العنوان الجذور الإسلامية.. هل يقتلها العسكر في تركيا؟
الكاتب عبدالله الصالح
تاريخ النشر الثلاثاء 28-أكتوبر-1980
مشاهدات 17
نشر في العدد 502
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 28-أكتوبر-1980
الخلافة العثمانية دامت ستة قرون وكانت رمزًا لوحدة المسلمين
علمنة تركيا على يد أتاتورك كانت التجربة الأولى لضرب الإسلام
انقلاب عام 1960 كان موجهًا ضد إصلاحات إينونو الإسلامية
سعيد النورس ونجم الدين أربكان قادا حركة التوعية الإسلامية
بعد مضي أسبوع على مهرجان قونيا الإسلامي قام الجنرالات الأتراك بانقلاب عسكري رفع شعار الحفاظ على الديمقراطية ومبادئ كمال أتاتورك. والسؤال الذي طرحه هذا الانقلاب على المراقبين والمحللين هو: بعد مضي ستة عقود على «علمنة» تركيا هل بقي فيها جذور إسلامية لا يقوى على اقتلاعها إلا العسكر؟ وقد أجاب على ذلك برفيسور تركي بسؤال استنكاري قائلًا: هل مسيرة خمسة عقود من العلمنة كافية حقًا لمحو جذور إسلامية تعود إلى ستة قرون؟! والسؤال الذي تطرحه إضافة لذلك هو: خلال مسيرة العلمنة التي ابتدعها أتاتورك هل خفت صوت الإسلام في تركيا، وهل ماتت جذوره أم غارت في الأعماق لتخرج نبتًا قويًا إن شاء الله؟!
اعتنق الأتراك العثمانيون منذ حوالي ستة قرون وأسسوا خلالها السلطنة العثمانية والتي أصبحت رمزًا للخلافة الإسلامية منذ أن تنازل الخليفة العباسي المتوكل عن لقب الخلافة للسلطان سليم الأول عام 1517م. وقد توسعت الخلافة العثمانية خلال عهد السلطان سليمان القانوني «1520 – 1566» بحيث شملت أجزاء كبيرة من شرق وأوسط أوروبا بالإضافة إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا. وبالرغم من أن الخلافة العثمانية لم تكن نظامًا إسلاميًا متكاملًا إلا أن دستورها وقانونها الذي عرف «بعجلة الأحكام العدلية» كان مستمدًا من أحكام الشريعة الإسلامية على المذهب الحنفي. والحق أن الخلافة العثمانية بالرغم من تأخر أساليبها في الحكم والإدارة ومجافاتها لروح الإسلام في بعض الأحيان، إلا أنها ظلت حامية لبيضة الإسلام ورمزًا لوحدة المسلمين إلى أن تآمرت أوروبا عليها فقطعت أوصالها وقسمتها إلى دول وضعتها تحت سيطرتها، والتي لا نزال نعاني من آثارها في جميع أنحاء العالم العربي.
والشعب التركي متدين بطبعه وشديد الولاء للقيم الإسلامية، وأصبحت عاداته وتقاليده مصبوغة بالصبغة الإسلامية ويكاد يكون الحجاج الأتراك أكثر من حجاج أي بلد إسلامي على الرغم من قوانين الدولة العلمانية التي تحد من الحرية الدينية.
التجربة الأولى
وعندما بدأ الوهن يدب في جسم الخلافة العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر بسبب ضعف السلاطين وانتشار الأفكار الغربية والقومية التي كانت تغذيها الحركة الماسونية والدول الأوروبية، رأت هذه الدول الفرصة سانحة للقضاء على الخلافة الإسلامية وتقطيع أوصالها للاستيلاء عليها ونهب خيراتها.
وقد رأت الصليبية والصهيونية أن تجري التجربة الأولى لضرب الإسلام واقتلاع جذوره في تركيا فمهدت الطريق لمصطفى كمال أتاتورك ليصبح أول رئيس لجمهورية علمانية تقوم على أسس فكرية غريبة على أنقاض الخلافة الإسلامية. وقد اقتضت التجربة أن تكون موجهة لحرب الإسلام علانية وبشكل صريح على اعتبار أن الخلافة العثمانية كانت متفككة، وأن جذور الشعب التركي الإسلامية غير عميقة فماذا حصل؟
أتاتورك يحارب الإسلام
بعد تهيئة لمصطفى كمال عن طريق اشتراكه في حرب البلقان وجبهات أخرى، تمكن من عزل السلطان عبد الحميد وأقام جمهورية علمانية على النمط الغربي عام 1923م وفي مارس 1924م ألغى نظام الخلافة الإسلامية وأقر دستورًا جمهوريًا أبقى على نص أن دين الدولة الرسمي الإسلام، ولكنه حذف هذه العبارة في أبريل 1928م وظل يحكم تركيا حتى عام 1939م.
