العنوان الجو العلمي المناسب للتحصيل والدراسة
الكاتب جمال النهري
تاريخ النشر الثلاثاء 07-يوليو-1970
مشاهدات 22
نشر في العدد 17
نشر في الصفحة 13

الثلاثاء 07-يوليو-1970
▪ كما أن «أسلوب تعامل المدرس مع الطالب، يختلف عن أسلوب تعامله مع الطالبة»، كذا
▪ ويقول المدير «إن جميع الطالبات تقريبًا يرتدين الميني والميكروجيب، ويترتب على ذلك أن الطالب في الإعدادي والثانوي وهي المرحلة الحرجة من عمره لا يستطيع أن يعطي كل تركيزه وانتباهه للعلم والدرس بقدر ما يعطيه «للمساحة المكشوفة» من ساقي الفتاة التي تجلس إلى جواره، ومن هنا تبدأ التصرفات الصبيانية.
هذه نصوص من كلمات مدير مدارس النصر التي أنشأها الاستعمار البريطاني منذ عام ١٩١٠ وهو في عنفوانه باسم مدرسة «فيكتوريا كوليدج» ثم طبقت الاختلاط فيها بقصد وخطة في الفترة التي أعقبت قيام ثورة ۱۹۱۹ ضد الحكم البريطاني في الوقت الذي كانت نساء مصر جميعًا لا تعرفن التعري أو التبذل.
▪ ولكني لا أشارك مدير مدرسة النصر «فيكتوريا كوليدج» سابقًا أن «تصرفات صبيانية» قد أدت إلى إصدار هذه القرارات الخطيرة، ولا أظنه يريد أن يقنعنا بذلك.
▪ أما أولياء الأمور فيقول أحدهم وهو والد لفتاتين «إن انشغال المدرسة في مراقبة الطلاب والطالبات ومتابعة الاختلاط سيكون بالضرورة على حساب المستوى التعليمي كما أنه في هذه السن الخطيرة يكون من الصعب تمامًا أن تمنع وقوع «الأخطاء».
▪ أما في داخل المدرسة فيقوم «الدكتور جرجس سلامة» وكيل المدرسة باستخدام منظار مكبر لمراقبة «الطلبة والطالبات» أثناء الفسحة من فوق سطح المدرسة.
هل هذا منطقي؟ نخلط الجنسين في هذه السن، ثم نتسلى بمراقبتهم بالمناظير المكبرة؟ هل سيجدي ذلك في منع «الأخطاء»، و«التصرفات الصبيانية»، وأية أخطاء هذه التي أرغمت أعرق مدرسة في الاختلاط أن تصدر القرار؟
▪ إن «جذور النكسة» ترجع إلى التخطيط العقلي الهادئ الناجح الذي صنعه الاستعمار بشأن قضيتين، جوهريتين هما:
1- التعليم.
2- المرأة.
▪ وقد ركزت هذه الخطة في مصر وبعض البلاد العربية الأخرى دونًا عن الشرق الإسلامي كله عبر ۷۰ عامًا لم تنقطع. وماذا كان القصد؟
القصد كان إقصاء الإسلام ومعاييره ونفيها من مجال التربية والتعليم.
▪ بدأ «دنلوب» الإنجليزي وأعوانه هذه الخطة ثم خطا على الدرب وزراء للتعليم دربوا على هذا النهج.
ومن هنا جاءت الهزيمة وبدأت النكسة. وبدأ تصدير هذا الفساد للشرق الإسلامي كله ونفذت الخطة فأحسن تنفيذها.
▪ ومن ثم أتت ثمارها المرة في كل الدول العربية والإسلامية.
▪ مواجهة الحركة الإسلامية، كيف؟
بقي أمر جوهري أن تواجه الحركة الإسلامية الهزيمة من جذورها في مجال التربية وأن تحول المواجهة إلى ميدان «الفعل الحقيقي» بواسطة منشآت خطط لها بالعمق الكافي «بالإيمان والإخلاص والتخصص والمال الكافي».
▪ هذا أو ننتظر أن يأتي المستقبل بأحداث هي اليوم مجرد «تحليلات متشائمة».
▪ إن الواجب المرحلي للحركة الإسلامية الانتقال من مرحلة حماس الحديث إلى «العمل التخطيطي» وإن الأعوام التي انقضت منذ ١٩٤٨ حتى ۱۹۷۰، درس ينبغي أن نواجهه ليس بالكلمة وإن كانت صادقة وإنما بالخطط اللازمة في مواجهة عشرين عامًا مقبلة محفوفة بالمخاطر.
جمال النهري
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

