; الجماعة الإسلامية الهندية هي حركة دينية خالصة تعمل بكل هدوء واستقرار | مجلة المجتمع

العنوان الجماعة الإسلامية الهندية هي حركة دينية خالصة تعمل بكل هدوء واستقرار

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-أكتوبر-1970

مشاهدات 53

نشر في العدد 31

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 13-أكتوبر-1970

عقد سماحة الأستاذ ك. سي عبد الله المولوي أمير فرع الجماعة الإسلامية الهندية بكيرالا - مالابار مؤتمرًا صحفيًّا كبيرًا بفندق راتنا جيري بكاليكوت.

وقد حضر المؤتمر عدد من مراسلي الجرائد ومندوبي وكالات الأنباء الهندية ومن بينهم مراسل جريدة «هندو» الإنكليزية الشهيرة ومندوب وكالة يو. ن. إي. المحلية الهندية. وقد صرّح سماحة الأستاذ قائلًا إن الهدف الذي ترمي إليه الجماعة الإسلامية الهندية هو التغيير الكامل القائم على القيم والاتجاهات المستمدة من الدين الإسلامي في جميع مراحل الحياة، ومن أكبر الخطأ أن تُرمى بأنها حركة طائفية أو حركة شبه عسكرية، ثم ذكر سماحته أن هناك مشكلات عديدة تُعاني منها الحكومة الهندية ومن أكبرها وأبرزها خطرًا الاضطرابات الطائفية البشعة التي تتجدد كل يوم في أنحاء الهند والاتجاهات المتطرفة اليسارية.

 وفي الحقيقة أن الحكومة لم تستطع أن تحلهما حلولًا سلمية جذرية إلى الآن؛ فجميع المحاولات التي بذلت نحو إحلال السلام وإنهاء المشكلات قد باءت بالفشل، فإذًا أطالب جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الأخرى كما طالبها الأمين العام للجماعة الإسلامية الهندية في أحد تصريحاته أن تبادر إلى اتخاذ خطة ناجحة تسير وفقها في جميع مراحلها المسيرية السياسية في المستقبل، وذلك لإنقاذ البلاد من حالات الشدة والاضطراب والعنف والتوتر ولإقامة الأمن فيها ولإنهاء إجبار سياسة كل على الآخر بالإرغام. وبعد ذلك نبّه الأستاذ مؤكدًا أنني أعتقد اعتقادًا جازمًا أن فرض حظر بعض الأحزاب ليس علاجًا سديدًا لإنهاء الاضطرابات والمجازر، ومع هذا إن دستور الهند لا يسمح بذلك. وأما ما قيل في أحد اجتماعات مؤتمر الحزب الوطني الحاكم المنعقد في دلهي باتخاذ قرار إلحاق الجماعة الإسلامية بحزب «راشتريا سيفاك سنج» فهذا القرار ليس بسديد، فمما لا شك فيه أن حزب «راشتريا سيفاك سنج» حزب استبدادي طائفي عسكري محض كما وصفه «المهاتما غاندي» أبو الدولة فإذًا كيف يمكن الاندماج بينهما؟؟

ثم ذكر الأستاذ أن الدين الإسلامي هو عبارة عن مجموعة القوانين والنواميس الإلهية التي تمس جميع نواحي الحياة البشرية وهو نظام الحياة البشرية جمعاء وليس هو بعض التصورات والعادات والتقاليد التي ورثها المسلمون كابرًا عن كابر، والجماعة الإسلامية الهندية إنما أنشئت لبث هذه الدعوة القيمة السمحة بين الناس وهي الآن تقدم هذه الدعوة بكل مثابرة بواسطة الكتب والرسائل في معظم اللغات الهندية وفي بعض اللغات العالمية، وكل من يطلع على منشوراتها بنية حسنة وبقلب صافٍ غير ملزم بها وله الحرية التامة بقبولها أو ردها، ولكن لا سبيل له أن يشوهها ويفتري عليها بأنها حركة طائفية شبه عسكرية، ومن الواضح أن حرية التعبير وحرية الدين ونشر العقيدة كلها مسموحة في الهند كما ينص دستورها فإذًا كيف تحظر الجماعة الإسلامية فحسب؟!

وبعد ذلك طالب الأستاذ المستمعين أن يطلعوا على دستور الجماعة الإسلامية لأن البند الخامس من الدستور ينص «أن الجماعة الإسلامية تهتم في جميع نشاطاتها اهتمامًا بالغًا بالتزام حدود الإخلاص والقيم ولن تقبل أي وسيلة ولا مخطط يصادم الصدق والأمانة والتي يودي إلى انفجار أي اعتداء عنصري أو اشتباك طائفي أو فساد وفوضى في الأرض». وفي ضمن هذه النقطة المهمة تبث الجماعة الإسلامية دعوتها بكل أمانة وإخلاص ووسائل دعوتها منحصرة في الكتب والجرائد والتنسيقات الدراسية والخطب والمحاضرات والمحادثات واللقاءات الشخصية وما إلى ذلك من الوسائل العصرية وليس لها الجماعة المتطوعون الذين تدربوا وتجربوا في ميدان العسكر، وليست هي حركة شبه عسكرية، علاوة على ذلك أن من الحق أنها لم تقم طيلة عمرها منذ خمس وعشرين سنة بإثارة أي ثورة أو مظاهرة ولم تأمر بإضراب عن العمل مع أن هذه كلها مسموحة في نطاق الجمهورية.