وقد كان أتاتورك حازمًا في فرض العلمانية وحرب الإسلام وقام بإجراءات عديدة لتطبيق العلمانية. فهو لم يكتف بفصل الدين عن الدولة وإلغاء المحاكم الدينية والقوانين الشرعية بما في ذلك مجلة الأحكام العدلية، بل حاول أن يصبغ حياة الشعب التركي المسلم بصبغة الحياة الغربية. فقد منع اعتمار العمامة وأمر بلبس القبعة الأوروبية ومنع الحجاب للنساء، والجبة للعلماء خارج المسجد. وأصدر قانونًا بمنع استعمال اللغة العربية وحروفها وأصبحت اللغة التركية تكتب بالحروف اللاتينية منذ عام 1928م، كما جرى تبني النظام الغربي الميلادي واستبدال يوم الجمعة بيوم الأحد كعطلة أسبوعية. وفي محاولة لبت الصلة بين الأتراك والإسلام فقد منع كتابة الرسائل أو التحدث أو الكتابة باللغة العربية ولا يزال ذلك ساريًا حتى الوقت الحاضر.
ولكي تصبح الحياة التركية على النمط الغربي فقد شجع أتاتورك الرقص واللهو للجنسين وأشاع استخدام الموسيقى الكلاسيكية وإشاعتها وكذلك تشجيع المسرح الغربي.
وباختصار شديد لقد حاول أتاتورك عن طريق حزب الشعب الجمهوري أن يقلب حياة الشعب التركي إلى حياة على النمط الأوروبي قلبًا وقالبًا وكان أشد ما يكون حزمًا وعنفًا عن مخالفة أوامره التي تخالف الإسلام وتناقضه. وقد تصور أتاتورك كما تصور من دفعوا به إلى سدة الحكم في تركيا، أنه سيقضي على الإسلام قضاءً مبرمًا. ولكن هل صدق حسابه والله لا يصلح عمل المفسدين؟!
ردود مكبوتة
لقد قوبلت إجراءات أتاتورك باستنكار شديد في جميع أنحاء العالم الإسلامي وقد عبر المسلمون عن ذلك خارج تركيا بأساليب كثيرة. أما المسلمون الأتراك فقد رفضوا قوانين كمال أتاتورك بشكل علني. فقد أصدر شيخ الإسلام آنذاك درزاد عبد الله أفندي فتوى أحل فيها دم أنصار أتاتورك. وفي تلك الأثناء كان قد استشهد سعيد النورس الذي أسس جماعة النور الذين لا زالوا يكافحون لتنوير الناس بالإسلام وتنقية معتقداتهم في الشوائب. وقد حاول أتاتورك أن يستميله أو بالأحرى أن يستغل شعبيته خاصة بعد ما رفض الإسهام في العصيان الذي قاده الشيخ سعيد الكردي في الشرق عام 1924م ضد كمال أتاتورك باعتبار أن الجيش التركي يضم مسلمين ولا يجوز قتالهم!.
وبالرغم من حركة النوريين لم يكن لها مضمون سياسي إلا أنها أسهمت بشكل ملموس في توعية المسلمين الأتراك بمخالفة قوانين أتاتورك للشريعة الإسلامية. وبسبب إغلاق المدارس الدينية وخطر الدعاية للإسلام فقد اتسم العمل الإسلامي في تركيا في عهد أتاتورك بالسرية، كما أن الانفتاح على الغرب أثر بشكل واضح على قيم الناس وعاداتهم خاصة في المدن الكبيرة. أما في الريف فلم يتأثروا كثيرًا بهذه القوانين ولكن صرامة التضيق وقساوة العقوبة أظهرت الشعب التركي وكأنه تقبل حقنة العلمانية واستقرت أجهزتها فيه! وبعد أن مات أتاتورك عام 1938م كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت ومنذ عام 1947م كانت قد تأسست العلاقات التركية الأمريكية واستفادت تركيا من مشروع مارشال فتلقت حتى عام 1951م حوالي 90 مليون دولار.
عاصفة بعد سكون
وكان لهذه المساعدات انعكاسات اجتماعية في المدن الرئيسية حيث تشكلت طبقة مترفة كما شاعت الرشاوى، وذاق الناس طعم بعض الرخاء.
وقد تعرضت هذه الأحوال المستجدة إلى انتقادات شعبية كبيرة باعتبارها من الفساد ومخالفة للروح الإسلامية. وبسبب هذه الظروف المستجدة إضافة إلى الكبت الذي عاناه الشعب أثناء العهد الأتاتوركي انفجر الشعب في ثورة ضد كمال أتاتورك وأنصاره وخرج المسلمون إلى الشوارع وحطموا تماثيل أتاتورك عام 1951م وطالبوا بعودة الحجاب والزي الإسلامي للرجال والنساء وغيرها مما منعه أتاتورك وفي مستهل الخمسينات كانت تركيا قد تبنت نظام تعدد الأحزاب حيث قد نشأ إلى جانب حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه كمال أتاتورك حزب جديد هو الحزب الديمقراطي بزعامة عصمت إينونو الذي فاز بانتخابات عام 1950م فوزًا ساحقًا وشكل الحكومة.
