونؤيدها، ولكن بالدور الذي بيناه سالفًا، ونقترح أن تكون هناك ندوات من قبل الوزارة لإدارات المدارس أولًا، تشرح دور مجلس الطلبة بشكل أوضح وأعمق، ثم يكون هناك ندوات لطلبة المدرسة لتوضيح دور مجلس الطلبة، والآمال المعقودة عليه، ثم بعد ذلك تكون هناك المتابعة والتشجيع والحث من قبل الإدارة للمجلس، حتى ينتج ويعطي العطاء المطلوب.
إن ما نعانيه اليوم من سلبية وانزواء في الطالب الكويتي وعدم اهتمامه فيما يدور من حوله ناتج عن عدم وجود مثل هذه النشاطات التي تعين الطالب على المشاركة والانفتاح فكيف نوجدها الآن ثم نقتلها وهي في مهدها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالحلقة الثانية من بيان الجماعة الإسلامية في باكستان: القرآن والسنة مصدرا التشريع
نشر في العدد 14
23
الثلاثاء 16-يونيو-1970