ومضى الأستاذ قائلًا: إنني أود هنا أن أُذكركم نقطة مهمة جديرة بالالتفات إليها وهي أن أمير الجماعة الإسلامية الهندية الشيخ أبو الليث الندوي الإصلاحي قد صرّح في بيان له أدلى به في العام الماضي منشدًا فيه أن الجماعة الإسلامية مستعدة تمام الاستعداد لقبول أي تحقيق عادل عنها من قبل الحكومة، وذلك عقب أن أعلن وزير الداخلية الهندية في أحد مؤتمرات البرلمان الهندي في العام الماضي تصريحًا خاطئًا عن الجماعة بأنها حركة طائفية شبه عسكرية فنحن كررنا هذا العرض غير مرة ولا نزال نكرره ولا ينبغي للحكومة أن تنظر إلى مثل هذه الحركات بعين البغض والطعن لقلة أعضائها وضآلة قواها المادية فحسب، ثم ساق سماحته لذلك مثالًا قريب العهد قائلًا إن الحكومة الهندية قد فصلت خمسة من المدرسين من إحدى المدارس الحكومية بولاية «راجستان» في غربي الهند بمجرد تهمتها أنهم يتصلون بالجماعة الإسلامية، وقد قدّم هؤلاء الخمسة شكوى في المحكمة العليا براجستان ضد هذا القرار المؤسف وأخيرًا وافقت المحكمة على شكواهم وأعلنت في بيانها القضائي أنه ليس من مقدور الحكومة أن توضّح أن الجماعة الإسلامية قد تدخّلت يومًا من الأيام في إثارة أي عمل من الأعمال التخريبية والثورية.

ثم عقّب الأستاذ مؤكدًا أنه لم يعذب أحد من أصحاب الجماعة الإسلامية بتهمة أنه تدخل في إثارة الفتن الداخلية والاضطرابات الطائفية والاشتباكات العنصرية بل الجماعة حاولت ولا تزال تحاول لإقامة رابطة اجتماعية بين أبناء الهند على أحسن شكل وأقوم طريق مع اختلاف دياناتهم ولغاتهم وألوانهم وأشكالهم، والمثال الواضح لذلك أنها قامت بجمع التبرعات والمساعدات في أنحاء الهند وإيصالها إلى أسر المصابين المسلمين وغير المسلمين نتيجة للاضطرابات الطائفية والمجازر البهيمية والزلازل والفيضانات والجدب التي جرت في أنحاء الهند، هذا وقد قامت الجماعة الإسلامية بالتوزيع بين مصابي جبل بود بمبلغ قدره 700000 روبية وبين مصابي کلكته بمبلغ قدره حوالي 500000 روبية وبين مصابي أحمد آباد بمبلغ قدره أكثر من مليون روبية وبين مصابي بيهار بمبلغ قدره 300000 روبية، إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الجماعة الإسلامية هي حركة تعمل وتتحرك لخير أبناء الهند جميعًا.

وبعد ذلك لفت الأستاذ أنظار المستمعين إلى المقولة المشهورة التي قالها «المهاتما غاندي» أكبر زعيم سياسي أنجبته الهند في العصر الحديث إذ هو يعبر أحسن تعبير عن الجماعة عقب عودته من حفلة الجماعة الإسلامية التي حضرها في باتنا في شهر أبريل سنة 1946 وهو يقول «إنني حضرت أمس في حفلة الجماعة الإسلامية بباتنا وكانت هي حفلة المساكين ولا أعني بالمساكين أقوامًا يتكففون الناس، ولكن المعني بهم أقوام ينشرون القيم الروحية ويخدمون الناس خدمة بالغة والذين يحاولون محاولة جدية للقضاء على التمييز العنصري وهم يقولون للناس اتبعوا أحكام الله إن كنتم عباد الله، وإنني لست بمتأسف ولكنني مسرور جدًّا بالحضور فيها ولو دعوني للحضور في المستقبل في مثل هذه الحفلات لأحضر ولو راجلًا».

وقال سماحته في معرض الردود على الأسئلة الموجهة إليه من قبل الحاضرين إن الشيوعية هي مذهب خطير على الأمة الإسلامية وهي من المذاهب الهدامة والتيارات الفاسدة الرعناء التي تضاد أسس الدين.

ملخص ما جاء في جريدة «بريودنم» المليالمية الناطقة باسم فرع الجماعة الإسلامية بكيرالا نقله إلى العربية عبد الرحمن تروائي المليباري- المدينة المنورة.

وبهذا يتبين بوضوح أن حركة الجماعة الإسلامية في الهند حركة إصلاحية دينية أخلاقية بحتة تدعو إلى التعاون والإخاء والسلام ولتحقيق حياة أفضل للبشرية جمعاء. المترجم.

 

المهاتما غاندي

«إنني حضرت أمس حفلة الجماعة الإسلامية.. أقوام ينشرون القيم الروحية ويخدمون الناس خدمة بالغة، ويحاولون محاولة جدية للقضاء على التمييز العنصري وهم يقولون للناس اتبعوا أحكام الله إن كنتم عباد الله».

غاندي

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 6

183

الثلاثاء 21-أبريل-1970

الحركة الإسلامية في الهند

نشر في العدد 9

152

الثلاثاء 12-مايو-1970

حول العالم - العدد 9