وقد كان السبب الجوهري لنجاح الحزب الديمقراطي بالرغم من أنه أوروبي النهج وزعيمه كان متهمًا بالماسونية، أن هذا الحزب قد اضطر للاستجابة لمطالب الشعب الدينية.
وردًا على تصويت الشعب لصالح الحزب الديمقراطي فقد قامت حكومة عدنان مندريس بإصلاحات إسلامية منها تعديل القرار الذي أصدره أتاتورك بمنع الأذان باللغة العربية بحيث أعطي للمؤذن الحرية في رفع أذانه باللغة العربية أو التركية، وقد اختار المؤذن اللغة العربية وعندما سمع الناس الأذان باللغة العربية ابتهجوا ابتهاجًا عظيمًا وخرجوا إلى الشوارع ينحرون الخراف. ومنها السماح بعودة تدريس الدين في المدارس.
ولكن على النقيض من ذلك فقد ازدهرت الماسونية في عهد الحزب الديمقراطي الذي اضطر كما ذكرنا للقيام بتلك الإصلاحات لضمان الحصول على أصوات الناخبين بما يكفل له الفوز ضد حزب الشعب. ومما يدلك على عمق الجذور الإسلامية لدى الشعب التركي في تلك الفترة أن حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي اضطر لرفع شعارات إسلامية في انتخابات عام 1954م التي فاز بها للمرة الثانية الحزب الديمقراطي.
وفي عقد الخمسينات زادت فترات بث القرآن الكريم في الإذاعة وتكثفت البرامج الدينية وأصبحت الشوارع تعج بالمتظاهرين مطالبين بالعودة إلى الشريعة الإسلامية. وقد حاول حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل الوطني بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الحاكم للوقوف أمام حركة المد الإسلامي باستصدار قوانين تتسم بالشدة ضد من يعتدي على «منجزات» أتاتورك. ولكن لم يكن في طاقتهم ذلك آنذاك فماذا كان الحل؟!
العسكر ضد الإصلاحات الإسلامية
وعلى الرغم من أنه لم تمض إلا ثلاثة عقود على «التجربة الأولى» لاستزراع العلمانية والديمقراطية في البيئة الإسلامية فلم يجد أعداء الإسلام بدًّا من القفز فوق الديمقراطية التي يتغنون بها ويبشرون بها، فجرى التخطيط لانقلاب عسكري على أعين أمريكا بقيادة جمال غورسيل الذي نفذه عام 1960م. وبالرغم من تشكيل «لجنة وطنية» لتطويع الإسلام فقد أيقن العسكر أن الإسلام هو العمود الفقري للشخصية التركية فاضطروا للعدول عن نيتهم بمنع الأذان وفرض الشعور فأقرت اللجنة إصلاحات الحزب الديمقراطي وأضافت إليها فتح مدارس التعليم الديني وأنشئ معهد الدراسات الإسلامية. ولكن اللجنة فرضت تعليم الاقتصاد والاجتماع والفلك إلى جانب علوم الدين في محاولة «لعلمنة» المعهد: كما قام المعهد بإصلاح المساجد القديمة وإعادة طلائها وزخرفتها. وقد اتبعت هذه اللجنة خطة لإعادة الأذان وتلاوة القرآن باللغة التركية حيث عمدت إلى ترجمة القرآن للغة التركية ظنًا منها أن الشعب نفسه سيطالب بذلك فيما بعد.
وبعد أن استقالت حكومة العسكر وسلمت السلطة للمدنيين. وفي انتخابات 1965م سيطرت الشعارات الإسلامية على الانتخابات وكان هذه المرة قد اختفى حزب عدنان مندريس وتأسس على أنقاضه حزب العدالة الذي أصبح ديمريل زعيمه حتى الوقت الحاضر. وخلال عقد الستينات وبسبب الإصلاحات الإسلامية في عقد الخمسينات كانت قد انتشرت الثقافة الدينية عن طريق المعاهد في تركيا أو عن طريق المبعوثين إلى جامعات الدول الإسلامية كالأزهر. وأصبح حزب الشعب الجمهوري يميل نحو الاشتراكية وحزب العدالة يتلون بالديمقراطية والماسونية. وفي انتخابات عام 1965م اضطر ديمريل أن يعلن بأنه ليس عضوًا في الحفل الماسوني مما كان سببًا في فوزه. وخلال هذا العقد كان قد سمح للاشتراك بدراسة العلوم الإسلامية في الدول الإسلامية الأخرى وقد وفد منهم إلى الأزهر وجامعات دمشق وبغداد أعداد كبيرة تخرجت وعادت لتستلم مراكز توجيه في تركيا.
لا ننسى أنه كان قد سمح بطباعة كتب سعيد النورس وسمح لأنصاره بمزاولة نشاطهم فانتشرت «مدارسهم» مما ساهم في تعميم الوعي الديني لدى الشعب التركي.
ويمكن القول بأن عقد الستينات كان قد عقد التهيئة لانبثاق العمل الإسلامي الجماعي المنظم وهنا بالإضافة إلى عوامل سياسية أخرى كان لا بد من انقلاب عسكري فكان انقلاب عام 1971م الذي أطاح بحكومة ديميريل.
حزب الخلاص الوطني الإسلامي
وفي الانتخابات التي جرت عام 1973م كان قد برز إلى الوجود حزب السلامة الوطني بزعامة البروفيسور نجم الدين أربكان الذي لم يستطع أن يفصح عن هويته الإسلامية بشكل صريح بسبب القوانين العلمانية السارية. وقد خاض حزب الخلاص أو حزب السلامة الانتخابات لأول مرة وفاز بتسعة وأربعين صوتًا من أصل 450 وكان من نتيجة ذلك أن دخل في حكومة تحالف مع حزب الشعب الجمهوري، وتحالف مرة أخرى مع حزب العدالة الذي أطاح بحكمه العسكريون يوم 12/9/1980م بقيادة الجنرال كنعان ليفرين.
واستطلع حزب الخلاص الوطني عن طريق مشاركته في الحكم وعن طريق تأثيره في مجلس النواب التأثير في اتخاذ القرار السياسي وقد تلخصت سياسته في المطالبة بعودة تركيا إلى الإسلام في نطاق التشريع وإلى حظيرة الدول الإسلامية والعربية على صعيد السياسة الخارجية كما ركز على استقلال تركيا سياسيًا واقتصاديًا فتبنى سياسة تصنيع تركيا وإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية فيها. وبفضل التوعية الإسلامية التي يقوم بها حزب الخلاص الوطني وغيره من المعاهد الدينية بالإضافة إلى نضوج الظروف الاجتماعية والسياسية خلال عقد السبعينيات في العالم الإسلامي، فقد شهدت تركيا موجة حد إسلامي كبير تعبر عنها الجماهير الفقيرة التي تؤدي الصلوات في المساجد خاصة المسجد الملحق بأيا صوفيا. وقد برزت في تركيا في الفترة الأخيرة ظاهرتان سياسيتان أجمع المراقبون على أنهما من أهم الأسباب التي دفعت بأمريكا للإسراع في تنفيذ انقلاب إيفرين الذي أخذت تفكر فيه منذ فترة طويلة. هذان الحدثان هما: قيام ممثلي حزب الخلاص الوطني في مجلس النواب بطلب تحقيق حول سياسة وزير خارجية حكومة ديميريل وخير الدين أركمان بشأن قضيتين: مخالفة مقررات المؤتمر الإسلامي، وعدم قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» رغم إعلانها القدس عاصمة لها. وقد ترتب على ذلك أن أقال مجلس النواب وزيرًا للخارجية ولأول مرة في تاريخ تركيا أما الحدث الثاني فهو مهرجان قونيا الإسلامي.
مهرجان إسلامي
في 6/9/1980م حضر البروفسور نجم الدين أربكان وعدد من أعضاء حزب الخلاص ومندوبون عن العراق وسوريا وأفغانستان ومنظمة التحرير الفلسطينية والندوة العالمية للشباب الإسلامي مهرجانًا كبيرًا في مدينة قونيا ندد فيه المتظاهرون بقرار إسرائيل اتخاذ القدس عاصمة موحدة لها. وقد رفعت لافتات كتبت باللغة العربية منها كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» وقد لبس البعض العمامة والجبة وهذا ما يخالف القوانين التي وضعها كمال أتاتورك.
وقد بات مخططو السياسة الأمريكية والجنرالات الأتراك المحسوبون عليها يدركون أن تركيا مقبلة على حركة تغيير إسلامي تسير بخطى ثابتة وموازية لمسيرة الحركة الإسلامية في عموم الأقطار الإسلامية، ولما كانت حكومة ديميريل وتطويقًا لحركة المد الإسلامي، ومهما اتخذ العسكر الجدد من إجراءات ديكتاتورية فإن الجذور الإسلامية ضاربة في أعماق الشعب التركي ولا بد لها أن تثبت إن عاجلًا أو آجلًا. فانقلاب أيفرين هو الانقلاب الثالث ومع ذلك فقد ظل الإسلام هناك وصوته يقوى يومًا بعد يوم ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21).